لم تستطع سيدة تحقيق حلمها في الإنجاب إلا بعد مرور 13 عاماً على زواجها حيث أكرمها الله بطفلتها الأولى قبل 3 سنوات، وزادت فرحتها بـ 3 توائم سمَّتهم "أحمد وتركي وجاسم" أنجبتهم بتاريخ 15/7، 2016 م لكن فرحتها تلك لم تكتمل وأغلقت جميع الأبواب أمامها لاحتضان فلذات أكبادها رغم ما عانته طوال تلك السنوات لتكحل عينيها برؤية أولادها، ولم تجد أمامها طريقاً للوصول إليهم إلا بمناشدة الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وفي التفاصيل قالت منى علي أحمد، (يمنية الجنسية) لـــ "سيدتي": جاءتني آلام الولادة في الشهر السابع وعانيت من نزيف حاد في المشيمة، وكانت حالتي خطرة جداً فطلبنا إسعاف الهلال الأحمر، الذي نقلني إلى مستشفى الإيمان، لكنهم رفضوا استقبالي بعد أن أخلى الهلال الأحمر مسؤوليته! فلم يجد زوجي أمامه إلا أن يتوجه بي إلى مستشفى الشميسي، وهناك طلبوا مني الانتظار لمدة ساعة حتى يأتي الاستشاري ويفحصني، وفهمت من حديثي معهم أن حضانة الأطفال لن تكون مهيأة بالصورة التي تناسب حالة أطفالي، وما زاد من صعوبة الأمر طلبهم مني الانتظار لمدة ساعة كاملة، لذا قررنا التوجه إلى مستشفى خاص، خصوصاً أنني كنت أتابع مع طبيبة هناك خلال مراحل حملي وتعلم جيداً حالتي كما أن المستشفى يحتوي على حضانة مناسبة لحالة أطفالي، ولدى وصولي إلى المستشفى تم إدخالي فوراً إلى غرفة العمليات لصعوبة حالتي، وقالت لي الطبيبة: إنني لو تأخرت نصف ساعة لفقدت أطفالي، وبعد أن تمت عملية الولادة بقيت منومة في المستشفى لمدة 8أيام بسبب ما عانيته من مضاعفات أثرت على حالتي الصحية، ونظير عملية الولادة والرعاية دفعنا 85 ألف ريال أخذناهم ديناً من المعارف والأقارب، إلا أن حالة أطفالي الصحية تطلبت بقاءهم داخل الحضانة بسبب وزنهم القليل، وتغذيتهم عبر الوريد، كما أن أحدهم لم تكن رئته مكتملة، وآخر يعاني من نزيف بسيط في المخ".
وأضافت: "لكي أكون صادقة، الأطفال نالوا رعاية صحية جيدة جداً من قِبل الفريق الطبي في المستشفى، ولكن ما صدمنا هو مبلغ الــ 800 ألف ريال فاتورة بقاء أطفالي شهرين ونصف الشهر في الحضانة".
الكمبيالات أو الأطفال
وتابعت: "اتصلت إدارة المستشفى بزوجي رفيق مسعد، وطلبوا منه دفع المبلغ نقداً أو كتابة كمبيالات مدتها 3 أشهر لتسلم الأطفال، على أن يحول الأمر بعدها إلى المحكمة في حال التعذر عن الدفع، لكننا اعتذرنا ورفضنا قبول مقترحهم لأننا نريد حلاً نهائياً، ولن نتمكن من دفع هذا المبلغ الخيالي أبداً، وفي آخر تواصلٍ معهم لزيارة أطفالنا مارسوا معنا ضغطاً كبيراً ومنعونا من رؤيتهم بحجة الحفاظ على صحتهم علماً أنهم أكدوا لنا قبلاً أنهم بصحة جيدة وفي إمكاننا إخراجهم".
لا نريد التباهي
وأضافت الأم منى بحرقةٍ: كل ما أتمناه هو أن يُنظر إلينا بعين الرحمة، وأوجه كلامي إلى الدكتور صاحب المستشفى، وأقول له: أتمنى أن تنظر إلى حالتنا يا دكتور وتقدر وضعنا، فلم نتوجه إلى مستشفاكم بدافع التباهي، ولكن بهدف إنقاذ أرواح كانت مهددة بالموت، ولأنه الخيار الأمثل لما فيه من تجهيزات تناسب حالتهم الصحية، ولم نجد أفضل منه لتقديم الرعاية لهم، فهو مشهور بخدماته الممتازة، كما أننا لم نجد أي تقصير من العاملين فيه.
وقالت: كما أناشد ملك الإنسانية الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأقول له: أطفالي لم أرهم منذ أسبوعين، وأدعو الله أن تجد حلاً لي بأن تتكفل الحكومة بنفقات إنقاذ حياتهم، كذلك أدعو أهل الخير إلى الوقوف معنا لتقر عيني برؤية أطفالي الذي طالما حلمت بهم وانتظرتهم بشغف.
جدير بالذكر، أن أم التوائم ناشدت الجميع حل مشكلتها عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بإطلاق هاشتاق على تويتر قائلة فيه: "أبنائي محتجزون وممنوعة من زيارتهم بعد حرمان 13 سنة لعدم قدرتي المادية على سداد المبلغ. أرجو من أهل الخير مد يد العون لي".
وقد تفاعل معها شريحة كبرى من المتابعين، مطالبين بالتدخل السريع لإيجاد حل لمشكلتها، متسائلين: كيف يمكن لأحد أن يحرم أطفالاً من أمهم وهم في أمسِّ الحاجة إليها.