انتقد الفنان القدير سعد خضر مسلسل "الدمعة الحمراء" من بطولة تركي اليوسف وعلا فارس الذي تم عرضه على شاشة الـ"إم بي سي"، مبيناً أن العمل احتوى على عدد من الأخطاء الفنية والإنتاجية التي كانت واضحة للمشاهدين على حد وصفه.
وكشف خضر لـ"سيِّدتي نت" أنه سبق أن قدم نفس المسلسل "الدمعة الحمراء" الذي يحكي قصة الأمير الشاعر محمد السديري، وذلك قبل 35 عاماً، وكان من بطولته هو والفنان عبدالرحمن الخريجي، مبيناً أنه عرض على أسرة السديري إعادة تقديم العمل بعد هذه الفترة الطويلة؛ نظراً لتطور الإمكانات الآن عن السابق، وقوبل بالترحيب والموافقة، وقال: حصلت على الموافقة، إلا أنني فوجئت بأن العمل أخذ اتجاهاً آخر بأسماء جديدة، والحقيقة كنت أتمنى المشاركة به.
وأعاد خضر الذي أمضى 5 عقود متنقلاً بين الدراما والمسرح الذاكرة إلى مسلسل "الدمعة الحمراء" قائلاً: كنا أول من أظهر السيارة على شاشة التلفزيون، وكان المخرج بعد التصوير يقوم بإعادة المشاهد، ولا يستطيع سماع الصوت بل يكتفي بالصورة، ويضطر للعودة إلى التلفزيون لسماع المشاهد من جديد.
وعند سؤاله عن الأخطاء التي وقع فيها طاقم النسخة الجديدة من مسلسل "الدمعة الحمراء"، قال: للأسف، العمل الجديد لم يكن في المستوى المأمول، وبه أخطاء إنتاجية وفنية وإخراجية، وتابع: من أهم تلك الأخطاء اللهجة لم تكن موفقة، وكان من المفترض أن يكون طاقم العمل سعودياً، أو الاستعانة بأشخاص مدققين للهجة كما يتم العمل في الدراما التاريخية.
وواصل خضر: تخيل ما أثار استغرابي هو أن جميع أفراد طاقم العمل كانوا يضعون الكحل حتى راعي الغنم، وكأنه لم تكن هناك صحراء لاهبة تؤثر على الملامح، أيضاً الملابس لم تكن من البيئة، ولو كانت هذه الملابس في ذلك الزمان موجودة لكنّا أفضل من الفرنسيين في الموضة، لافتاً إلى أن المكان بتفاصيله الدقيقة لم تكن متوائمة مع حياة البداوة، وقال: من المعروف أن البدوي يسكن في وسط الصحراء، ولا يسكن أسفل "الضلع"، وإذا كان المخرج يبحث عن النواحي الجمالية كان بإمكانه الوصول إلى ذلك عن طريق الشروق والغروب على سبيل المثال؛ لأن العمل من التراث.
وقال عن نسبة التغييرات التي سيجريها على العمل فيما لو طلب من إعادة تقديمه: سأغير أكثر من 70% من العمل حتى يكون واقعياً، ولك أن تتخيل أنه في المسلسل الحالي يتم التنقل والترحال بالخيول، وهذا غير صحيح، فالخيل عند البدو رمزيتها في الغزو والجاه، وما رأيناه غير ذلك.
وأطلق خضر تنهيدة عميقة من داخله حزناً على حالة الجفاء الفني التي يمر بها على الرغم أنه من مؤسسي المسرح والدراما منذ بداياتها في السعودية، مبيناً أن هناك زملاء له لم يقدروا مسيرته التي تجاوزت الـ50 عاماً حقق فيها أول جائزة للفن السعودي، وكان صاحب أول تجربة سينمائية في السعودية.