هكذا هي المرأة السعودية لا تهاب الصعاب، وتواجه كل ما يقف في طريقها، وتصر على إكمال مشوارها بقوة وعزيمة لا تلين منطلقة في ذلك من إيمانها بالله تعالى.
وتزامناً مع حملتها لدعم المريضات بسرطان الثدي في شهر أكتوبر الوردي، التقت "سيدتي نت" بمحاربات سعوديات تمكَّن من إكمال مسيرة حياتهن دون عناء أو خوف، وهزمن سرطان الثدي بشجاعتهن وحبهن للحياة.
المحاربة نجاة أحمد يحيى مفتاح
البالغة من العمر "46 عاماً": تجربتي كانت صعبة وصادمة، وبالتدريج بدأت أقر وأعترف في نفسي أنه ابتلاء من الله وأن الله إذا أحب عبداً ابتلاه، تمسكت بالثقة الله وبدعم جميع أفراد أسرتي لأتمكن من محاربة المرض من خلال الصبر والإيمان والعزيمة وعدم التشاؤم؛ لأنني كنت حاملاً بطفلي، وعلى الرغم من ضرره، إلا أنني تمسكت به، والحمدلله ولد سليماً، ولا أنكر أنها تجربة غيرت بي كثيراً من خلال المضي إلى الأمام وعدم النظر إلى الخلف، ولا أنسى فضل ما قدمه لي فريق "حمامة سلام"، وأقول: ألف شكر لكل من ساندني ووقف معي قلباً وقالباً سواء بمساعدة معنوية أو إرشادية
المحاربة حصة السبهان
"أخصائية نفسية ومستشارة خط مساندة أطفال في الحرس الوطني" قالت: أعتبر تجربتي تجربة رائعة رغم قساوتها، علمتني أشياء كثيرة، علمتني الصبر في أقسى حالاته، علمتني معنى العطاء ومعنى السند ومعنى الحب، في البداية كان خبر إصابتي صدمة، لكن بعد أول شهر بدأت أتقبل، خاصة بعد سقوط شعري، ووجدت نفسي داخل الدائرة، وإنكاري وعنادي له لن أستفيد منه، ويجب أن أتقبل وأدخل مرحلة مقاومته وقهره، والحمدلله تغلبت عليه بالإيمان بالله والصبر، وكنت مؤمنة بأن كل شيء سينتهي، وقد غيرت التجربة بي أشياء كثيرة، حيث تغيرت شخصيتي وأصبحت أقوى وأكثر قدرة على التحمل وإيجابيه أكثر ولله الحمد.
المحاربة خزنة سعود الجاسر
البالغة من العمر"33عاماً" تقول عن تجربتها: كانت تجربة جديدة بالنسبة لي ومخيفة، لكن رغم مرارتها، إلاّ أنها جميلة، فقد جعلتني قريبة من أهلي أكثر، لكن للأسف أبعدتني عن ابنتي كثيراً بحكم أنها من ذوي الاحتياجات الخاصة وأنا إنسانة مريضة، وكانت عائلتي أول المساندين والداعمين لي، في البداية كان وقع الصدمة كبيراً جداً علي وعلى عائلتي، لكن الحمدلله بفضل الله وثقتي بربي ووقوف عائلتي بقربي اجتزت الصدمة الأولى، كنت دائماً أفكر في أمي وحزنها ومشاعر والدي المكبوتة وابنتي التي تحتاجني وإيماني التام بأن كل أمر المؤمن خير له، خرجت من التجربة وأنا أشعر بتغيرات كثيرة، فقد أصبحت أقوى وأقرب إلى الله، وأصبحت تلك السيدة صاحبة الشخصية الفولاذية أكافح المرض وأهتم بابنتي رغم صعوبة التجربة، وبعد معافاتي ولله الحمد وجدت فريق "حمامة سلام" بجهوده الرائعة في دعمه لنا وتجميعنا كمحاربات لنشر الوعي والثقافة التطوعية.
"حمامة سلام" رفرف لاحتواء مرضى السرطان:
"حمامة سلام" فريق تطوعي أنشئ من أبسط الأشياء، أنشئ تضامناً مع مرضى السرطان ليكون عوناً لكل من يحارب المرض بجميع أنواعه، وتم إنشاء فريق "حمامة سلام" من قبل معاوية بن أحمد زكي تاج وزوجته منال بنت محمد المحمدي منطلقاً من جميع قنوات التواصل الاجتماعي، ويقول المؤسسان له: بعد وفاة قريبين لنا بمرض السرطان، تم التفكير في انطلاقة عبر قنوات التواصل الاجتماعي لتقديم الدعم المعنوي والنفسي للمحاربين بمختلف فئات أعمارهم، وجاء "حمامة سلام" ليكون رمزاً للمحبة والتآخي، وقد بدأنا رحلة البحث في "إنستغرام" عن المحاربين والمحاربات في كل مكان على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وتتم متابعة ومراسلة أصحاب الحسابات واستئذانهم في نشر دعوات في حسابنا للمحاربين والمحاربات، ووجدنا ترحيباً كبيراً، والآن معنا حوالي 300 محارب ومتعافٍ، وهناك جروب على "الواتس أب" يجمع الأمهات والمحاربات والمتعافيات لتقديم الدعم والتشجيع لبعضهن البعض.
