فنان تشكيلي لكن ليس كباقي الفنانين، انفرد بأسلوبه الخاص العميق الذي غاص بأعماق الحياة البشرية وأسرارها.
أحب الحياة والكون والإنسان والجمال، وبنى من خياله اللامحدود عالماً جديداً من الألوان، تملؤه رسائل كونية تعبت ريشته في نسجها، حتى باتت إبداعات تخاطب الروح، وتأخذك بعيداً حيث القيم والجمال، إنه الفنان التشكيلي العالمي بسام الحجلي، الذي أمضى حياته يبحث عن قيمة اللون والفكرة، متمسكاً بمبدأ أن الفن بحاجة لحرية وصدق وشرف كي يعيش.
وهو اليوم من خلال معرضه الذي يقام في السابع من نوفمبر في «مرسم مطر جاليري» بدبي، يسعى إلى تقديم رسائل فنية بصرية إنسانية، رسائل عن «صرخة كون» تنقل حقائق الحياة ومعاناة البشرية وأسرار الكون المختلفة.
ثورة على الرسم
كل لوحة من لوحاته تحمل رسالة يحاول من خلال ألوانه فيها أن يبرز صورة ما، فبعضها كان ثورة على فن الرسم، لأن الفنان على حد قوله يفتح النافذة ليرى الواقع، ويترجم ما يراه إلى لوحات فنية مختلفة الأنواع، أما الحجلي فقد انتقل كثيرا بين المواضيع، شجر، طبيعة، طير، فهو لا يهتم للموضوع بقدر ما يهتم باللون والحياة، وبعضها الآخر كان بمثابة " تمرد على العقل" التي أراد بها أن يوجه الإنسان لأن يرحم عقله بين الحين والآخر ويعطي مجالاً للامنطق والإحساس كي يتحركا بحرية، مشيراً إلى أن علاقات الناس لا تشترى بالمال، أو بالمصالح الشخصية، فكانت لوحاته وألوانه تغني عن ألف كلمة.
يرى الحجلي أن العقلية الإنسانية تغيرت بشكل كبير جداً، فأصبح الإنسان لا يهتم إلا لماله وثرواته، وابتعد كثيراً عن حب الآخر ومساعدة أخيه الإنسان، ولم يعد يكترث للمكان، ولا للطير ولا للحجر، ولا حتى للإنسانية، بل بات يهتم بالرفاهية الذاتية فقط، الأمر الذي أثار فيه حركة ثورية سريالية تشكيلية واقعية، ومن هنا أخذ على عاتقه مسؤولية توظيف فنه برسائل كونية محملة باللون وقصص الحياة التي تنشر المحبة وتعيد القيم.
معرض منهجية
يقدم الحجلي من خلال هذا المعرض منهجية تشكيلية تتناول الواقعية السريالية الحديثة، التي يحاول من خلالها التصوير بكاميرا الحلم المختلفة كل الاختلاف عن كاميرا الواقع، وتجسيدها في لوحاته التي تجاوزت قيود الرسم والتكوين، وعكست الحلم واللون والحياة.