نحن نصوم 30 يوماً، وهي أيام ليست بالقليلة لنغيِّر ونتغيَّر، فهل يمكن أن يحدث الصيام ثورة حقيقيَّة في قيمنا ومفاهيمنا الفرديَّة والاجتماعيَّة، ورسالتنا الدينيَّة حول العالم؟ وهل يمكن للصوم أن يكون علاجاً فعالاً للأزمات الإنسانيَّة التي تعاني منها البشريَّة الآن؟
«سيدتي» التقت بعدد من الأشخاص للإجابة عن هذه الأسئلة، فماذا كان ردهم؟
عارض ويزول
بداية أوضح بدر يماني، مستشار التنمية البشريَّة والعلاقات الإنسانيَّة، أنَّ علم النفس يقول بأنَّ 21 يوماً كفيلة لاكتساب عادة جديدة، ورمضان 30 يوماً، فكيف لا يحدث ثورة ولا يغيِّر فينا، لكن هل تعرفون أين المشكلة؟ المشكلة أننا اعتقدنا بأنَّ رمضان عارض ويزول، وليس صفحة جديدة لحياة جديدة ومختلفة، فكل ما نقوم به من ممارسات تنتهي بانتهاء رمضان، ونعود لحياتنا العاديَّة من بعده، وهذا الشعور يجعل رمضان غير مؤثر وغير حقيقي لتحقيق المراد، يكفيني أن أذكر استغلال حاجة الإنسان للتبضُّع في المواسم الدينيَّة والأعياد في بلداننا، ورفع الأسعار أضعافاً مضاعفة، لكن في دول غير مسلمة كأمريكا مثلاً يتم خفض الأسعار في المناسبات الدينيَّة والأعياد؛ رأفةً بأحوال الأسر لتستطيع التبضع وملء بيوتها بالخيرات، لذلك أعود وأكرِّر ما نمارسه في رمضان لا يمت حقيقةً لرمضان بصلة، وإلاّ لأحدثنا التغييرات العديد في أنفسنا والعالم.
المنهج الرمضاني
وترى الدكتورة حنان حجازي، أستاذة في جامعة أم القرى، بأنَّه يمكن لشهر رمضان أن يكون فترة تدريب وتطهير، وإعادة ترتيب أولويات، مضيفة: بالتأكيد نستطيع أن نجعل هذا المنهج الرمضاني درباً لنا في تقييم أمورنا، والموازنة بين ما نرغبه وبين مسؤولياتنا المتزايدة، فتطبيقنا للشرائع الدينيَّة بأسلوب راقٍ حقيقي وما ينعكس عليه اجتماعياً رسالة لكل من يتابع وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن جهة أخرى أكد مروان السيد موظف حكومي أنَّ الصيام بمعناه الحقيقي والصحيح بكل جوانبه الروحانيَّة، يوصلنا للرقي وإحداث التغيير الحقيقي في فكرنا أولاً ثم التطبيق على سلوكياتنا وأفعالنا.
هذا هو الصيام الحقيقي الذي يغيب عنّا
عرّفت رفيف زهران، كاتبة وناشطة اجتماعيَّة، الصيام الحقيقي الذي يغيب عن أغلبنا هو ليس بالإمساك عن الأكل والشرب وإنما بكف اللسان والأفعال عمَّا هو مبتذل وغير مفيد، وممارسة الإحسان حتى في إفطارنا، وتحكي: هذا العام قرر مسؤول كندي بأن يشارك المسلمين الصيام وتوفير قيمة طعامه من صومه لإعطائها الفقراء، نحن بحاجة لمثل فكر هذا المسؤول بيننا، فهذا هو الإحسان لتغيير المجتمعات للأفضل.
وفي نفس الصدد توقعت صباح باخشوين، كاتبة ومدربة تطوير وتنمية ذاتية، بأنَّ الصوم الحقيقي سيعطي لحياتنا طعماً آخر وتقول: ستهدأ البيوت من صراع وقت الإفطار وعاصفة الخادمات وثقل الميزانيَّة على أرباب الأسر، وستقل السمنة والأمراض الجسديَّة والروحيَّة، وسيكثر مرتادو المساجد، وستعيش روح رمضان طوال العام، وسيكون نمط حياتك وليس رمضانك.
الصيام الجوهري
أكد المفكر الإسلامي الدكتور عدنان إبراهيم في إحدى خطبه أنَّ كثيراً من المسلمين يعيشون ويموتون وهمهم جمع المال والمتعة، وهم مسلمون بالتقليد وليس بالعمق والإرادة، وهنا يكمن الفرق بين الصوم الطقوسي والصوم الجوهري، ومعنى الطقوسي هنا أي عادات وسلوكيات نمارسها لذاتها ونجهل عمقها ومعناها، فإسلامنا الحقيقي يخلو من الطقوس، فكل ممارساته وسلوكياته تخاطب العقل والوعي والإدراك، ويقول: حول العالم مليار جائع يقابلهم مليار متخم، وملايين المستعبدين، فلماذا لا نتجه لجوهر الصيام ونجعله حريَّة مستدامة لهؤلاء وخصاصة للجائعين حول العالم من مسلمين وغير مسلمين؟، يمكننا أن نجعل الصيام تظاهرة حقيقيَّة لخدمة الإنسانيَّة ورفع عذابات البشريَّة، ونترجم للعالم درساً ولا أروع عن الأمة الإسلاميَّة.
