تحدث اليوم في تونس غرائب كثيرة متنوّعة، ومن آخرها إحضار مواطن لفرقة شعبية غنائيّة تضم نافخاً في المزمار وضارباً على الطبل وآخر على الدّف لـ«القباضة المالية» (وهي إحدى فروع وزارة المالية) بمدينة القيروان واقتحم المقرّ الإداري المذكور، وبدأت الفرقة المذكورة تعزف وتغني، وهناك من أخذ يرقص على أنغام الطبل والمزمار، ومن بينهم امرأة وسط استغراب الموظّفين ودهشتهم، فهو أمر غير مألوف ويحدث لأوّل مرّة.
وتبين أن من أحضر هذه الفرقة هو مواطن اسمه طارق العلّاني، وهو ممثّل ومخرج مسرحي أراد بذلك الاحتجاج على موظفي هذه الإدارة لما وجده لديهم –حسب قوله –من تعطيلات وعراقيل لقضاء وإتمام معاملة في القباضة المذكورة، وقد توجّه إلى قباضة أخرى في نفس المدينة أي فرع مماثل تابع هو الآخر لوزارة المالية، وقد أتمّ فيها معاملته وقضى الشأن الإداري، الذي سعى إلى إتمامه.
وتعبيراً عن فرحته وفي الآن نفسه عن احتجاجه، أحضر الفرقة الموسيقية الشعبيّة لمقر القباضة الأولى؛ للتعبير عن موقفه وكان يصفق وهم يعزفون ويغنون وسط دهشة المواطنين واستغرابهم، واعتبر المسؤولون ذلك تطاولاً على الإدارة، ومسّاً واعتداء على مؤسّسة عموميّة، وانتهاكاً لحرمة إدارة عموميّة، وانتهاكاً لحرمة الموظّفين، وتعطيلاً لسير العمل ومصالح المواطنين، كما استنكرت وزارة المالية هذا التصرف وتقدمت بشكوى تم على إثرها وبعد استشارة النيابة العمومية إيقاف طارق العلاني ومن حضر معه من الفرقة، في انتظار نظر المحكمة في شأنهم.
وقد شغلت هذه الحادثة الرأي العام لغرابتها وأثارت موجة كبيرة من التّعليقات.