كانت وجوه العابرين بأروقة المدينة الأثرية ترسم الصورة الحقيقية لحجم الفرح بعودة مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الحادية والثلاثين، يتجولون في طريقهم من المسرح الشمالي الذي احتضن إيقاد شعلة المهرجان من جديد، حتى يصلون إلى المسرح الجنوبي الذي وعدهم باللقاء مع نجمهم اللبناني وائل كفوري، وسماع أغانيه، وبين أكشاش التحف وأعمدة رفعها الرومان يوماً ما، يبتسمون بوجه غرباء لا يعرفونهم، لكنهم يشاركونهم ذات اللهفة والشوق، لعودة "كرنفال" أردني وعربي وعالمي بحجم مدينة جرش.
وائل الكفوري.. وزع الكثير من مشاعره على المدرجات..
رغم تأخره بالدخول إلى المسرح قرابة ساعة كاملة، إلا إن جمهور النجم اللبناني وائل الكفوري، غفر له مباشرة منذ اللحظة التي تدخل بها إلى المسرح، فاشتعلت المدرجات بالهتاف والتصفيق، لمدة طويلة.
وتعبيراً عن حبه للأردن البلد المضيف، دخل الكفوري مرتدياً "الحطّة الأردنية" على كتفيه، وعلى أنغام الأغنية الوطنية الأردنية "جيشنا جيش الوطن" للفنان الأردني عمر العبداللات، وعلى إيقاعها الصاخب والحماسي، أجبر جميع الحاضرين الذين يحفظونها مسبقاً عن ظهر قلب، على الغناء معه والتمايل على أنغامها بهز الكتف و"الدبكة". ولكن سرعان ما عاد النجم الحسّاس إلى طبيعته الهادئة، وابتسامته الجذابة التي أسرت قلوب محبيه، وحيّى بلهجته اللبنانية جماهيراً جاءته من كل مكان في الأردن والوطن العربي حتى تشاهده وتسمعه.
ساعاتان من الطرب والحب..
على أنغام الـ"ميجنا" استهل الكفوري أولى أغنياته بهذه الأمسية الجرشية الحافلة، وتبعها بأغنيته المحبوبة "شو رأيك ننسى اللي صار"، وما انفك الجمهور يصاحب الكفوري بالغناء، الذي ملأ المدرجات بالرقص والفرح.
وبين اللون العاطفي الهادئ كأغنيته "يا هوا روح وقله"، والأغاني السريعة التي راقصت إيقاعاتها الحضور كأغنية "مدللتي"، استطاع النجم اللبناني أن يصل إلى قلوب الجماهير جميعها، فاختار باقة من أجملها وأهداها إلى جمهور "جرش"، الذي استقبلها بفرح كبير وحب اتسع المدينة الأثرية وتاريخها.
واستمر الكفوري مقدماً أغنية "بدي اياك" و"ناس بنلقتي فيهن" و"ولو حبنا غلطة"، وصولاً إلى موال مغنى بالعربية الفصحى الذي كشف قدرات صوتية عالية واحترافية كبيرة لدى النجم اللبناني بالآداء بـ"ما كل من ذكر الهوى صدقا"، لينتقل مباشرة إلى "ضلي يا روحي تعبت معم روحي"، وظل معه الجمهور أيضاً على طوال ساعتين من الغناء مستمراً بالطرب والحب لنجمه المحبوب.
بعد "ضلي يا روحي"، عاتب الكفوري حبيبته على الجفاء والحب البارد الذي أصاب قصة غرامهما بأغنية "صار الحكي بيناتنا كله تعب"، واستمر بهذا العتاب الطويل بأغنيته التالية "كل شي حواليّي"، لكنه عاد ورفع من وتيرة الأمل والحب بأغنيته "بحبك أنا كتير"، ثم راقص خيالات حبيبته وحضور جرش بـ"مدللتي" التي وتلبية لطلب الجماهير بالمدرجات أعاد غنائها لمرة ثانية، وقبيل الختام كانت أغنيته "ما أصعبا" حاضرة ببال الحضور وبصوته، وختم أخيراً بأغنيته التي كانت إحدى أسباب شهرته "ما وعدتك بنجوم الليل".
