«عيد الأضحى»، هو ثاني أعياد المسلمين بعد عيد الفطر، وسمي بعيد الأضحى تذكيراً للمسلمين بتضحية سيدنا إبراهيم عليه السلام بابنه إسماعيل واستجابة لأمر الله تعالى، إلا أنَّ الله عز وجل فدى إسماعيل عليه السلام بكبش عظيم، فأصبحت سنة المسلمين في عيد الأضحى التضحية بخروف أو إبل أو بقرة وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين تقرباً لله سبحانه وتعالى.
«سيدتي نت» التقت مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكَّة، سابقاً الدكتور الشيخ، أحمد بن قاسم الغامدي، ليوضح لنا سنن عيد الأضحى وحكم صلاة العيد.
• سنن عيد الأضحى المبارك:
فرض الله تعالى الفرائض، والسنن، اقتداء برسوله، صلى الله عليه وسلم، ونذكر هنا بسنن عيد الأضحى المبارك:
ـ التكبير: يبدأ المسلمون التكبير من فجر يوم عرفةٍ إلى آخر أيام التشريق، ويستحب الإظهار في التكبير بعد كل صلاه تصلى جماعه بالمسجد من غير الحجاج، ويُكبر أيضاً في الطرقات وفي الشوارع والسوق مع رفع الصوت، وذلك لتذكير المسلمين بشعائر الإسلام ويكون التكبير بقول: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد).
ـ حضور صلاة العيد: سنة مؤكدة وقد أمر رسول الله الرجال والنساء أن يحضروها حتى لو كانت المرأة حائضاً فتشهد الصلاة فقط مخالفة الطريق. ويستحب أن يخالف المصلي الطريق، أي أن يأتي المسجد من طريق ويرجع من طريقٍ أخرى.
ـ ذبح الأضاحي: وهي سنة مؤكدة ويكون الذبح بعد صلاة العيد، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح» ويجوز الذبح طيلة أيام التشريق.
ـ الاغتسال والتطيب: حيث سنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الاغتسال يوم العيد والتطيب بأفضل الملابس، لكن من غير إسراف ولا تبذير، وذلك لإشعار الآخرين بالفرحة والسرور ويكون التطيب للرجال من دون النساء.
ـ التهنئة: يتبادل المسلمون التهنئات من الأقارب والأصحاب والجيران بقدوم العيد، وقد أجاز أهل العلم قول :(تقبّل الله منا ومنك).
ـ الأكل من الأضحية: حيث يجوز لصاحب الأضحية الأكل منها لقوله تعالى: (فكلوا منها وأطعموا) سورة الحج، كما قام النبي بذلك ولا يؤكل منها إلا بعد صلاة العيد، فإن شاء أكلها أو أهداها أو تصدّق بها.
ـ المشي إلى المصلى: يستحب السير إلى المصلى ماشياً لا راكباً وعليه السكينة والوقار فإن ذهب راكباً فلا حرج من ذلك.
ـ صلة الرحم: يفضل زيارة الأرحام في كل وقت، ولكن يستغل الناس هذه المناسبة لزيارة بعضهم بعضاً وبالأخص الوالدين.
• حكم صلاة العيد وكيفيتها
ـ يكون وقت صلات العيد بدخول الضحى، أي بعد طلوع الشمس بقدر رمح في السماء، حيث يبدأ الإمام والمصلون من خلفه بتكبيرات العيد، ثمّ الصلاة قبل البدء بخطبة العيد، واختلف العلماء في حكم صلاة صلاة العيد فكانت آراؤهم كالتالي:
ـ ذهب الحنابلة أنَّها فرض كفاية إذا ما أداها البعض سقط الحرج والأمر عن الباقين، أما المالكيَّة والشافعيَّة فيرون بأنَّها سنة مؤكدة عنه صلى الله عليه وسلم والحنفية وابن تيمية قالوا بوجوبها. أما القول الراجح عند أكثر العلماء في أنّها فرض كفاية، وليست بالوجوب أو بالسنة التي تقارب الفرض في حكمها.
ـ صلاة عيد الأضحى هي صلاة كغيرها من الصلوات مع عدد بسيط من الاختلافات وهي:
ـ تؤدى قبل الخطبة وليس بعدها. تصلى ركعتان يكون التكبير في الركعة بعد تكبيرة الإحرام سبعاً، وفي الركعة الثانية خمساً مما يسن عن النبي، صلّى الله عليه وسلم، أنّه قرأ فيهما بسورة الأعلى والغاشية.
ـ إذا ما فاتت أحد الصلاة وتأخر عنها وأدرك الإمام فإنَّه يقوم بإكمالها بعد التسليم.