إن السمنة تعد من أكثر الأمراض انتشاراً في الوطن العربي بشكل عام وفي السعودية بشكل خاص، وترتبط السمنة بالإصابة بمرض السكري الفئة الثانية وارتفاع في الضغط وأمراض القلب والكوليسترول، فالرشاقة ليست فقط بحثاً عن الجمال، بل هي بحث عن الصحة والعيش بلا أمراض وبحيوية ونشاط، لذا أثبتت دراسات جديدة عن عملية المجازة المعدية أن هناك أشخاصاً بعد عدة سنوات من إجراء العملية مازالوا محتفظين بأوزانهم التي فقدوها ولم يرتفع وزنهم بعد سنوات، كما وُجد أن هناك نسبة تراجع كبيرة في الحالات المرضية، فقد قال الدكتور جيه هنتر ميهافي من كلية الطب في جامعة فرجينيا لـ"رويترز هيلث" هاتفياً: إن الناس لا يفقدون الكثير من الوزن فحسب، بل يصبحون أكثر صحة.
وتمكن دكتور ميهافي وزملاؤه من تحديد 1087 مريضاً أجروا عملية المجازة المعدية في الأعوام الواقعة بين 1985 و2004، وتم التواصل مع 651 من هؤلاء المرضى هاتفياً، ووجدوا أن بعد مرور عشر سنوات استمروا في الحفاظ على أكثر من نصف الوزن الزائد الذي تخلصوا منه.
ووفقاً لصحيفة "الجزيرة"، فقد قال معدو الدراسة في عدد يوليو تموز من دورية حوليات الجراحة: قبل الجراحة كان 41% من هؤلاء المرضى مصابين بالسكري، و25% بمرض القلب، و59% بارتفاع ضغط الدم، و36% بانقطاع النفس خلال النوم، وبعد مرور عشر سنوات كان 18% فقط مازالوا مصابين بالسكري، و16% بمرض القلب، و47% بارتفاع ضغط الدم، و16% بانقطاع النفس خلال النوم، وتراجع معدل أمراض المفاصل من 61% إلى 32%.
وقال الدكتور أمير الغافري، وهو جراح لعلاج البدانة في جامعة ميشيجان هيلث سيستم، ولم يشارك في الدراسة: إن الفوائد كبيرة، وهناك أدلة مثبتة على أن هذا النوع من الجراحة له مزايا تتعدى الإدارة الطبية المكثفة كالاستشارات وبرامج المساعدة الغذائية والتمارين، فإن كانت بعض العمليات قد تخلصك من السمنة، فاشحن إرادتك التي من خلالها ومن خلال المواظبة على برنامج غذائي صحي متكامل وممارسة الرياضة تستطيع أن تفقد العديد من الكيلوغرامات بدون مشرط يمتد في جسدك، فالعمليات ينصح بها الأطباء أصحاب السمنة المفرطة وأصحاب الأمراض المزمنة حتى ينعموا بصحة أفضل، وذلك بعد اليأس من محاولات تنزيل أوزانهم بنظام غذائي للحمية.