الفعل السيئ لابد ألّا يُقابل بسوء مثله، حيث يقول شكسبير: «بقدر حب المرأة يكون انتقامها» فهل يتفق الشباب والفتيات في السعودية مع مقولة شكسبير، وحول ذلك السلوك الغريب الذي يتمثل بالتفنن في طرق الانتقام تجاه الأزواج؟!
يرى «باسم الشيخ، 40 عامًا، موظف في مجال المواد الغذائية» أنّ سلوك اعتداء المرأة على الرجل بأشكاله اللفظية أو الجسدية، ما هو إلا شبيه لاعتداء الرجل على المرأة وهو أمر طبيعي ويحدث من قِبل بعض الأشخاص في كافة المجتمعات تبعًا لمستوى جهل الفرد.
وتتفق «أميرة بافقيه، 37 عامًا، موظفة» مع سابقها في جزئية من رأيه، حيث تقول إنّها ضد التعنيف بكافة أنواعه، وترى أنّ تعنيف المرأة للرجل غالبًا ما يصدر كردة فعل لفعل آخر، وليس بسبب الحب فقط، كما ذكرت في هذا السياق أنّها لن تنسى فيلم المرأة والساطور الذي كان مقتبسًا عن قصة واقعية في دولة عربية لامرأة قتلت زوجها بالساطور ووزعت أجزاء من جثته في أكياس بلاستيكية.
يقول «عناد الدوسي، 35 عامًا، موظف في أحد البنوك المحلية»: وبرأيي إنّ ضرب المرأة للرجل له أسباب عدة قد يكون من فرط الحب الذي ينتج عنه الغيرة، وقد تكون ردة فعل ضد الاضطهاد الذي يُمارس عليها، وضرب الرجل للمرأة تكرارًا هو خسة ودناءة، أما ما نسمع به بشأن تقطيع أحد أجزاء الجسم من أحد الطرفين فهي أمراض نفسية بلا شك.
سناء مبارك، طبيبة تبلغ من العمر 28 عامًا، ترى أن سلوكيات العنف والانتقام المبالغ فيه من المرأة تجاه الرجل حالات فردية لا ترقى لتصبح ظاهرة، وسبب تلك الحالات قد يعود إلى اختلال نفسي أو عصبي تمر به المرأة نتيجة ظروف معينة، أما الانتقام فهو غريزة بشرية موجودة عند الجنسين لكن الحديث عنها في الوسط الأنثوي له خصوصيته في المجتمعات العربية لأنه انعكاس لسوء معاملة الإناث وتضييق الخناق عليهن.
الرأي النفسي
الأخصائية النفسية الأستاذة « فايزة عبدالله الجبلي» تخبرنا عن رأيها قائلة: «هناك العديد من الأسباب التي تجعل المرأة تلجأ إلى الانتقام نذكر بعضًا منها:
- شعور المرأة بالخيانة أو الإهانة.
- مقارنة الزوج بين الزوجة وامرأة أخرى.
- عدم تقدير الزوج لتضحية المرأة أو صبرها في محطات حياتية صعبة.
- الغيرة الشديدة الناتجة عن ضعف في الوازع الديني.
- إذا كانت شخصية المرأة من الشخصيات العدائية.
- تكون المرأة قد أضمرت الكثير في ذاتها ونتج عنها تراكمات مشاعر سلبية تم إفراغها بشكل خاطئ.
- وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم دافعًا لتفشي هذا النوع من الانتقام وانتشار الأخبار بسرعة هائلة بين الأشخاص.
- أقاويل النساء بينهن يؤدي إلى برمجة عقلية فكرية تُشكّل دافعًا نفسيًا حقيقيًا للمرأة كي تنتقم حتى من أبسط المشاكل أحيانًا».
وتستطرد وتقول: «نساء اليوم يختلفن عن نساء الأمس، ففي الأجيال السابقة تربت المرأة على تقديس واحترام الزوج كونه العائل الوحيد لها وكانت غالبية النساء لا يملكن الاستقلال المادي كما في عصرنا اليوم، لذا كانت تتحلى النساء بنسبة رضا وصبر تجاه زوجها نتيجة البيئة المتداول فيها هذا الجو العام من الرضا»، وتضيف: «مستقبلًا ستدخل تلك المرأة المُنتقِمة عديمة الثقة بمن حولها وبذاتها في دوامة الانعزالية وحالة من الاكتئاب والحزن على الماضي والخوف والقلق من المستقبل، وعلاج ذلك يكمن في تقوية الثقة بالنفس فإذا كانت المرأة تحمل قدرًا كافيًا من الثقة بالذات حينها لن تصُدم في حال زواج زوجها عليها أو حتى خيانته».
أطرف قصص الانتقام
بين كل آن وحين، تضج وسائل الإعلام بأغرب وأعجب قصص انتقام المرأة من الرجل حين الغضب أو الغيرة، أحدها ما نشرته صحيفة «ميرور» البريطانية في مقتبل هذا العام حول رجل صيني والذي قامت زوجته بنقع ملابسه الداخلية وتحديدًا «سرواله» في مادة سامة تُدعى بـ «الباراكوات»، فشعر الزوج بأن أعضاءه التناسلية تحترق وأمضى 4 ليالٍ في العناية الفائقة.
وما ذُكر في وسائل التواصل الاجتماعي عن قيام امرأة أمريكية بتوزيع مقتنيات زوجها مجانًا وذلك عبر عرضها في إحدى الحدائق وكتابة كلمة «خائن» على سيارته الرباعية الدفع.
وأخيرًا ما قامت به زوجة سعودية من انتقام «بتركيبة معقدة» تجاه زوجها الذي ساعدته كثيرًا لبناء حياة كريمة وما إن امتلكوا منزلًا يحتوي على طابقين، بادر الزوج بالزواج من امرأة أخرى فكتمت زوجته الأولى غيظها وطلبت تسجيل الطابق الأول باسمها وما إن أصبح الطابق ملكًا لها قامت بطلب الطلاق وبعد أنّ أنهت فترة العِدة، تزوجت من والد ضُرتها وأسكنته معها في الطابق الأول ما جعل «زوجها الأول» يُصاب بحالة نفسية صعبة، أصبح على إثرها يتلقى العلاج في المستشفيات النفسية، وصدق من قال: « إن كيدهنّ عظيم».