هناك اتّفاق بالإجماع على أنّه آن الأوان لإسناد الأمانة العامّة لمنظّمة الأمم المتّحدة لامرأة، بعد أن تداول ثمانية رجال على هذا المنصب المهم منذ تأسيس المنظّمة الأمميّة عام 1945.
يوم أوّل يناير المقبل 2017، سيتمّ تنصيب أمين عام جديد لمنظّمة الأمم المتّحدة، خلفاً للكوري «بان كيمون»، الذّي يكون في ذلك التاريخ قد أنهى ولايته الثانية على رأس المنتظم الأمميّ، مدّة كلّ ولاية خمسة أعوام، ولا يمكنه الترشّح لولاية ثالثة.
ولا حديث الآن في مقرّ المنظمة بمدينة «نيويورك» إلا عن الشخص المحتمل لـ«بان كيمون»، وهو حديث يتجاوز المدينة الأمريكيّة ليعمّ 193 بلداً في العالم بأسره، هي البلدان العضوة في منظمة الأمم المتّحدة، وسيتمّ خلال هذا الشّهر يوليو (تموز) الإعلان عن اسم الأمين العام الجديد للأمم المتّحدة، وفي شهر سبتمبر (أيلول) تقع المصادقة على تسميته في جلسة للجمعيّة العامّة، وفي يناير يتمّ تنصيبه.
ومنذ تأسيس المنظّمة، فإنّ ثمانيّة رجال تداولوا على منصب الأمين العام، من بينهم: داغ هامرشولد من السويد، وكورت فالدهايم من النمسا، وخافير دي كويلار من البيرو، وكوفي عنان من غانا، والمصري بطرس بطرس غالي.
أربع نساء في السّباق
ولكن الأمر الجديد وغير المسبوق، هو أنّ أربع نساء يتنافسن هذه المرّة على المنصب، وكلهنّ أوروبيّات. وهن:
- إيرينا بوكوفا (63 عاما)، وهي المديرة العامّة الحاليّة ومنذ 2009 لمنظمّة اليونسكو (منظمّة الأمم المتّحدة للتربيّة والثّقافة والعلوم)، والتّي أعلنت صراحة: «إنه حان الوقت لمنح النّساء فرصة إثبات أنهنّ أعضاء متساوون في المجتمع».
- Helen Clark هيلان كلارك (66 عاماً) رئيسة حكومة نيوزيلندا السّابقة. تقول: «إني رشّحت نفسي لهذا المنصب، ليس لأني امرأة، بل لأنّي أعتقد أنّي الأجدر به».
- فيسنا بوسيتش Vesna Pusic وزيرة خارجيّة كرواتيا السّابقة، ونائبة رئيس البرلمان الكرواتي حالياً، وهي مدافعة شرسة عن المساواة بين المرأة والرّجل.
- ناتالي غرمان Natalia Gherman، وهي أصغرهنّ سنّاً (47 عاماً) وسبق أن شغلت منصب وزيرة خارجية «مالدوفيا»، وتولت أيضاً منصب نائبة رئيس حكومة بلادها، وهي ابنة الرّئيس السّابق لمالدوفيا.
امتحان شفهي
والطّريف أن المرشحين لمنصب الأمين العام للأمم المتّحدة يمرّون كأيّ مترشّح لوظيفة؛ بتقديم طلب، ثم إجراء امتحان كتابي وشفهي فيها على امتداد ساعتين، يجيبون عن أسئلة تهمّ الثّقافة العامّة ومواضيع تهم البيئة والمناخ والعلاقات الدوليّة، والأسئلة يلقيها ممثلو الدول الأعضاء في جلسات حوار علنيّة، ويشارك في إلقاء الأسئلة صحافيّون وأعضاء من المجتمع المدني لشئون اللاجئين.
ومن المتوقّع، بعد أربعة أشهر من فوز هيلاري كلينتون، أن تكون أول امرأة تقود الولايات المتّحدة الأمريكيّة، إلى جاب نساء كثيرات، هنّ اليوم رئيسات حكومات ودول على غرار رئيسات جمهورية مالطا وكوريا الجنوبيّة وكرواتيا وليبيريا ولتوانيا وتايوان وجمهورية الموريس والأرجنتين والنرويج وغيرها.