تعد إجازة الصيف موسماً نشطاً لإقامة حفلات الزفاف، فتبدأ بطاقات الدعوة تنهال من أسرٍ كثيرة، بمناسبة زواج أحد أفرادها، وسواءً كانت التكاليف متواضعةٌ أو باهظة يكون أصحاب المناسبة مقيدين في دعوة الضيوف، بناءً على عدد الكراسي المعين، ومدى حجم استيعاب مكان الحفل.
وعندما يحين وقت توزيع بطاقات الدعوة للمدعوين يبدأ السيناريو المعتاد حدوثه عند الكثير من العوائل، بوجود سيدات لا يكتفين بالبطاقة أو البطاقتين التي وصلتهن، بل تطمع في المزيد لتحضر جميع بناتها بحكم القرابة متجاهلةً أنه لا تزال هناك عوائل أخرى ذات أفرادٍ أيضاً، سيتم توجيه الدعوة نفسها لهم، وفي حال تم دعوة كل من في البيت فسيدخل أهل الزفاف في ضائقةٍ وإحراج كبيرين.
«سيدتي» استمعت لقصص عدد من السيدات اللواتي مررن بمشاكل ومشاداتٍ تجاه العوائل التي تبدي تبرّمها من عدد البطاقات المرسلة إليها، ليوضحن مدى الإحراج الذي يتعرضن له.
الدكتورة سحر السبهاني 43 سنة، أشارت أنه في كل مناسبة لتزويج أحد أبنائها تحصل مشاجرات بينها وبين عدد من النساء، فهي ترى أنه لا يشترط أن تتم دعوة كل أفراد العائلة وأن يتم الاكتفاء بشخص أو شخصين من كل بيت، وقالت: من ضمن المشاجرات التي حصلت كانت بسبب قيام إحدى قريباتي بإرسال رسالة مملوءة بالعتب لي، لكوني لم أرسل دعوات لبناتها، فبدلاً من أن تبارك لي بعد الزواج قامت بإرسال رسالتها تلك، وأكملت: النساء دائماً يتفلسفن، ففي بعض الأحيان أكتفي بدعوة الأم لعلمي مثلاً أن ابنتها لا تسمع الأغاني، وزواجنا يحوي المعازف، لكن يظل الغضب من قبلهم موجوداً بحجة أنه في كل الأحوال يجب إرسال بطاقة لكي تأتي مثلاً بدلاً من الأم ابنتها.
ومن الأمور التي تغضبني عندما أقوم بدعوة الأم وابنتها، فلا تأتي الابنة إلى الزواج وتأتي صديقتها بديلاً عنها، أجد هذا التصرف عيباً بأن يأتي شخص لم تتم دعوته، فحفلات الزفاف يصرف لها ميزانيات عالية لدعوة أشخاص معينين.
و«مها الجفري» 40 سنة، تحكي ما حدث في ملكة ابنتها: في ملكة ابنتي أرسلت لكل واحدة من خالاتي بطاقتين، بطاقة للخالة وبطاقة لابنتها، فكان المجموع عدداً كبيراً من البطاقات؛ لرغبتي في أن يكنّ حولي ويشاركنني فرحتي، وفوجئت في يوم المناسبة بعدم حضور أي فردٍ منهم، ووصلني السبب أن ما فعلته يعتبر إنقاصاُ من قيمة وقدر بناتهن الأخريات، بمعنى أنه من المفترض أن أدعو خالاتي وجميع بناتهن.
أما «فاطمة سالم» 42 سنة، فقالت: عندما يحين زواج أحد أبنائي أتيقن أن حولي أفراداً من عائلتي عديمي الإحساس، فكل امرأة بعائلتنا تريدني بكل وقاحة أن أرسل بطاقات دعوة لجميع بناتها حتى المراهقات والأطفال منهن، فيلمحن لي على الدوام عند قرب المناسبة أنهن لا يحضرن مناسبات لا يتم فيها دعوة جميع بناتهن.
توجهت «سيدتي» إلى استشاري السلوكيات الأسرية الدكتور ماجد الأهدل، فوضح أن هذا النوع من المشاكل يحدث كثيراً ويتكرر في مجتمعنا، ويدل على قلة الوعي في إدراك المسؤولية الملقاة على عاتق صاحب الدعوة في كثرة الأشخاص الواجب عليه دعوتهم إما (لصلة القرابة) أو من (فئة الأصحاب سواء أصحاب أهل والدة العروس، أو أصحاب والد العروس، أو أصحاب العروس، نفسها وهذا الأمر ينطبق على العريس نفسه) أو من (باب المجاملة) أو من (أنت ومن يعز عليك) ما يضطر صاحب الدعوة أن يقتصر في عدد المدعوين من كل عائلة ليتسنى له دعوة الشرائح المختلفة لديه.
وعن السلوك الذي من المفترض أن يكون معمولاً به هو أن يتم قبول الدعوة كما هي؛ مراعاةً لظروف صاحب الدعوة في محدودية كراسي قاعات الأفراح، وهذا من حسن الخلق والأدب، وحسن التعامل مع الناس والتماس العذر.
