إختارت الجهة المنظمة للأكاديمية الوطنية الألمانية للعلوم الدكتورة والعالمة السعودية حياة سندي للتعريف بدور العلماء المسلمين في العلوم والاكتشافات والاختراعات؛ وذلك نظراً لنجاحاتها وابتكاراتها في قطاع التكنولوجيا الحيوية ودعم المبتكرين الشباب وفي توفير اختراعات وابتكارات تخدم الإنسانية والمجتمعات وتساعد الطبقات الفقيرة وتدعم المفكّرين.
,على ذلك، ينتظر 1500 شخص من العلماء والشباب والمفكّرين وقوف العالمة السعودية، عضوة مجلس الشورى، الدكتورة سندي، لتضعهم أمام أفكار جديدة ورؤى مستقبلية ودراسة عميقة لربط العلم بالحوار بين الثقافات، حيث ستلقي محاضرة نوعية وقيّمة في الفترة 23-24 من شهر سبتمبر الجاري في ألمانيا في مدينة يوبوليدينا.
وتلقت الدكتور سندي دعوة من المسؤولين عن الفعالية. وقالت سندي إنّ المحاضرة ستكون عن "دور العلماء المسلمين وإسهامهم في العلوم والاكتشافات والابتكارات"، وستكون موجّهه إلى أعضاء الأكاديميّة الوطنية للعلوم الألمانية والعلماء الشباب والطلاب والجمهور العام، وستوثق في عدد من المواقع والكتيبات والجهات المتابعة للحدث.
وفي التفاصيل المتعلقة بالمحاضرة، قالت سندي إنّها ستتطرّق إلى استعراض ولادة العلم الحديث وإلى الحضارة الإسلامية في بداية القرن الثامن، وهي عبارة عن مساهمات علمية أنتجت الأسس التي تقوم عليها الحضارة الحديثة التي نراها اليوم من وإلى العربية والفارسية والهندية والحضارات اليونانية. وأضافت أنها ستتطرّق إلى جهود علماء كبار مثل مساهمات عالم الفلك سند بن علي، وإبراهيم الفزاري، وعالم الرياضيات علي القوشجي، وعالم البصريات ابن الهيثم، وعالم الميكانيكا البيروني، وعالم الطب ابن رشد، بالإضافة إلى أبي الروبوتات الجزري، وأبي الكيمياء جابر بن حيان ومجموعة من علماء الأرض المميزين، كالمسعودي، وهو رائد للجغرافيا التاريخية، والكندي صاحب الأفكار الرائعة في العلوم البيئيّة.
وستتحدّث سندي أيضاً عن وجود العلماء المسلمين كباحثين متعددي الثقافة، سعوا لدمج مختلف مجالات العلم مع المجتمع لتحقيق النتائج المرجوة. فقد فهموا كيفية دمج العلم والسياسة، وكذلك احتياجات الناس، من خلال التركيز على أفضل الاختراعات لتطوير عجلة الحياة.
كما جمع العلم في جوهره المجتمع الإسلامي لتشكيل مثلث الابتكار. وكان ذلك مكوناً من ثلاث زوايا، الشعب الذي خلق الأفكار والمفاهيم، والاختراعات والمنتجات، وأخيراً الفائدة التي يتحصل عليها الشعب، مما يجعل منها دورة جذابة ذات فائدة.
وستشير سندي في محاضرتها أمام العالم إلى أنّ الوقود العلمي مهمّ جداً للعالم، إذ إنّ العديد من هذه الأفكاراللامعة التي برزت من الماضي الإسلامي أدّت إلى الاختراعات المدهشة التي حرّرت الناس من عناء الحياة وساعدت على تحويل بيئتنا إلى الأفضل، بحيث انقسمت الاختراعات إلى اختراعات علميّة، كما هو الحال في الاختراعات الميكانيكية، والاختراعات التي تؤدّي إلى جمع بيانات دقيقة من أجل التنبّؤ بعالمنا وتوجيه تطوّره بأمان.
لذلك نرى أنّ العالم اليوم متّحد لتحقيق هدف مشترك يتعلّق بالصحة، وتوفير ما يكفي من الغذاء، وتوليد الطاقة النظيفة بما فيه الكفاية، وتجنب الكوارث البيئية، والتعامل مع ارتفاع درجة الحرارة واصطدام الكويكبات المحتمل وغير ذلك. ولكن يجب ألا ننسى الأساسيات الواضحة كهندسة البيوت الجيدة، والتعلّم وبناء العلاقات. على الرغم من ذلك، ما زلت أعتقد أنّ علماءنا يفتقدون لرابطة قوية بين العلم والمجتمع (المعروف باسم الابتكار الاجتماعي).
وأضافت سندي أنّه بالنظر إلى المستقبل، أعتقد أنّ الروبوتات والذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون من عوامل الحيوية في التغيير، ثم الربط بين العلم والمجتمع، ولدينا الفرصة الآن لتشكيلها حسب احتياجاتنا؛ فهي أقوى ممّا نتخيّل. على سبيل المثال، تدلّ المؤشرات على أنّ الروبوت يحتاج إلى بضعة عقود فقط لمطابقة الذكاء البشري، وإعادة بناء المجتمع. وكيف يمكننا أن نعمل معاً في الشرق والغرب، لتشكيل أفضل السياسات لازدهار الذكاء الاصطناعي؟.
وقالت سندي: "ما أعتقد أنه يمكنني التنبؤ به، هو أنه مع كلّ ما نقوم به تقريباً من الاستدامة إلى الرعاية الصحية والبيئية يمكن لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وليدة العلوم أن تساعدنا. وما يتعيّن علينا القيام به، تماماً كما فعل أجدادنا، هو العمل على ما يناسب مجتمعاتنا وبلداننا.
وأكدت أن توصيتها هي: "تشجيع العلاقة بين المجتمع والعلم الذي بدأ في المجتمع الإسلامي في القرن الثامن، وإدخال رابط سياسات العلوم والتواصل مع جميع أنحاء العالم، لأنه سوف يجعل لدينا القدرة على مواجهة التحديات المستقبلية".
يذكر أن الأكاديمية الوطنية الألمانية للعلوم تأسست في عام 1652. ويوبولدينا هي واحدة من أقدم الأكاديميات العلمية في العالم، وهي مكرّسة لتقدّم العلوم لصالح البشرية وتشكيل مستقبل أفضل مع 1500 عضو. ويوبولدينا تجمع العلماء من ألمانيا، النمسا، سويسرا وبلدان مختلفة.