«إنها الفرحة العارمة»، بهذا وصف متتبعون لقضية إلهام الناعوري، الأم التي اعتقلت على خلفية مطالبتها بالتحقيق والعمل على معاقبة الطبيب الذي تسبب في بتر جزئي للعضو التناسلي لابنها هشام الرمضاني أثناء علمية الختان.
فقد أفرجت النيابة العامة المغربية عن إلهام الناعوري، التي ألقي عليها القبض بعد رفع محامي المصحة التي أجرى فيها ابنها عملية الختان دعوى قضائية ضدها بتهمة إهانته، وجاء ذلك بعد حملة كبيرة قام بها المتعاطفون مع قضيتها خاصة من الأمهات والآباء في مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بسبب الخطأ الطبي الذي تعرض له ابنها.
قضية الطفل هشام وأمه
ترجع قضية الناعوري وابنها هشام إلى سنة 2013 حينما ظهر أن ابنها بعد إجراء عملية الختان قد بتر عضوه التناسلي بشكل جزئي، مما حدا بالأسرة إلى استفسار الطبيب الذي اعتبر أن ابنها كان يعاني من تشوه، وكانت سيدتي وقتها تابعت مع إلهام وهي مهندسة مقيمة بكندا أطوار القضية، حيث أبانت عن شجاعة كبيرة في الدفاع عن ابنها، فالأسرة لم تقتنع بدفوعات الطبيب وتبريراته فلجأت إلى القيام بتصحيح العملية ليتبين أن الطبيب ارتكب خطأ طبياً كبيراً، وذلك بناء على تقارير طبية مضادة.
وقد أصرت إلهام الناعوري طيلة أطوار محاكمة المصحة والطبيب الذي أجرى عملية الختان لابنها على المطالبة بتوقيفه عن ممارسة الطب لأنه قام بخطأ لا يغتفر، وكذا بسجنه من أجل معاقبته على جريمة تنكر لها بعد اكتشافها.
لا تزال القضية أمام المحكمة منذ ثلاث سنوات، إذ لا يزال الجرح لم يندمل لدى إلهام الناعوري التي تشعر بأن ما جرى لابنها سينعكس على حياته في المستقبل، خاصة أنها ترفض التعويض المادي الذي قضت به المحكمة في جلسات سابقة.
الطبيب لازال يُمارس عمله
كان هاشتاغ «justicepourilhamannaouri# « (العدالة لإلهام الناعوري) قد اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي ليشعل فتيل حملة كبيرة تعاطف معها كثيرون، مما أدى إلى إماطة اللثام على قضيتها وابنها لتصبح حديث الشارع المغربي ومحط اهتمام من قبل وسائل الإعلام بمختلف وسائلها.
وأغلب من كتب في هذا الهاشتاغ من صحافيين ومواطنين وأطر مغربية، استغربوا أنه بعد ثلاث سنوات وحملة طويلة للمطالبة بحقها لا يزال الطبيب يمارس عمله، ويعمل بشكل عادي ولم يعاقب على الخطأ.
ودعوا، كل بأسلوبه، إلى المشاركة في حملة لإطلاق سراح إلهام الناعوري وإنصافها في قضيتها التي مرت عليها نحو ثلاث سنوات.
تعريف قاد إلى حريتها
في هاشتاغ آخر باللغة العربية، وهو «#الهام_الناعوري»، اختار رواد «فيسبوك» كتابة تعريف موحد عن الأم المكلومة في ابنها، بذكر اسمها الكامل واسم ابنها ونشر التهمة الموجهة لها من محامي الطبيب، والدعوة بإطلاق سراحها، ليجتاح هذا التعريف كل الصفحات، مما أدى إلى إطلاق سراحها، وهو كالتالي:
الاسم: إلهام الناعوري
الصفة: أم طفل ضحية إهمال طبي
«الجريمة»: المطالبة بحق ابنها