كانت مدينة جدة أكثر المدن السعودية نشاطاً على صعيد الحركة المسرحية، وكان الفنان عمر الجاسر (مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة حاليًا)، هو رائد المرحلة المسرحية، حيث كتب وأخرج ومثّل في عدّة مسرحيات من إنتاجه، وخلال السنوات العشر الماضية تراجع موقعها من الصدارة لتحتلّها مدينة الرياض.
«سيدتي» طرحت على عدد من الممثلين والمهتمين في المسرح ثلاثة أسئلة عن الأسباب والحلول والتوصيات، وكانت هذه الحصيلة.
المخرج والممثل فهد غزولي يقول: «باختصار، تبنّي جهة مثل أمانة الرياض لهذه الفعاليات ودعمها مادياً يعطي للمسرحيين الفرصة الكاملة لتقديم أعمال مسرحية متنوعة للجماهير لتحقيق التقدّم والتميّز، ولكي تستعيد مدينة جدة دورها الريادي في النشاط المسرحي لا بدّ من جهة تتبنّاه وترعاه وتدعمه مادياً».
الممثل عبد العزيز الشمري يقول: «ليست القضية بالتفوّق، إنما باهتمام المسؤولين في أمانة مدينة الرياض، والدعم المادي الذي تقدّمه، بالإضافة إلى توفير أماكن ملائمة للعروض المسرحية للجمهور مجاناً. أما ما كان في جدة، فهو عبارة عن اجتهادات فردية، ويجب الاهتمام من قبل أمانة مدينة جدة، وتوفير مواقع للعروض المسرحية، واهتمام الشركات ورجال الأعمال في جدة بدعم الأنشطة المسرحية، بحيث يكون المسرح وسيلة جذب وترفيه في جدة».
الممثل عماد اليوسف يقول: «من الأسباب الرئيسة تدخل جهات رسمية، غير وزارة الإعلام، في شئون المسرح وما يقدّمه وآلية طرحه وتصاريحه، والحل هو أن يتم الاعتراف بالمسرح أولاً، وعمل نقابة انتخابية تخدم الفن بشكل عام، وفي طليعته أبو الفنون، الفن المسرحي».
الممثل عبدالله اليامي يقول: «العمل المتكامل يحتاج إلى دعم قوي، ونشاط جمعية الثقافة والفنون مقتصر على المشاركات الخارجية فقط، ولا يوجد مسارح مهيّأة لإقامة العروض، والمسرح الحقيقي إذا لم يقدّم وجبة دسمة للحضور، وبأهداف سامية، ويناقش قضايا مجتمعنا، فإنه لا يندرج تحت اسم المسرح».
الممثل والكاتب المسرحي والشاعر هاني المدني يقول: «الحل يكمن في إيجاد معهد فنون مسرحية يخرّج كوادر مؤهلة من أصحاب المواهب لتغطية جميع الاحتياجات المسرحية، وتقديم أعمال مسرحية مدعومة مالياً وإعلامياً بالقدر الذي يواكب الأعمال».
الممثل والمخرج المسرحي الأكاديمي عبدالمجيد الرهيدي يقول: «لا بدّ من تخصيص ميزانية جيدة لخدمة النشاط المسرحي، والسماح بمشاركة الممثلات مع الممثلين على خشبة المسرح سوياً، فمن حق الأسرة أن تشاهد قضاياها وموضوعات تخصها على المسرح من الرجل والمرأة، وكذلك توفير أماكن خاصة بعروض المسرح. وعودة المسرح المدرسي ضمن الأنشطة اللامنهجية».
أما د. إيمان تونسي (كاتبة مسرحيات وسيناريو) تقول عن الأسباب: «يبدو أن الاهتمام بالتدريب في قسم المسرح في جمعية الثقافة والفنون بالرياض قد بدأ يؤسّس لحركة مسرحية نشطة، والحركة المسرحية في مدينة الرياض قد استفادت من الرأي والرأي الآخر، والحلول تكمن في إعداد برامج للتدريب واستقطاب المواهب، واستقاء الأفكار من الواقع المعاش، وتقييم وزارة الثقافة والفنون لتلك الورش والبرامج والتجارب المسرحية المحلية».
الممثلة شيرين حطاب شاركت في العديد من الأعمال المسرحية في الرياض تقول: «دعم الجهات الرسمية، مثل الأمانة، والقطاع الخاص أيضًا، وهو أكثر من الدعم في جدة، والحل يكمن في مساعدة كل الجهات المسؤولة والشركات، وضرورة إنشاء مسرح مجهّز للعروض المسرحية، ودعم الدولة بما يتناسب وأهمية المسرح ودوره».
المخرجة سامية البشري (رئيسة أول لجنة مسرح نسائي بجمعية الثقافة والفنون بجدة) تقول: «أغلب المسرحيات في الرياض خاصة بالنساء، وهم يستقطبون الممثلات والفنانات الخليجيات لتأدية العروض، وينفق مبالغ كبيرة من قبل الدولة أو الشركات التنظيمية الخاصة للمسرحيات، أما نحن في جدة رغم وجود ممثلات موهوبات لكن لا يوجد أدنى دعم للمسرح بشكل عام، والحل توفير الدعم المادي وتوعية الجمهور بأهمية المسرح، وتوصيل رسائل هادفة، بالإضافة إلى إقامة دورات تدريبية لصقل وتشجع المواهب الموجودة».
الممثل والكاتب والمخرج المسرحي د. عمر الجاسر (مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة) قام بحصر رأيه في عدّة نقاط لخّص فيها الأسباب بضعف الميزانية وعدم توفر قاعة مسرحية لتقديم العروض وعدم قيام التلفزيون بتصوير وشراء هذه الأعمال دعماً منه للحركة المسرحية.
والحلول:
1- توفير ميزانية مناسبة لدعم وتطوير الحركة المسرحية في مدينة جدة ومساهمة القطاع الخاص.
2- تشكيل لجنة عليا تضم الجهات الحكومية والخاصة التي تمتلك قاعات مسرحية؛ لوضع آلية تخدم الحركة المسرحية في مدينة جدة.
3- تبنّي المهرجانات المسرحية ودعمها مادياً وإعلامياً.
4- تبني التلفزيون السعودي تصوير وشراء هذه الأعمال وبثها.
5- تجهيز القاعات المسرحية بالأجهزة الفنية التي تحتاجها هذه العروض.
أسباب تراجع النشاط المسرحي في جدة
- ثقافة وفنون
- سيدتي - وحيد جميل
- 08 نوفمبر 2016