وائل كفوري.. النجم الودود وصديق الجمهور..
كشف النجم اللبناني وائل الكفوري عن جوانب جديدة من شخصيته، وهي حميميته وحبه للجماهير، فكان ودوداً معهم ممازحاً دوماً، ولم تفارق وجهه ابتسامته أبداً، وكان الكفوري يستجيب لطلبهم بأن يلتفت إليهم ليلتقطوا له صوراً خاصة، فكان ينتقل من كاميرا إلى أخرى، موزعاً ضحكاته هنا وهناك، ما زاد معجبيه ومتابعيه، حباً به، وإعجاباً بتواضعه بالرغم من نجوميته الساطعة في كل المحافل الفنية.
كواليس..
شهد المهرجان بليلته الأولى الكثير من "الكواليس" التي جرت هنا وهناك في وأروقة المسرح الجنوبي، وكان أهمها:
حراسة أمنية مشدد:
لم يسبق لمهرجان جرش على مدى سنواته الواحدة والثلاثين، أن شدد الإجراءات الأمنية بهذا الشكل، فكانت كوادر الأجهزة الأمنية المختلفة منتشرة بشكل كثيف بنفس المنطقة الأثرية وبالمسرحين "الجنوبي والشمالي"، وحتى على أسطح البيوت المجاورة، وكان كل هذا التشديد الأمني سببه الأحداث الأخيرة التي جرت بالوطن العربي، وخاصة بالأردن، الذي شهد عدة هجمات إرهابية بفترات قصيرة، كان أخرها بشهر رمضان المبارك الماضي.
وعلى غير العادة ولأول مرة بتاريخ المهرجان، تم تركب كاميرات مراقبة حديثة وحساسة جداً بين الجماهير بالمدرجات، لمتابعة ما يحدث أولاً بأول، وضمان حالة أمنية ممتازة.
أضف إلى ذلك تكثيف التفتيش على الحضور عند دخول البوابة الرئيسية وعند المدرجين الرئيسيين، فكان الجميع يتم تفتيشه لأكثر من مرتين وثلاثة، ما سبب حالة من الحيرة لكل هذه الإجراءات الأمنية، وبنفس الوقت ارتياحاً عاماً وطمأنينة كبيرة من قبل الجمهور.
انقطاع التيار الكهربائي:
وبشكل مفاجئ، حصل تكرار لانقطاع التيار الكهربائي كلياً عن المسرح الجنوبي، ما أظهر قلقاً شديداَ على وجوه الفرقة الموسيقية التي كانت تجهز آلاتها أمام الجمهور، وأحدث الكثير من الجلبة بين الحاضرين، ولكن الأمور سارت على خير ما يرام، ولم يحدث أي مشاكل بالتيار الكهربائي خلال الحفلة.
دخول مفاجئ لوائل كفوري:
وفاجأ النجم اللناني وائل كفوري جميع جماهيره حين دخل بشكل مباغت وعلى أنغام أغنية "جيشنا جيش الوطن"، حيث توقع الجميع أن يدخل بشكل تقليدي معتاد، وعلى أنغام إحدى أغنياته الخاصة.
كما فاجأ الجماهير مرة أخرى بإتقانه الكبير للهجة الأردنية، التي تمتاز بدويتها، خاصة أنها بعيدة تماماً عن اللجهة اللبنانية.
عدوى التصوير:
واصطادت عين سيدتي في خضم جميع الأيادي المرفوعة بهواتفها الخلوية لتصوير النجم اللبناني، أحد أفراد فرقة الكفوري من الـ"كورال" وهو يصور النجم بكاميرا هاتفه الخاص, بموقف طريف وغريب بالوقت نفسه.