وأضافا: رسالتنا تكمن في إكمال المشوار والوصول لكل محارب ومحاربة، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم، وتزويدهم بقصص متعافين، وبث روح التفاؤل
ماذا بعد النجاة من سرطان الثدي
تقول الدكتورة أم الخير عبدالله أبو الخير "رئيسة اللجنة العلمية ورئيسة قسم أورام الكبار في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض": من أهم الخطوات بعد مرحلة العلاج لمريضات سرطان الثدي أن تحافظ المريضة على الوزن، وأن تُمارس الرياضة والمتابعة الطبية باستمرار كما يحددها الطبيب المعالج لها.
ومن أهم النصائح معرفة العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة، وبالتالي كل سيدة يجب أن تعرف إذا كانت لديها عوامل الخطورة كإصابة في العائلة من الدرجة الأولى أو أكثر من شخص من الدرجة الأولى أو الثانية أو قبل استعمال محفزات للحمل أو استعمال موانع الحمل لفترة طويلة ، نصيحتي على كل سيدة يجب أن تراجع لعمل فحوصات للوقاية أو الاكتشاف المبكر للسرطان سواء الثدي أو الأنواع الأخر.
تساؤل زوج: كيف أتعامل مع زوجتي المصابة بسرطان الثدي؟
تجيب عن ذلك المستشارة النفسية والأسرية العضوة المؤسسة لمبادرة "سواعد الوطن" والمدربة والمستشارة الدولية المعتمدة لإزالة المشاعر السلبية سحر الرجب قائلة: سيدي الزوج الراقي في تفكيرك، سرطان الثدي وكلنا نعلم مدى تأثيره القوي على العلاقة الحميمة، والسبب يرجع في جفاف المهبل عند السيدة المصابة بسرطان الثدي بعد تلقيها للعلاج الكيماوي، من هنا تصاب المرأة باكتئاب؛ لأنها تتألم من كل الحركات التي كانت تمارسها قبل إصابتها بالسرطان، ولشعورها بأنها فقدت أهم المثيرات بالنسبة لها حين بتر جزء منها، إضافة إلى تساقط الشعر واختفائه، مما أدى إلى مجموعة من السلبيات تواجهها بعد إصابتها بسرطان الثدي، لذلك على المريضة أو الحالة أن تتعايش بشكل إيجابي مع حالتها الجديدة، ببساطة الحالة النفسية الإيجابية جزء كبير من العلاج، وعلى أسرتها وزوجها في المقام الأول رفع معنوياتها؛ لأنها المحفز الأقوى بالنسبة لهذه الحالات وغيرها. الإيجابية تقوي جهاز المناعة وترفعه لمستوى عالٍ جداً حتى لا تصاب المريضة وتقع في شراك اليأس وعدم الإرادة في المقاومة، وهذا طبعاً يؤثر عليها بالسلب، ومن هنا تطول فترة علاجها، وعلى زوجها مساعدتها وإقناعها بالذهاب لمستشار ومعالج نفسي يساعدها على تخطي هذه المرحلة بكل سهولة ويسر وأمان، فالاضطراب الذي يحدث بعد الصدمة تبعياته كثيرة جداً، وستظهر من خلال الحرن أو الاكتئاب، وشبح الموت وهاجسه، وفكرة تشوه جمالها كامرأة، هنا أخبرها بأنها تحتاج إلى علاج معرفي مكثف وإيجابي، وتعديل سلوكياتها من السلبي للإيجابي بعد الإيمان بأن كل شيء قضاء وقدراً، وأن المؤمن مبتلى دوماً، فجهاز المناعة النفسي مرتبط بشكل وثيق بجهاز المناعة الجسدي، وكلما كان جهازها المناعي النفسي عالياً، النتيجة الحتمية لتقبل الأمور تكون أفضل دوماً، لذا على الزوج والأبناء تكثيف الاحتواء والشعور بالرضا والقناعة بما ابتلاهم به الله وتكثيف الأمل في الشفاء، وليتفهم الزوج والأبناء وسائر أفراد الأسرة هذا الوضع الجديد؛ لأن في هذا الوقت محرج للسيدة المريضة، فهناك جزء مثير من جسدها قد زال، لذلك يجب المناقشة ومتابعة طبيبة نساء لتعطيها العالج والمراهم التي تخفف من وطأة ألم الجفاف كالأستروجين، إذ سيخترق مجرى الدم، إضافة لبعض الزيوت والمرطبات، وبذلك توفر الكثير من العناء ويحل محله الشعور بالرضا والقناعة والسعادة