تشتكي الكثير من الشابات اليوم من عدم ثقة ذويهن في تصرفاتهن وعدم إعطائهن الحرية المطلقة لاختيار مصيرهن، وفي بعض الأوقات تشعر الابنة بأن والديها يترددان كثيراً بتكليفها ببعض المسؤوليات، مما يولد نوعاً من الإحباط وعدم الثقة بالنفس وإلقاء اللوم دائماً على الأهل بأنهم هم السبب الرئيسي بعدم تحقيقها لطموحاتها وعدم السماح لها بأخذ قرارات مصيرية في حياتها.
الثقة تكتسب ولا تمنح
الثقة هي لبنة أساسية من العلاقات بين الوالدين والأطفال والمجتمع، وقد أشار المحاضر كريم إسماعيل في إحدى المحاضرات إلى أن اكتساب الثقة ليس فضلاً، بل منحة تعطى، ولكسب ثقة والديك عليك أن تقدمي لهما ما يبرهن على أنك جديرة بذلك، فليس من المعقول أن تكوني غير مجتهدة دراسياً وغير منظمة عملياً، ثم تقومين بالبحث عن الثقة.
مثال عملي: لنفترض أن لديك إحدى الصديقات دائماً تأتي متأخرة عن موعدها، مما يجعلك دائمة الانتظار لها لعدة ساعات، ويوم بعد يوم سيولد لديك شعور طبيعي بعدم ثقتك المطلقة في حضورها بالموعد المناسب، مما يترتب عليه لومك الدائم لها بأنها لا تلتزم بالوقت المحدد، كذلك هم الأهل مع إهمالك المستمر لشؤون دراستك وإدارة أمورك، سيتولد شعور لديهم بأنك لست مستعدة بعد لتتخذي قراراً مصيرياً لحياتك.
كيف تستعيدين الثقة؟
لتستعيدي ثقة والديك، عليك أن تبذلي مجهوداً ملحوظاً على المدى الطويل لتثبتي جدارتك بتحمل المسؤوليات، وفي ما يلي بعض الخطوات لمساعدتك في اكتساب المزيد من ثقة والديك:
1- التحدث والمصارحة: عليك أن تقومي بالتحدث إلى والديكِ، وأن تشاطريهما ما تشعرين به، وتحدثيهما عن استيائك من عدم ثقتهما المستمرة بك، وأن تحددي جوانب الأسباب من كلا الطرفين.
2- الاستماع إلى والديك: لكي يكون حقاً التواصل مجدياً، تحتاجين إلى الاستماع جدياً إلى حديث والديك وتقبل وجهة نظرهما، فذلك بداية جدارتك بالثقة، وحاولي أن تفهمي حقاً ما يقوله والداك، فإذا كانا يقولان شيئاً مخالطاً أو يسيئ لك، اسأليهما عن ذلك مرة واحدة لمعرفة الأسباب دون مجادلتهما لكي تبدئي بإعادة بناء علاقة الثقة مع والديك.
3- الاعتذار والاعتراف بالخطأ: سواء كنت مخطئة أو لست مخطئة في كلا الحالتين عليك عدم المجادلة، والاعتذار عن سوء فهم تصرفاتك، فباعتذارك يمكنك أن تقطعي شوطاً طويلاً لجعل والديك يثقان بك مرة أخرى، حيث تطلبين منهما مسامحتك والبدء بصفحة جديدة.
4- اطلبي من والديك ما يمكنك القيام به لاستعادة ثقتهما: بعد قيامك بالاعتذار عليك التحدث مع والديك عن معرفة ما يمكنك القيام به لاسترجاع ثقتهما بك مرة أخرى، ومهما كانت المتطلبات عليك التحلي بالصبر والتوصل إلى أوسط الحلول، وأن تخبريهما بأنك ستبذلين ما تستطيعين لتنفيذه.
5- التنفيذ: بعد تحديد أسباب المشكلة والاعتذار ومعرفة المتطلبات، عليك البدء بوضع خطة عملية للتنفيذ، وأن تقومي بالفعل بالتغييرات اللازمة، وعليك تجنب تنفيذها دفعة واحدة كي لا تكون ثقلاً عليك، لذا قومي بإصلاح أمر تلو الآخر، ولا تستعجلي النتيجة.
من أهم أسباب نجاح إعادة الثقة الالتزام وعدم تكرار الخطأ بعد إبرام الاتفاق أو عدم مبالاتك لإتمام خطوات إثبات الثقة؛ لأن هذا الأمر سيأتي بمفعول عكسي وكإثبات لعدم ثقتهما بك، لذا عليك الاجتهاد قدر المستطاع إذا كنت جادة في الأمر كي لا تخسري نقاطاً أكثر لدى والديك .