«كنت أشتري عبوة من الجعة عندما سمعت امرأة تصرخ وهي تجري وراء رجل، اعتقدت أنها سرقة وكان هناك مارة، قطعت خمسين متراً في الشارع ولم تكن مصابة، خرجت مجدداً لأدخن، فرأيت رجال الإطفاء والشرطة والجثة تحت غطاء لا يظهر منها سوى القدمين». هذا ما ذكره السائح الفرنسي كزافيري ريشير (22 عاماً) لوكالة فرانس برس، عقب حادثة الهجوم التي حصلت مساء أمس الأربعاء 3 أغسطس في «راس سكوير» وسط لندن، مسفرة عن قتل امرأة ستينية وجرح خمسة آخرين هم أربعة رجال وامرأة لم تعرف درجة خطورة إصاباتهم.
الشرطة البريطانية استخدمت مسدساً للصعق الكهربائي لتوقيف منفذ الهجوم، وأكدت أنه شاب في التاسعة عشرة من العمر، يعاني اضطرابات عقلية، وهو الآن في المستشفى قيد التوقيف، ووفقاً لما ذكره مفوض شرطة مدينة لندن مارك راولي، أنه ليس هناك أي فرضية مستبعدة، بما في ذلك فرضية العمل الإرهابي، معلناً عن وجود أمني معزز في شوارع لندن، أما عن الأسباب التي دفعت الشرطة إلى الحديث عن فرضية عمل إرهابي، فقد رفضت الناطقة باسم الشرطة البريطانية (سكوتلنديارد) الإدلاء بأي تعليق.
الهجوم كان مرجحاً
«رداً على المخاوف بعد هجمات فرنسا وألمانيا، وبصفتي مكلف بمنع وقوع مثل هذا الهجوم، أعرف أنكم ترغبون في أن أطمئنكم، لكنني أخشى ألا أكون قادراً على القيام بذلك بشكل كامل». هذا ما ذكره قائد شرطة لندن برنارد هوغان هاو، الأحد الماضي، في تحذيرٍ له من إمكانية وقوع هجوم إرهابي في المملكة المتحدة، مضيفاً: «إن مستوى التهديد مرتفع منذ سنتين وسيبقى كذلك، وهذا يعني أن وقوع هجوم أمر مرجح، لكن السؤال ليس ما إذا كان سيقع هجوم بل متى سيحدث ذلك».
إلى ذلك، قال صادق خان رئيس بلدية لندن، اليوم الخميس، إن سلامة سكان المدينة تأتي في صدارة أولوياته، وحثّ السكان على التزام الهدوء وتوخي الحذر بعد هجوم بسكين في وسط العاصمة البريطانية، راجياً إبلاغ الشرطة عن أي شيء مريب، فالجميع على حد قوله «لديهم دور مهم لخدمة الأمن والمساعدة في بقاء لندن آمنة»
هذا وقد رفعت بريطانيا في آب/أغسطس 2014 مستوى الإنذار من تهديد إرهابي إلى الدرجة الرابعة على سلم من خمس درجات، وبعد اعتداءات باريس في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، أعلنت شرطة لندن بعد شهر أنها ستزود عناصرها بأسلحة يدوية وأسلحة نصف آلية، ومسدسات للصعق الكهربائي.