في ختام فعاليات وليالي مهرجان الفيلم العربي عمّان، الذي أقيم بتنظيم من الهيئة الملكية للأفلام، في العاصمة الأردنية، كان الفيلم اللبناني "فيلم كتير كبير" للمخرج ميرجان بوشعيا، بحضور أحد أبطال الفيلم الفنان فؤاد يمين، عطر ختام 9 أيام متواصلة بـ10 أفلام من أهم إنتاجات السينما العربية، والتي أثبت أن "الفن السابع" بالوطن العربي، بإمكانه منافسة السينما العالمية، بأعمال توزعت أهميتها الكبيرة على الإخراج والتمثيل والسيناريو والتصوير، ناهيك عن قدرتها على حصد الجوائز العالمية، وليس فقط على مستوى محلي وعربي.
"فيلم كتير كبير".. ثلاثة أخوة ومستقبل مجهول
بين الواقعية والكوميديا والتشويق، استطاع "بوشعيا" أن يمتّع حضور المهرجان، بقصة متقنة وحبكة مميزة، فيعرض حكاية "جاد" أحد الشخصيات الرئيسية بالفيلم، والذي خرج حديثاً من السجن على خلفية قضية لا يد له فيها، حوكم عليها بدلاً عن أخيه الأكبر "زياد".
"زياد" الذي تعب من حياة الخروج عن القانون، يقرر بعد خروج أخيه أن يترك حياته السابقة، ويبحث عن حياة جديدة، يحاول أن يكون "شريفاً"، أن يبتعد عن حياة المخاطرة، واحتمالات العقاب الكثيرة التي كان يعيشها، يحاول أن يبحث عن عمل جديد، لا شبهة فيه، لكن "الشقي" يبقى شقياً، إذا يتورط بشكل أو بآخر بعملية تهريب مخدرات ضخمة مع إحدى العصابات بين لبنان وسوريا.
"جاد" الذي أطلق صراحه حديثاً، يأبى إلا أن يشارك "زياد" هذه العملية الضخمة، ويقنعه بأن تكون آخر عملياته، ثم يعتزل هذا العمل إلى الأبد، على عكس أخوهما الثالث، الذي يعارض الأمر برمته، ويحاول منعهما من القيام بذلك.
وبين الكوميديا والتشويق كما أسلفنا، وبين الدراما تارةً والحبكة المتقنة من جهة أخرى، ينتهي الفيلم حين اكتشاف الأخ الأصغر "زياد" باكتشاف أمر جديد وغريب، يغيّرُ حياته على بشكل كامل، ويقوده هو والإخوة الثلاثة الى رحلة جديدة.
مشاركات وجوائز..
"فيلم كتير كبير" تم عرضه للمرة الأولى في مهرجان "تورونتو" الدولي في العام 2015، وفاز بالنجمة الذهبية في الدورة الـ 15 لمهرجان الفيلم الدولي في مراكش في العام نفسه، واستطاع التنافس في المسابقة الرسمية في مهرجان لندن الدولي.
نال العمل جائزة لتميّز "الفكرة" والموضوع المطروح والفكاهة من لجنة التحكيم في المهرجان الدولي للفيلم الشرقي في جنيف، كما فاز المخرج بلقب أفضل مخرج يقدم عملاً جديداً في مهرجان الصين العالمي عام 2015.
