احتضن مسرح مهرجان الفحيص نجم "آراب آيدول" الفلسطيني الشاب هيثم الخلايلة ، وقد منحه المهرجان فرصة الوقوف مع الكبار، وقدّمه لامتحان صعب، مع جمهور ذي قلب كبير ومحب وابتسامةٍ دائمة، لكنه بالوقت نفسه واعٍ موسيقياً وفنياً، جعل الفنان الفلسطيني واقفاً أمام هيبة ما يقارب الألف شخص، جاهزون للفرح والمتعة، ولسماع ما سيقدمه بثالث أيام مهرجان الفحيص بدورته الخامسة والعشرين.
ربما أساء الفنان الفلسطيني الشاب هيثم الخلايلة انتقاء أغنية البداية لفقرته التي جمعته مع الفنان السوري عبد الكريم حمدان بالحفل نفسه، حيث قدّم "سوّاح" للراحل الكبير عبد الحليم حافظ، فلم يستطع من خلالها أن ينقل للحاضرين لوناً طربياً بسبب خوفه ورهبته التي بدت واضحة على وجهه من الجماهير التي حضرته، وللسبب نفسه ولطبيعة الأغنية، لم يستطع أن يجذب الجماهير بإيقاعات سريعة وأداءٍ يملأ المسرح فرحاً، فكان خائفاً منذ بدايته، رغم الهدوء الذي حاول افتعاله، وبتفاعل قليل مع الأغنية حيّت جماهير الفحيص ضيفها الجديد، وانتظرت منه القادم.
وبعد أن عبّر الخلايلة عن فرحه بمشاركته الأولى بمهرجان الفحيص، متغزلاً بالمدينة وأهلها الطيبين، اقتنصّ بموال "ميجنا" حب الشعبين الفلسطيني والأردني، ليشعل حماسة الحاضرين بأغنية يألفونها جيداً لفرقة اللوزيين "يا بيرقنا العالي"، فهتفت الجماهير كثيراً، تعبيراً عن حبها للقادم من أرض فلسطين، وتأكيداً على الأخوة التي لا تنقطع أبداً بين الشقيقين.
ولم ينتظر الخلايلة بعد "يا بيرقنا العالي"، فقدم مباشرة من التراث الفلسطيني "يا طير الطاير"، ثم أتبعها بـ"وين ع رام الله"، ليزيد اشتعال الغناء والهتاف بين الجماهير، فكأنه يعتذر عن البداية الضعيفة التي قدمها في البداية.
ورغم خوفه الظاهر على وجهه، إلا أن الخلايلة كان ذكياً باختيار الأعمال التي حُفرت في ذاكرة الناس، والتي بالوقت نفسه تناسب صوته وشخصيته وأدائه، فبعد موال "أود أن أبكي"، قدم رائعة الموسيقار اللبناني ملحم بركات "حبيبي انت وروحي انت"، وأتبعها بعد ذلك برائعة اللبناني طوني حنّا "خطرنا على بالك".
وتابع الخلايلة ليلته محاولاً أن يخطف انتباه الجماهير وأن يثبت نفسه كفنان يستحق الوقوف على مسرح الفحيص، فكان يتخلى عن خوفه وهدوء شخصيته أحياناً، ويقامر برزانته حتى يتغلب على هيبة الحضور والمسرح.
فقدّم النجم الفلسطيني موال "وجهك يا حلو"، وأتبعه بوصلة فلسطينية أردنية، بتقديمه الأغنية التي مهدت الطريق للفنان الأردني عمر العبداللات في بداية مسيرته الفنية "يا سعد شيّيبني"، ثم أغنية "زينة لبست خلخالا" و"لو تتعمر يا دار".
وعاد هيثم خلايلة إلى وصلة من الطربيات، واستهلها برائعتي الراحلة وردة "خليك هنا" ثم "اسمعوني"، وكان لسلطان الطرب اللبناني جورج وسوف حصة بهذه الطربيات فغنى له "الحب الأولاني".
وقبل أن يودع نجم "آراب آيدول" الفنان الفلسطيني الشاب هيثم خلايله جمهوره، قدم موال "يا حروف الوطن"، الذي ثارت حماسة الحاضرين لسماعه، لمعرفتهم بأن أغنية "علّي الكوفية علّي"، التي اشتهر به ابن بلده محمد عسّاف، سوف يحين دورها بعد الموال، فبدأت أجواء الفرح والدبكة الفلسطينية منذ بداية الموال وحتى ما بعد الأغنية.
"الخلايلة" أخذته رهبة الجمهور..
مما لا شكّ فيه أن رهبة الجماهير في المهرجانات الكبيرة قد تصيب أي فنان، مهما كانت خبرته كبيرة معهم، لما لها من أثرٍ خاص، ومن المعروف بأن الكثير من النجوم الكبار لم يستطعوا التخلص منها، فما بالكم مع فنان شاب وموهوب، ما زال يخطو خطواته الأولى على طريق الفن.
وبدا هذا الأمر واضحاً تماماً على النجم الثاني لثالث أيام مهرجان الفحيص، الفنان الفلسطيني هيثم خلايلة، فبدا خائفاً متردداً في بعض الأحيان، ما أجبره على أن يكون قليل الحركة والتفاعل مع الجماهير، وبالوقت ذاته تسببت خبرته القليلة بأن يسيء اختيار بعض الأغاني كما أسلفنا سابقاً، ورغم محاولاته العديدة للتواصل مع الحضور، إلا أن الكثير منها باءت بالفشل، ونجح القليل الباقي.
كواليـــــس..
- ازدادت أعداد الحاضرين لحفل الفنان الفلسطيني رغم قلتها في البداية، إلا أنها رغم ذلك لم تتجاوز الألف شخص.
- بلفتة لطيفة نزل الفنان السوري عبد الكريم حمدان بعد أن أنهى فقرته، وجلس بين الحاضرين ليستمع لزميله السابق ببرنامج "آراب آيدول" هيثم الخلايلة.
- رصدت عين "سيدتي" بعض الإنتقادات من جانب الجمهور لأداء الفنانين "حمدان والخلايلة" الذي كان أقل من التوقعات، خاصة الخلايلة الذي بدا الخوف واضحاً عليه خلال الحفل.