لم يعد بإمكان مالكي السيارات القديمة قيادة مركباتهم في مدينة باريس، بعد أن أصدرتْ عمدة المدينة «آن هيدالغو» قراراً تمنع بموجبه السيارات المسجلة قبل عام 1997 من السير في شوارع المدينة طوال أيام الأسبوع، ومن الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساء باستثناء أيام العطلات، كما يشمل القانون أيضاً الدراجات البخارية المسجلة قبل عام 1999.
السيارات القديمة في قفص الاتهام
يأتي هذا القرار في محاولة للحد من مستويات التلوث الخطيرة التي تعاني منها العاصمة، والتي تتسبب في وفاة حوالي 42 ألف شخص سنوياً، كما جاء في توصية «منظمة الصحة العالمية» إضافة إلى ما يسببه تلوث الهواء من خسارة مادية تكلف البلد حوالي 100 بليون يورو سنوياً، فهذه السيارات تساهم بنسبة تصل إلى 66% من ثاني أوكسيد النتروجين المطروح في الهواء، ومن أجل تطبيق قرار المنع، انتشر في شوارع باريس منذ ساعات الصباح الأولى 30 شرطياً من أجل تغريم المخالفين.
الغرامات تطارد المخالفين
كانت عمدة باريس الاشتراكية «آن هيدالغو»، والتي تعد أول امرأة تتسلم مثل هذا المنصب في تاريخ فرنسا، قد طبقت تجربة «يوم بدون سيارات» على بعض شوارع العاصمة التجارية، إضافة إلى منع سير الشاحنات والعمل بنظام تأجير الدراجات الهوائية والسيارات الكهربائية بأجور رمزية، واعتماد أرقام السيارات الفردي والزوجي لتنظيم السير، والحد من الضوضاء التي تسببها زحمة السيارات، ولكن هذا القرار الجديد كان الأكثر إثارة للجدل، لأنه سوف يؤثر على حوالي 10% من عدد المركبات التي تتجول في باريس، والتي يبلغ عددها حوالي 600 ألف سيارة، كما أنه يفرض غرامة على المخالفين تصل إلى 35 يورو عن كل مرة، ويمكن أن تزداد في بداية العام المقبل؛ لتصل إلى 78 يورو عن كل مخالفة، وترى التقارير الإعلامية أن هذه الغرامات ستزداد صرامة في السنين المقبلة.
هل يحارب القانون الفقراء ويحابي الأغنياء؟
إن منع السيارات القديمة لا يشمل السيارات الكلاسيكية (الأنتيك)، التي يبلغ عمرها أكثر من ثلاثين عاماً، والتي يقتنيها عادة الموسرون مادياً، وقد أثار هذا التمييز حفيظة بعض جمعيات السيارات التي وجدت فيه محاباة للأثرياء، ومحاربة لمالكي السيارات القديمة من الفقراء وذوي الدخل المحدود، واتهموا عمدة العاصمة بمحاولة دفعهم إلى خارج المدينة، وكان جواب نائب العمدة موجزاً وقاطعاً حيث قال: «علينا قبل كل شيء مناقشة حقوق الناس في تنفس الهواء النقي الذي لا يؤدي بهم إلى الموت المبكر ولا يخنق مدينتهم».
بالأرقام
• يؤثر هذا القانون على حوالي 10% من عدد السيارات في باريس.
• سوف يؤدي هذا القانون إلى تفكيك حوالي 3 ملايين سيارة في باريس وتحويلها إلى (سكراب).
• يؤدي تلوث الهواء إلى حوالي 48 ألف حالة وفاة سنوياً في فرنسا و7 ملايين حالة حول العالم.
• برلين هي أول مدينة تتخذ مثل هذا الإجراء، وكان ذلك عام 2011.
• يخسر سكان المدن الكبرى حوالي 6 إلى 8 شهور من أعمارهم بسبب تلوث الهواء.
• بحلول عام 2025 ستمنع النرويج كل مركبات الديزل من السير في شوارعها.