هناك العديد من السيدات خلّدن أسماءهن في التاريخ بإنجازاتهن الغير مسبوقة كابتكار أو فن أو اكتشاف، ولكن هناك أخريات اخترن تخليد ذكرياتهن بصورة أكثر بشاعة، فقد اخترن التخلص من أزواجهن وأبنائهن لكي يحصلن على المال والثروة، لذلك تم إطلاق عليهن لقب "الأرامل السوداوات".
والأرملة السوداء في الأصل هي نوع من إناث العنكبوت سوداء اللون، وسميت بالأرملة لإقدامها على قتل شريكها بعد الإنجاب منه، لذلك ضرب بها المثل في الغدر، فهي تتخلص منه بعد نيل مرادها، لذا تم إطلاق هذا اللقب على العديد من النساء، واللواتي سنتحدث عن بعضهن في التقرير التالي:
ليديا شيرمان (1824-1878 ):
كانت أماً لـ7 أطفال، لم يكن أحد يتوقع بشاعة ما سوف تقدم عليه، ولكن بعد إيقاف زوجها عن العمل وتكاثر الاحتياجات، وجدت ليديا نفسها في مأزق، فقامت بالتفكير في الانفصال عن زوجها، ولكن الطلاق كان سوف يكلفها المال، لذلك وجدت أن السم هو أسهل الطرق، فقامت بصنع عصيدة من الشوفان، وأضافت إليه سم الزرنيخ، وقدمته إلى زوجها وأطفالها، وبذلك تخلصت منهم جميعاً، وربحت أموال التأمين، ولكن لم يكفِها ذلك، فقامت بالزواج من أحد المزارعين الأثرياء، وعاودت الكرة بتسميمه، وكررت الأمر مرة ثالثة، ولكن تم اكتشاف فعلتها، والحكم عليها بالسجن مدى الحياة.
ماري آن كوتون (1832 - 1873):
بدأت حياتها بسلسلة لا نهاية لها من الأحداث المؤسفة، حيث توفي والدها عندما كانت صغيرة، وأثناء زواجها الأول، أربعة من أطفالها الخمسة الرضع توفوا من حمى المعدة، ولم يمض وقت طويل قبل أن ينضم لهم زوجها، وتم إلقاء اللوم على المشاكل المعوية، وتزوجت ثانية، ولكن استمرت الكارثة، فقد توفي زوجها الثاني هو الآخر، وعند وفاة زوجها الثالث، بدأت السلطات التنبه للأمر، وعندها اكتشفت كارثة، فقد أقدمت على قتل 21 شخصاً من عائلتها لكي تحظى بأموال التأمين، وبالكشف على الجثث تم إيجاد أثر لسم الزرنيخ بها، وتم القبض عليها وإعدامها، وأثناء إعدامها ظلت معلقة لمدة ثلاث دقائق حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
سنيورة جوليا توفانا: في منتصف القرن الـ17، أرادت النساء أمرين: بشرة متوهجة بيضاء، والمال، لذلك لجأت جوليا للعمل في مستحضرات التجميل، وصممت طلاء وجه قائم على الزرنيخ، وقامت ببيعه لزبوناتها اللواتي يردن أن يصبحن أرامل والتخلص من أزواجهن، وسرعان ما أصبحت هي الأخرى أرملة غنية ذاع صيتها، الأمر الذي دعا السلطة البابوية في ذلك الوقت للقبض عليها، واعترفت بقتل ما لا يقل عن 600 رجل من أزواج النساء، وكانت تأخذ نصيبها من تركتهم، وقيل أنها أرسلت للمحاكمة وتوفيت تحت التعذيب والخنق في السجن.
فيرا رينازي (1930-1903):
ولدت في بوخارست عام 1903، توفيت والدتها وهي في عمر 13، وانتقلت مع والدها إلى شمال يوغوسلافيا في سن الخامسة عشرة، قيل إنها أصبحت لا يمكن السيطرة عليها بشكل متزايد، فقد هربت من المنزل عدة مرات قبل سن العشرين بقليل، وكان زواجها الأول لأحد المصرفيين النمساوي، وهو رجل ثري يدعى كارل شيك، وبعد فترة اختفى زوجها، وادّعت أنه تخلى عنها وعن ابنها، وتزوجت مرة أخرى، وبعد أشهر فقط من الزواج اختفى الزوج، وادّعت أنه ترك رسالة يعلن عن نواياه تركها إلى الأبد، وأقامت بعد ذلك العديد من العلاقات الغرامية، والتي كانت أيضاً تنتهي باختفاء هؤلاء الرجال في ظروف غامضة.
قامت امرأة بتبليغ الشرطة بأنها تبعت زوجها إلى منزل فيرا، ومنذ ذلك الوقت لم يعد أبداً، وبعد التحقيق تم اكتشاف 32 تابوتاً في قبو منزلها، من ضمنهم ابنها، حيث قتلته بعد علمه بالأمر، وحكم عليها بالسجن مدى الحياة.
رغم اختلاف الثقافات وبعد المسافات بين هؤلاء النساء، إلا أن ما جمعهن معاً هو حب الثراء السريع والحصول على المال من أسهل الطرق حتى إن كان ذلك من خلال التخلص من المقربين إليهن، ولكن رغم اتخاذهن كل التدابير اللازمة لإخفاء جرائمهن، دائماً كانت هناك ثغرة توقعهن في شر أعمالهن، فليس هناك ما يسمى الجريمة الكاملة.