تسبب الغياب الجماعي لنجوم ونجمات التمثيل المصري عن الندوة الأولى لتكريم الراحل محمود عبد العزيز في احتلال نقاد السينما منصة الضيوف، لتبدأ نوبة "كشف الأسرار"، وأخطرها سرّ اعتزال محمود عبد العزيز السينما بسبب النجم أحمد السقا، ووصيته لأولاده بعد موته، وإصرار جهاز المخابرات العامة على تأمين جثمانه حتى المقابر.
الندوة عُقدت على هامش الدورة 38 لمهرجان القاهرة السينمائي عصر يوم الجمعة، بالتنسيق ما بين نقابة المهن التمثيلية وإدارة المهرجان، ولم يشارك فيها من النجوم إلا الفنانة إلهام شاهين، والنجم القدير سمير صبري، الذي تولّى مهمّة كشف أسرار محمود عبد العزيز، مؤكداً أن الراحل قرّر اعتزال السينما نهائياً بعدما شاهد النسخة التجارية من فيلمه الأخير "إبراهيم الأبيض" مع النجم أحمد السقا، فوجد أغلب مشاهده محذوفة وتدخل صنّاع الأزمات وقتها
لإشعال الموقف وصدرت تصريحات غاضبة من الساحر، من دون أن يتمّ تدارك الأمر سريعاً.
أضاف صبري: "عام 2009، حينما عرض فيلم "إبراهيم الأبيض" الذي شارك في بطولته عبد العزيز وأحمد السقا وهند صبري، ومن إخراج مروان حامد، كان محمود عبد العزيز الذي جسّد شخصية "عبد الملك زرزور" غاضباً بسبب حذف عدد من مشاهده، وظنّ وقتها أنه تمّ تقليص مساحة دوره لصالح أحمد السقا، ولكن بعدما هدأ تصوّر أنّه لم يعد مطلوباً من جماهير السينما، وقرر الاعتزال تاركاً المهمة لنجوم السينما الجدد، وأعلن تفرّغه لصناعة دراما رمضان".
سمير كشف عن أغرب وصية سمعها من الفقيد، مؤكداً أن محمود عبد العزيز أوصى ولديه كريم ومحمد برشّ زجاجة من ماء البحر على قبره، في أول زيارة لهما لمقابر العائلة بالإسكندرية.
بينما كشف نقيب الممثلين أشرف زكي عن سرّ خطير، مؤكداً أن جهاز المخابرات العامة شارك بجنازة محمود عبد العزيز، ورافق بعض أعضائه الجثمان حتى مقابر الأسرة بالإسكندرية!
ووجّهت إلهام شاهين اللوم إلى كل النجوم الذين تغيبوا عن حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الـ38، بسبب وفاة محمود عبد العزيز، وأوضحت قائلة، "كان يجب على كلّ فنان محبّ له أن يتواجد في مهرجان يحمل اسمه، خاصة أن إدارة المهرجان ألغت حفل العشاء، وكرمته في دورته، وأهدته إلى اسمه، والكل وقف إجلالًا لروحه".
ورأت الفنانة إلهام شاهين، "أن معظم المبدعين يرحلون، وتنتهي حياتهم وهم في حالة اكتئاب؛ لأن الفنان أكثر شخص مهموم كونه يعمل على إسعاد الآخرين، ولكنه لا يسعد نفسه"، متعجبة من تكريمهم عقب رحيلهم.
تابعت قائلة: "بالرغم من أجواء الفرح والبهجة التي كانت تتواجد في أي مكان فيه محمود عبد العزيز، إلا أن الحزن كان يسكن بداخله دائمًا، لأنه كان يشعر بهموم البلد والسينما والدنيا، وكانت أحاسيسه صادقة".
وأوضحت أنّ حياة إنسانية جميلة جمعتها بمحمود عبد العزيز منذ بدايتها الفنية، في السنة الأولى بمعهد السينما، إذ تعاونت معه في فيلمي "العار" و"البريء".