أثار تأكيد المتحدث لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية خالد أبا الخيل بإغلاق المحلات الساعة 9 مساءً الجدل في المجتمع السعودي، مبيناً أن وزارة العمل نظمت ورش عمل بالمناطق الرئيسية مع القطاع الخاص لإجراء مزيدٍ من الدراسة حول تحديد قرار الإغلاق، وعلى إثر ذلك إنقسم المجتمع في ردة فعله إزاء القرار ما بين مؤيدٍ ومعارضٍ، وقامت "سيدتي" برصد هذه الآراء.
قرار الإغلاق مفيد وترشيد للإنفاق المالي
أشار الأستاذ "عماد سليمان" 38 سنة - موظف - أن القرار مفيد، لكن عند مقارنته بالدول الأخرى يكون مجحفاً، لأن الدول الأخرى تبدأ فيها حركة المحلات التجارية من ال 9صباحاً إلى الـ 9مساءً دون إقفالها في أوقات الصلاة. وقال "وليد ناظر" 50 سنة - موظف: القرار جيد وفيه ترشيد للإنفاق المالي، خصوصاً أن شعوبنا مدمنةٌ للمشتريات ليس للحاجة، وإنما لتضييع الوقت والتسلية. والعميد "محمد صخيري" أيد القرار قائلاً: ستهدأ الشوارع من الإزدحام، وسيتفرغ السعودي لأهله. والسيدة "دلال كعكي" 54 سنة – متقاعدة - تجد القرار مفيداً مع ضرورة عدم الإغلاق ظهراً. وتفاعلت إتجاه الموضوع الشاعرة "صافية عبدالله" 29 سنة حيث وضحت أن القرار سيقوي العلاقات الإجتماعية، وسيمكن الموظف من الخروج مع أسرته للنزهة والجلوس معهم فترة جيدة. ويرى الأستاذ "ممدوح الروحاني" أن القرار جميل ولكن يحتاج إلى أن يتم التدرج خلال 6أشهر أو سنة لأن القفزة المباشرة ستصيب بعض المحلات بمقتل.
تأييد للقرار من قبل الموظفات
وتوجهنا إلى الموظفين لمعرفة ردة فعلهم فوضحت "فيروز الشاطري" موظفة بمحل نسائي أن تطبيق هذا القرار يناسب كل الموظفين من الجنسين وسيمكنهم من الرجوع لمنازلهم مبكراً، لكون الدوام الحالي يعرضهم للكثير من المضايقات والتحرشات بعد أن تتجاوز الساعة 11 مساءً.
و"سعيد خالد" يعمل بمحل قال: أؤيد القرار فإن لبدنك عليك حقاً، فمثلاً اليوم الخميس ووصلت إلى البيت الساعة 1 صباحاً منهك، ولم أستطع الجلوس مع أسرتي أو التنزه معهم.
التجار يعترضون، وربّات البيوت: متى نتسوق؟
ومن المعترضات بشدة على تنفيذ القرار السيدة "سوزان بغدادي" مشيرةً أنها تنزل مع أبنائها للسوق تقريباً قبل العشاء بسبب التزاماتها العائلية، لتطرح تساؤلاً: متى سأتمكن من التسوق؟.
ووضحت السيدة "نفيسة الكاف" – صاحبة مجموعة محلات لـ"سيدتي" أنها ترفض تنفيذ هذا القرار ، وأشارت أنهم اجتمعوا في مكتب العمل بحضور عدد من سيدات الأعمال وصاحبات محلات وأصحاب المولات لنقاش هذا الموضوع، قدموا خلالها أسباب رفضهم التي تمحورت حول بسبب إقفال المحلات في ساعات الصلاة، وصعوبة التسوق على الموظفين والموظفات بسبب ضيق الوقت، كما أنه سيؤدي إلى أزمة مرورية، لأنه من المعروف أن أنسب وقت للمبيعات يكون من بعد العشاء إلى الساعة11 ونصف. وأشارت أن السوق هذه السنة يعاني من نزول شديد وهبوط في المبيعات، إضافةً إلى أن إيجارات المولات غالية جداً والرواتب التي تقدم للموظفات السعوديات عالية، لذلك فإن تم ضغطهم بساعات عمل محدودة سيؤدي ذلك إلى زيادة الوضع سوءاً وإلى خسارة كبيرة جداً. فقدموا خلال الإجتماع مقترحاً بأن يتم إقفال المحلات الساعة 10 ونصف مساءً، وذلك سيكون كفيلاً لوصول الموظفة لمنزلها الـ 11.
ووضح التاجر "سعيد بن زقر" أنه لو كان الإغلاق الساعة 9 مساءً مميزاً لقام به التجار منذ زمن، فالتجارة تحتاج إنتاجية وانضباط ومرونة. وفيما يخص سعودة القطاع الخاص فأشار أن الأمر يلزمه تطوير أنظمة الخدمة المدنية لكي تواكب متطلبات اقتصاد اليوم والغد، ثم تطوير البنية الاساسية داخل المدن السعودية ودعم المرأة، فيستحيل تجاهل ٥٠٪ من الاقتصاد (النساء) وهدر سعتهم الإنتاجية من دون حدوث أزمات اقتصادية.
وكان المتحدث خالد أبا الخيل أشار في تصريحٍ له أنه سيستثني من هذا القرار المراكز الترفيهية، ومدن الملاهي، ومراكز الألعاب، والمطاعم والمقاهي وسيكون الإغلاق لهم الساعة 12 ليلاً وفي الإجازات الساعة الواحدة صباحاً. وتم إستثناء المنطقتين المركزيتين في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأن مخالفة قرار الإغلاق سيترتب عليه عقوبة اغلاق المحل المخالف عدة أيام وغرامة 10 الاف ريال.
