ربما لم يكن يحلم نجم برنامج "إكس فاكتور" الفنان الأردني الشاب أدهم النابلسي، أنه قد يكون ضيفاً على مسرح مهرجان "جرش" بيومٍ من الأيام، لكن هذا الحلم الذي يراود أي فنان شاب في بداية مسيرته الفنية، كان قد تحقق مع النابلسي فعلاً، وزد على ذلك حضوراً مميزاً في ختام المهرجان بدورته الحادية والثلاثين، وبمشاركة مع واحدة من أهم نجوم الغناء في العالم العربي، الفنانة اللبنانية "يارا".
أدهم النابلسي.. حلم شاب على مسارح الكبار
رغم تأخر الحفل مدة ساعة كاملة، ورغم قلة الحضور في بدايته، إلا أن ذلك لم يمنع نجم برنامج "إكس فاكتور" الفنان الأردني الشاب أدهم النابلسي من أن يلتقي جماهيره التي قطعت مسافات طويلة لحضوره، فكان احتفاء المدرجات بابن بلدها الذي يقطع طريقه بين الكبار، مهيباً جداً، وكان شغف النابلسي للقائهم بالحجم نفسه.
دخل النابلسي على أنغام أيقونة وطنية، لطالما غنتها ذاكرة كل عربي من البحر إلى البحر، فافتتح ليلته بـ"موطني" التي كانت مباغتةً للجماهير، فقد خالف بها الفنان جميع التوقعات لدخوله الأول على مسرح الجنوبي.
ولكن لهفة أدهم النابلسي بتقديم أغانيه الخاصة وأعماله الجديدة، كانت كبيرة أيضاً، فبعد أن حيّا جماهيره، بدأ من حيث انتهى، مقدماً واحدة من أعماله التي لاقت رواجاً كبيراً عند محبيه، أغنية "النهاية السعيدة".
ورغم ذلك لم ينتهِ النجم الأردني الشاب عند هذا الحد، فأخرج من جعبته بعض الرقص، ووزعه على المدرجات، وغنى على لحن سريع وإيقاعات لا تهدأ أغنية "لبعض خلقنا"، ماسحاً القليل من الكآبة التي بدأ بها بأغنيته الأولى "النهاية السعيدة".
ومن روائع النجم التونسي "صابر رباعي"، اختار النابلسي أغنية "يا عسل يا كلك سحر"، وقدمها إلى الحضور بباقة من صوته الجميل، الذي أحبه الكثيرون منذ لحظة اشتراكه ببرنامج "إكس فاكتور".
ومن أعماله الخاصة أيضاً، قدم النجم الشاب أغنية "ع بالي ودعك"، التي فاض بها على المسرح بأحاسيس عالية، ومشاعر هدأّت من هتاف وحماسة الجماهير، فأخذهم معه إلى حالة يملأها الوجع تأثرأً بالعمل الذي قدمه.
ولم يستطع النجم الأردني الشاب "أدهم النابلسي"، أن يحافظ على حماسة المدرجات المشتعلة، التي توقعت منه المزيد من الفرح، والتي فاجأها بالقليل من الرقص والكثير من الأغاني الموجعة، التي تنقلت مواضيعها بين الفراق والعتب والتعب، خاصة حين أتبع أغنيته "ع بالي ودعك" بأغنية أخرى من نفس اللون والحالة "كيف بحبك هيّك"، فكأن الجماهير خاب أملها من أن يرسل لهم باقات من الإيقاعات السعيدة، استبدلها بالكثير من الحزن.
وتابع النابلسي على وتيرته البطيئة، وقدم موالاً خاصاً له "دقّ الجرس"، وأتبعه بأغنية للفنان اللبناني آدم "على بالي" فكان مزيجاً خاصاً متعباً لقلوب الحاضرين، ومحبطاً الكثير من فرحهم بلقاء نجمهم الشاب الذي أحبوه، ورغم نجاح هذه الأغاني التي قدمها النابلسي، وصداها الجماهيري الكبير، لكنه قد يكون أخطأ باختياراته على مسرح لا يحتمل الكثير من الكآبة كمسرح "جرش"، الذي دائماً ما يطلب المزيد من الفرح.
