كانت قد سميت على جدول المهرجان بـ"ليلة أردنية"، لكنها كانت أردنية بامتياز، أصوات من البلد المضيف الأردن، ملأت فضاء اليوم الرابع لمهرجان جرش بدورته الحادية والعشرين، بفرح وطني كبير، فكانت على الوعد، ورفعت نجومه اسم بلدها في سماء مهرجان يعد من أهم الفعاليات الفنية بالعالم العربي.
حسين السلمان يظهر جانباً عاطفياً غير متوقع بشخصيته الفنية
احتفى المسرح الجنوبي بثلاثة نجوم أردنيين، لهم ما لهم من الحب والإحترام لدى جمهورهم، غنوا كثيراً لبلدهم، كما غنوا أيضاً لحبيباتهم وأهلهم، فكانت البداية مع الفنان حسين السلمان، الذي دخل على أنغام أغنية "بلشت تحلو" الشبابية، والتي لم يعهده الجمهور بهذا اللون من الغناء. وتابع بنفس الأجواء الشبابية المرحة التي تعكس لغة الشاب الأردني الطريفة بأغنية "يا بييه شو كاريزما"، التي راقصت الجمهور في أماكنهم.
لكن السلمان عاد إلى اللون الوطني الذي اشتهر به بين الجماهير الأردنية، التي أشعل من خلالها الدبكة على المدرجات، وهتاف الحاضرين الذين يحفظونها جيداً "هذا الأردن أردنا".
وأظهر النجم الأردني جانباً عاطفياً غير متوقع بشخصيته الفنية حين أدى أغنية "ما عاد أنا أريدك"، التي سبقها بالموال العراقي الشهير"ذكرتك والسما مغيمة"، لكنه عاد مرة أخرى ليشعل حماسة الجمهور بمزيج من الأغاني التراثية الأردنية، التي تتمتع بإيقاعاتها السريعة والراقصة، فأدى "دقّ الماني" و"على العين مونيتي" و"تيرشرش"، لتنتشر عدوى "الدبكة" بجميع مدرجات الجنوبي.
يحيى صويص وأجواء الأغنية الوطنية
خرج السلمان تاركاً ساحة المسرح لنجم برنامج "ستار أكاديمي" الفنان يحيى صويص، وبعكس السلمان، دخل على أنغام أغنية "الأردن عالي" الوطنية، وعلى غير المتوقع من الألوان الغنائية التي اشتهر بها، كالغناء الشبابي العاطفي، لكنه عاد بعد ذلك بأغنية "شو بدك بالقيل وقال" التي اشتهر بها صويص باللهجة اللبنانية.
وعاد النجم الأردني مرة أخرى إلى أجواء الأغنية الوطنية، مجبراً الجمهور على التفاعل الكبير معه بـ"عيني على الأردني"، ومن بعدها "الدلعونا"، ومن ثم ختم صويص فقرته بأغنية "صندوق العروس".
تفاعل كبير مع طوني قطان
وبعد انتظار طويل من الجمهور لنجمهم الذي تعدى حدود المحلية، الفنان طوني قطان الذي حظي بشهرة كبيرة بالعالم العربي، خرج أخيراً بكامل أناقته، حاملاً بين يديه مجموعة من أعماله الفنية التي أوصلته إلى قلوب جميع جماهيره، استهل قطان أمسيته بأغنية "صرت حلالي ومالي"، التي أظهر من خلالها فيضاً كبيراً من الهدوء والمشاعر التي وصلت إلى جماهيره بمدرجات الجنوبي.
واستجاب النجم الأردني لطلب الجماهير مباشرة وبدون أي تفكير أو تردد، بدأ بغناء "بس.. بس"، التي امتازت بإيقاعاتها الراقصة، ولونها الشبابي الذي يتميز به، ثم تبعها قطان بأغنية "روحي وروحك" التي وبالرغم من قلة الحضور في نهاية الليلة الأردنية، إلا أنها وجدت تفاعلاً كبيراً معها.
وكان قطان يغني وكأن المدرجات ممتلئة على أكملها، سعيداً بالوجوه القليلة التي بقيت لسماعه، فأهداهم أغنية "قهوتكم مشروبة"، قبل أن يختم بأغنيته الأخيرة "شو بتسوي الدني".
كواليس
- بالرغم من نجاح الحفلة على مستوى الفنانين الأردنيين الذين أحيوها، إلا أن الإقبال الجماهيري كان ضعيفاً، ولم يتجاوز عدد الحضور الـ300 شخص بالمدرج الذي يسع لعدة آلاف.
- ولقلة أعداد الجماهير اضطر منظمو المهرجان إلى تأخير الحفل قرابة الساعة.
- بدا واضحاً الإستياء على وجه الفنان حسين السلمان لحظة دخوله المسرح بعد أن تفاجأ بقلة الحضور.
- لأسباب مجهولة ولم يُكشف عنها، قامت الأجهزة الأمنية بالقبض على أحد الشبان الحاضرين للحفل.
- أعداد كبيرة من الجماهير بدأت بالخروج من الحفل قبل نهايته.
- كان هناك حضور لافت للمرة الثانية خلال أيام المهرجان لوالدة الملكة رانيا العبد الله.