فتخيل: لو كل مسلم صائم ـ عدد المسلمين في العالم أكثر من مليار مسلم ـ ادخر بقيمة وجبته كل يوم لتصبح من 30 وجبة مبلغاً من المال بنهاية رمضان يسلم المبلغ لمستحقيه في بلده أو حول العالم، واستمر ذلك لخمس سنوات متتالية، ماذا سيكون الأثر في المجتمع العالمي؟
«سيدتي» التقت بعدد من الأشخاص للإجابة عن هذه الأسئلة، فماذا كان ردهم؟
عارض ويزول
بداية أوضح بدر يماني، مستشار التنمية البشريَّة والعلاقات الإنسانيَّة، أنَّ علم النفس يقول بأنَّ 21 يوماً كفيلة لاكتساب عادة جديدة، ورمضان 30 يوماً، فكيف لا يحدث ثورة ولا يغيِّر فينا، لكن هل تعرفون أين المشكلة؟ المشكلة أننا اعتقدنا بأنَّ رمضان عارض ويزول، وليس صفحة جديدة لحياة جديدة ومختلفة، فكل ما نقوم به من ممارسات تنتهي بانتهاء رمضان، ونعود لحياتنا العاديَّة من بعده، وهذا الشعور يجعل رمضان غير مؤثر وغير حقيقي لتحقيق المراد، يكفيني أن أذكر استغلال حاجة الإنسان للتبضُّع في المواسم الدينيَّة والأعياد في بلداننا، ورفع الأسعار أضعافاً مضاعفة، لكن في دول غير مسلمة كأمريكا مثلاً يتم خفض الأسعار في المناسبات الدينيَّة والأعياد؛ رأفةً بأحوال الأسر لتستطيع التبضع وملء بيوتها بالخيرات، لذلك أعود وأكرِّر ما نمارسه في رمضان لا يمت حقيقةً لرمضان بصلة، وإلاّ لأحدثنا التغييرات العديد في أنفسنا والعالم.
المنهج الرمضاني
وترى الدكتورة حنان حجازي، أستاذة في جامعة أم القرى، بأنَّه يمكن لشهر رمضان أن يكون فترة تدريب وتطهير، وإعادة ترتيب أولويات، مضيفة: بالتأكيد نستطيع أن نجعل هذا المنهج الرمضاني درباً لنا في تقييم أمورنا، والموازنة بين ما نرغبه وبين مسؤولياتنا المتزايدة، فتطبيقنا للشرائع الدينيَّة بأسلوب راقٍ حقيقي وما ينعكس عليه اجتماعياً رسالة لكل من يتابع وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن جهة أخرى أكد مروان السيد موظف حكومي أنَّ الصيام بمعناه الحقيقي والصحيح بكل جوانبه الروحانيَّة، يوصلنا للرقي وإحداث التغيير الحقيقي في فكرنا أولاً ثم التطبيق على سلوكياتنا وأفعالنا.
هذا هو الصيام الحقيقي الذي يغيب عنّا
عرّفت رفيف زهران، كاتبة وناشطة اجتماعيَّة، الصيام الحقيقي الذي يغيب عن أغلبنا هو ليس بالإمساك عن الأكل والشرب وإنما بكف اللسان والأفعال عمَّا هو مبتذل وغير مفيد، وممارسة الإحسان حتى في إفطارنا، وتحكي: هذا العام قرر مسؤول كندي بأن يشارك المسلمين الصيام وتوفير قيمة طعامه من صومه لإعطائها الفقراء، نحن بحاجة لمثل فكر هذا المسؤول بيننا، فهذا هو الإحسان لتغيير المجتمعات للأفضل.
وفي نفس الصدد توقعت صباح باخشوين، كاتبة ومدربة تطوير وتنمية ذاتية، بأنَّ الصوم الحقيقي سيعطي لحياتنا طعماً آخر وتقول: ستهدأ البيوت من صراع وقت الإفطار وعاصفة الخادمات وثقل الميزانيَّة على أرباب الأسر، وستقل السمنة والأمراض الجسديَّة والروحيَّة، وسيكثر مرتادو المساجد، وستعيش روح رمضان طوال العام، وسيكون نمط حياتك وليس رمضانك.
الصيام الجوهري
أكد المفكر الإسلامي الدكتور عدنان إبراهيم في إحدى خطبه أنَّ كثيراً من المسلمين يعيشون ويموتون وهمهم جمع المال والمتعة، وهم مسلمون بالتقليد وليس بالعمق والإرادة، وهنا يكمن الفرق بين الصوم الطقوسي والصوم الجوهري، ومعنى الطقوسي هنا أي عادات وسلوكيات نمارسها لذاتها ونجهل عمقها ومعناها، فإسلامنا الحقيقي يخلو من الطقوس، فكل ممارساته وسلوكياته تخاطب العقل والوعي والإدراك، ويقول: حول العالم مليار جائع يقابلهم مليار متخم، وملايين المستعبدين، فلماذا لا نتجه لجوهر الصيام ونجعله حريَّة مستدامة لهؤلاء وخصاصة للجائعين حول العالم من مسلمين وغير مسلمين؟، يمكننا أن نجعل الصيام تظاهرة حقيقيَّة لخدمة الإنسانيَّة ورفع عذابات البشريَّة، ونترجم للعالم درساً ولا أروع عن الأمة الإسلاميَّة.
فتخيل: لو كل مسلم صائم ـ عدد المسلمين في العالم أكثر من مليار مسلم ـ ادخر بقيمة وجبته كل يوم لتصبح من 30 وجبة مبلغاً من المال بنهاية رمضان يسلم المبلغ لمستحقيه في بلده أو حول العالم، واستمر ذلك لخمس سنوات متتالية، ماذا سيكون الأثر في المجتمع العالمي؟