دور المرأة في التصدي للاغتصاب

خبر سريع سمعته على محطة سكاي نيوز الإخبارية، مفاده أن رئيس جنوب أفريقيا حذر النساء من أن ما يرتدينه من ملابس يستفز الرجال الذين يهاجمونهن، ويتعرضن بسبب ذلك للاغتصاب، هذا هو المعنى العام للخبر أو التصريح الذي أدلى به الرئيس وأثار ثورة النساء اللواتي اعتبرن أن أي تحديد أو تطويق لمظهرهن هو ضد الديمقراطية.


أدهشني كلام مدافعة عن هذا الحق، معتبرة أن الاغتصاب لا علاقة له بمظهر المرأة، وأنها ستكون ضد أي رجل يطرح هذا التنبيه ولو كان رئيس البلاد، وما يدهش أكثر هو هذا التغاضي عن دور المرأة في التصدي للاغتصاب، ولا أريد أن أدافع عن الرئيس وتبني رأيه، لكن ما خطر لي هو مقارنة لهذه المرأة وهي متعرية بحجة الأناقة تتهم رجلاً بمهاجمتها تحت وطأة غريزته الحيوانية، وحالتها نفسها محتاطة تماماً حين تذهب إلى حدائق السفاري المفتوحة فتبقى محتمية داخل سيارتها؛ لأن غرائز الحيوانات المفترسة لا تستطيع اختراق الحديد، لكنها إذا ما نزلت من السيارة فلن ينتظرها إلا هجوم قاتل.


ما رأيكم، ألا يمكن الاحتياط بشأن الاغتصاب أو جانباً منه على الأقل، كما يتم الاحتياط في حدائق السفاري؟! مع احترامي لكل النساء والرجال الطيبين والمحترمين، وتذكيري أن ما دعا إليه ديننا الإسلامي هو حشمة المرأة والرجل على السواء، وغض البصر لكليهما، وَيَا لها من موازنة حكيمة، ولو طبقت لما بقي في المجتمعات من وحوش الاغتصاب غير نَفَر شاذ لا يشكل إلا ندرة.


ملاحظة: معظم حوادث اغتصاب النساء في العالم تقع في الليل، وفي أماكن موبوءة وتحت تأثير خمور أو مخدرات، وهو ما جعل بعض المجتمعات الأوروبية كبريطانيا وألمانيا تعيد النظر في بيع وشرب الخمور ومواعيد إغلاق أماكن الشرب، كما حددت الملابس المحتشمة للنساء في المؤسسات والشركات الكبرى، ووضعت ممنوعات للتعري لأنه ثبت أنه يستفز الرجال.


ومرة أخرى يظل الوقار والحشمة والحياء أفضل المظاهر والأدوات لتعاملنا في مجتمعاتنا المعاصرة، حقيقة أخيرة في هذا المقام وهي أن كل هذا الانفلات في التعري واستفزاز غرائز الرجال للاغتصاب لم يكن ليكون لولا رجال يصنعون موضة العصر ويقنعون المرأة بها بتنويم مغناطيسي من جهة ليوقظوا غريزة الرجل لاغتصابها من جهة أخرى، فهل نلومها وحدها؟ أم نلومه وحده؟ أم نلومهما معاً؟.