الحلول العلاجية للتعامل مع الأطفال الكارهين للمدرسة

يجب تشجيع الطفل على أداء واجباته المدرسية والاستذكار دون الضغط عليه

معاناة كره الطالب للذهاب إلى المدرسة ليست معاناة له وحده، لكنها معاناة للأهل بالدرجة الأولى في التعامل مع ابنهم الغاضب المتمرد على الأجواء المدرسية، ولا يشمل ذلك فقط طلاب الصف الأول، بل الطلاب في المراحل الابتدائية أيضاً، والذين يشعرون بأن المدرسة عبئ يلقى عليهم، ولا يكاد بيت يخلو من تذمر الأبناء من بدء الدراسة والعودة للانتظام والمذاكرة، ولكن وصل زاد التذمر إلى حد الكره، هنا يجب أن يولي الوالدان أهمية كبرى للطفل للتعامل معه ومعالجة كرهه للمدرسة.

في إطار ذلك، ترى أخصائية الإرشاد الاجتماعي عائشة عايد أن الحلول العلاجية لـ"رهاب المدرسة": بأنه يجب التعامل مع الطالب المتخوف بصورة زائدة خارجة عن الإطار السليم أو الصحي، بحذر شديد وعقلانية تامة بعيداً عن اتباع أسلوب الضغط والإجبار من قبل الوالدين، وذلك من خلال التعامل مع جميع المؤثرات التي قد تجعله يكره المدرسة كالتالي:


• اكتشاف سبب كره المدرسة: لماذا تكره المدرسة؟ سؤال يجب أن يوجه إليه والاستماع للرد لمعرفة الأسباب التي تدفعه لكره المدرسة، وحينها سيتمكن الوالدان من معرفة النقطة التي ستتم معالجتها، هل بسبب الأصدقاء؟ هل لعدم حبه للدراسة؟ هل بسبب خوفه من الوحدة وعدم التأقلم؟ ويجب الانتباه من عدم وجود فروق فردية بينه وبين أقرانه كأن يكون الطفل يعاني من حالات خاصة كصعوبة التعلم أو مرض النشاط الزائد أو بطء الاستيعاب والتركيز.


• بث الثقة عبر دعم الوالدين له: بعض حالات كره المدرسة قد تصدر بسبب التعرض للإيذاء أو الضرب أو التحرش، وقد يخفيها دون الإفصاح عنها، وبمصادقة الطفل والتقرب منه ومصارحته بما يخيفه يشعر بالثقة في الوالدين وأنهما الداعمان له، وسيتخطى معهما كل ما يواجهه، وسيتضح ذلك بمعالجة الوالدين للأمر فور علمهما به،


• شعور الطالب بالأمان: قد يشعر الطالب بالخوف من البعد عن أجواء المنزل والراحة والأمان، وبأنه سيدخل عالماً غامضاً لا يعرف عنه شيئاً، هنا يجب على الوالدين أن يبثا الأمن في نفسه كأن يذهب الوالدان إلى المدرسة قبل بدء الدراسة بأيام وأول يوم للمدرسة ومشاهدتها والانبهار بجمال المدرسة وما فيها من ألعاب، إضافة إلى الحديث له عن استمتاعه داخلها مع الأصدقاء ومقابلة الأساتذة للتعرف عليهم حتى يألف بشكل خاص على الأجواء ويطمئن نفسياً بالكلمات.


• خلق أجواء المودة بالصداقة: إذا كانت السنة الأولى للطالب في المدرسة، فأفضل الحلول خلق ما يدعمه داخل المدرسة ويكون عاملاً مقرباً له يجعله يشعر بأن هناك أمراً هاماً في المدرسة يتشوق له بتعريفه على أحد الأصدقاء وتقوية الصداقة فيما بينهما بحضور الأم معه إلى المدرسة في الأسبوع الأول بصورة تدريجية مع تقليل عدد الساعات يومياً، حينها ستتمكن الأم من خلق جو من الصداقة بين طفلها والأصدقاء في أيامه الأولى.


• عدم الانصياع للمبررات الخادعة: بالتأكيد سيخلق الطالب الأعذار والمبررات التي قد تصل به إلى حد التمثيل بالمرض للتلاعب بمشاعر الوالدين، وبكل هدوء يجب أن لا يستجيب الوالدان لتلك التصرفات، وأن يلزماه بالانضباط لحضور المدرسة دون استعمال العنف، بل بالتوجيه والأسلوب الحازم ليعلم أنه لا مفر من ذهابه إلى المدرسة.


• نشر الأجواء الحماسية: من الأفكار الناجحة أن يقوم الوالدان بإقامة حفلة صغيرة يدعوان بها أصدقاء ابنهما قبل بدء العام الدراسي بأيام للاحتفال بالعودة للدراسة، حاملين بها الهدايا من الأدوات المدرسية الجذابة، ليشعر الطفل بالحماس، ويرى حماس من هم في سنه للذهاب إلى المدرسة دون خوف.


• احتواء قدرات الطفل الدراسية: يجب تشجيع الطفل على أداء واجباته المدرسية والاستذكار دون الضغط عليه والإصرار على نيل أعلى الدرجات التي قد تفوق مستواه، وذلك من خلال التعامل بالطرق التربوية السليمة، وليس بالتهديد والإهانة، ولكن بمعرفة قدرة الطفل على التعلم وتشجيعه والعمل على تنمية حبه للعلم بأسلوب الترغيب.


• التحبيب بالطموح والقدوة: ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟ إذا ذهبت إلى المدرسة ستصبح مثل والدك، كلمات تترك عمقاً وأثراً كبيراً في نفس الطفل، فالأطفال عاشقون للتقليد إن وجدوا القدوة المحببة لهم، وعلى الوالدين أن يقتربا من الطفل ليكونا صديقين له يتفهمان مخاوفه ويحفزانه على خلق مستقبل ناجح له، وبالإمكان أن يذهب الطفل مع والده إلى مكان العمل وأن يحمسه والدة قائلاً: عندما كنت طفلاً كنت أحب المدرسة، لذا أصبحت الآن في هذا العمل، فتلك الأجواء الحماسية تجعل الطفل يرى المدرسة من منظور آخر، فهي المحطة التي ستجعله مثل من يحب.


• التوجيه من قبل البيت والمدرسة: من الهام اللجوء إلى المسؤول الاجتماعي للمدرسة ومعلمة الفصل وشرح حالة الطفل لهما ليتمكنا من اتباع أفضل الطرق والوسائل في معالجة حالة الطفل ووضع خطة عملية بين المدرسة والبيت لإلزام الطفل بالمدرسة بالترغيب وخلق جميع الأجواء الحماسية له داخل المنزل وفي المدرسة، كما أن تفهم المعلم لحالة الطفل يجعله يعلم طريقة التعامل مع سلوكه الذي قد يصبح شاذاً في بعض الأوقات.