وربما قلة خبرته مع مسارح الكبار والتعامل مع جماهير واسعة كجماهير "جرش" جعلته لا يدرك جيداً ما الذي عليه فعله بحال كهذا، وتابع برنامجه الذي اختتمه بنفس الأجواء السابقة بأغنيته "قصتنا خلصت"، وبعد ذلك رائعة النجم اللبناني فضل شاكر "روح" فكان النابلسي قليل التنويع، مكرراً لحالاته الغنائية.
استياء جماهيري من "النابلسي"..
وكما أشرنا سابقاً، لم يستطع النجم الشاب أن يحافظ على انتباه الجماهير بمدرجات الجنوبي، رغم أنهم جاؤوا لأجله وأعطوه كل انتباههم منذ بداية الحفل، إلا أن خبرته القليلة بهذه المسارح جعلته لا يستطيع أن يقدم تنوعاً موسيقياً وغنائياً، فالجماهير خير ناقد للفنان، فلم يأت بالمختلف الذي لا يملّه الناس، وبقي على لون غنائي واحد طوال الحفلة، رغم أنه قد نال فرصةً من ذهب بأن يكون بالحفل الختامي لمهرجان كمهرجان "جرش".
كما أخذ الحضور على النجم الأردني الشاب أدهم النابلسي، غناءه باللون اللبناني فقط، فلم يقدم لونه الخاص للحضور، واستعار لهجة وموسيقى وكلاماً بعيدة عنه، رغم قربها إلينا وإلى قلوبنا، وهذا أيضاً يعتبر من بين الأمور التي لم يستطع التنويع من خلالها.
وقد يكون استغلال النابلسي للهجة اللبنانية بجميع أعماله بهذا الشكل، لمعرفته أنها لهجة موسيقية وشعرية، وتناسب كثيراً الأعمال الفنية والغنائية، ولكن هذا لم يمنع الجماهير من المطالبة بالغناء بلهجته الأم "الأرنية" أو العمّانية، أو بلهجات أخرى كالخليجية.
كواليــــــــس..
- رغم مرور أكثر من ساعة على الموعد المحدد للحفلة وهو الـ8:30 مساءً، إلا أن الفرق الموسيقية المشاركة في ليلة الختام للفنان الأردني أدهم النابلسي واللبنانية يارا، كانتا لم تنهيا بعد تحضيراتهما، وتجهيز آلاتهما الموسيقية وأجهزة الصوت.
- ورغم تأخر الحفل لأكثر من ساعة كاملة، كانت مدرجات المسرح الجنوبي لا تزال شبه فارغة من الحضور، ولم تمتلئ حتى وقت متأخر قبل بدء الحفلة.
- في بداية الحفل كانت صوت الموسيقى أعلى بكثير من صوت الفنان أدهم النابلسي، ما جعل صوته غير واضح أبداً وقتها، إضافة إلى المشاكل الصوتية التي سرعان ما تم معالجتها.
- أعداد الجماهير قُدرت بين 2000 إلى 2500 شخص بالمدرجات.
- من الأمور اللافتة وجود كل هذه الشعبية الجماهيرية على المستوى المحلي للفنان أدهم النابلسي، حيث كان هناك العديد من الحضور الذين جاءوا لسماعه خصيصاً، رغم اشتراكه بالحفل مع النجمة اللبنانية يارا.
- تعاملت كودر الدفاع المدني الأردني مع حالة إغماء لأحد الجماهير.
- رصدت عين "سيدتي" بالكثير من الأحيان استياء وتذمراً بين الجماهير بالمدرجات من كثرة الأغاني الحزينة التي قدمها النابلسي.