ساندي تابت ملكة جمال لبنان 2016، لم ينتظر متابعو الحفل النتيجة من مقدّمته إيميه صيّاح، إذ أنّ الإسم تسرّب قبل إعلان النتيجة بساعة للسنة الثانية على التوالي، ما يضع مصداقية اللجنة المنظّمة لانتخابات ملكة جمال لبنان على المحك.
فقد كانت الأنظار تتّجه قبل الحفل الذي أقيم على مسرح كازينو لبنان إلى ربى دكاش على اعتبار أنّها المشتركة التي أعلن عن أنّها ستكون الفائزة قبل أسابيع، إعلان حتى لو كان يستند إلى مجرّد تكهّنات، إلا أنّ كل المؤشرات كانت تؤكّد أنّه في حال اختيرت ربى ستكون اللجنة المنظّمة أمام مساءلة محرجة، وفي حال لم تفز لن تنجو اللجنة على اعتبار أنّ ثمّة من سيعتبر أنّها أقصت المشتركة لأنّ أوراقها احترقت.
ما أن انطلقت المباراة حتى كان ثمّة تأكيد أنّ اسم ربى استبعد، وأنّ ساندي تابت ستكون هي الملكة، ولم يسعف ربى انتقالها إلى المرحلة الثانية، إذ ما لبثت أن أقصيت رغم أنّ مؤهلاتها كانت تبدو أعلى من منافساتها ربّما إنقاذاً لسمعة المباراة.
انتخاب ساندي كان تحدّياً للجنة، إمّا أن تنصاع إلى ما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتقصي كل المشتركات اللواتي تردّدت أسماؤهن على أنّهن فائزات، وإما تنتخب من تحوز أعلى علامات تبعاً لإطلالاتها وإجابتها بعيداً عن ضغط مواقع التواصل.
لم ينته الأمر بانتخاب ساندي، وتتويجها ملكة على عرش الجمال، إذ بعيداً عمّا أشيع عن لقب محسوم سلفاً، ارتفعت أصوات معترضة على انتخاب ساندي، لم تعجب الملكة المنتخبة البعض كما هي العادة في كل مرّة تتوّج فيها صبية جديدة على عرش الجمال مع استثناءات قليلة قد تكون الملكة السابقة فاليري أبو شقرا إحداها، لكن هذه المرّة وصل الاعتراض على الملكة الجديدة حدّ الإهانة، لم يراعِ كثيرون أنّ ساندي تقراً ما يكتب عنها عبر هاشتاغ "مس ليبانون" الذي احتل التراند لساعات، فأمعن في السخرية منها بطريقة قاسية.
وبالعودة إلى السهرة، لم يكن ثمّة ما هو خارج عن التوقّعات، سهرة أنيقة، تنظيم مميّز، تقديم راقٍ مع إيميه صياح التي طغى جمالها على جمال المشتركات، حضور رائع للفنان وائل كفوري الذي اغتنم الفرصة ليقول لبعض المواقع التي أطلقت شائعة طلاقه إنّه وزوجته على أتمّ ما يرام، وإنّها كانت لتحضر الحفل لولا انشغالها بالأطفال، رغم أنّ زوجة وائل لم تظهر يوماً في مناسبة عامّة.
15 صبية تنافسن على اللقب، بدا الشبه بينهنّ غريباً، هو ما عكسته تعليقات المشاهدين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكان ثمّة ترقّب في النصف الأوّل من السهرة "هل ستفوز ربى دكّاش أم لا؟" وفي النصف الثاني كان السؤال "هل ستفوز ساندي تابت؟".
الأسئلة لم تخرج عن الأسلوب النمطي، وكذلك الإجابات، لم يراعِ أعضاء لجنة التحكيم أنّ المشتركات شابات بعضهن لمّ تتخطّ الـ19 من عمرها، فطرحوا عليهنّ أسئلة من عيار "لو كنتِ مواطنة أميركية لمن كنتِ ستصوّتين في الانتخابات الرئاسية؟" أجابت المشتركة إجابة أحرجت الإعلامي مارسيل غانم الذي طرح السؤال "هل عليّ أن أفكر برئيس أميركا ونحن بلا رئيس؟"، كان يمكن لمارسيل أن يكتفي بهذه الإجابة الذكية، إلا أنّ إجابة كهذه كانت ستضعه في موقف ضعف أقلّه "لماذا اختار سؤالاً كهذا" فأصرّ على تكرار سؤاله واعتباره موجّهاً لناخبة أميركية، ولأنّ الشابة ليست أميركية لم تأتِ إجابتها منمّقة، فبعثرت كلمات غير مفهومة واختارت في النهاية هيلاري كلينتون لأنها "امرأة ولأنها تهتم بالدول العربية".
"كيف ستوفقين بين عائلتك وعملك؟" سؤال طُرح على صبيّة لا تزال على مقاعد الدّراسة، كان عليها أن تتخيّل شكل حياتها المستقبليّة وتطرح حلولاً لمشاكل الأمّ العاملة خلال ثوانٍ لم تسعفها فكانت إجابتها كارثية.
التلعثم في الإجابات اختفى لدى طرح السؤال الموحّد، كان على الصبايا الخمسة اللواتي تأهلن إلى المرحلة النهائيّة أن يتخيّلن أنفسهن مكان رئيس الجمهورية العتيد ويطرحن حلولاً للبلد، كان يبدو أنّهن تحضّرن للسؤال، فكل ما يجري حولهنّ والانتخابات الرئاسية التي حسمت خلال أيام كان يوحي أن السؤال الموحّد سيكون رئاسياً.
ساندي تابت ملكة جمال لبنان 2016، ماريبال طربيه الوصيفة الأولى، وأندريا هيكل وصيفة ثانية نتيجة لم تعجب الكثيرين بانتظار ظهور ثانِ لساندي قد تقول فيه ما لم تتمكّن من قوله بعد، فتمحو أثر الانطباع الأوّل الذي يبدو أنّه لم يأتِ على مزاج الأكثرية.