يسعى الإنسان دائماً إلى تحقيق نجاحات لم يسبقه إليها أحد كنوع من التفرد والإنجاز ولكي يسجل اسمه بين طيات التاريخ، ولكن هناك من سجلوا أسماءهم في قائمة الأوائل بطريقة مغايرة، فقد حدث ذلك بعد وفاتهم، حيث حظوا بذلك كونهم أول حالة موثقة في الكون تموت بتلك الطريقة، قد يكون الأمر محزناً، ولكنهم استطاعوا بذلك أن يضعوا أسماءهم في تلك القائمة.
وفي ما يأتي نستعرض بعض تلك الشخصيات وطرق وفاتهم:
- "وليم كيملر" الكرسي الكهربائي: اخترع الكرسي الكهربائي ليكون شكلاً أكثر إنسانية من عقوبة الإعدام، ولكن كان أول استخدام له صدمة، حيث كان وليم كيملر أول شخص في العالم يُعدم باستخدام الكرسي الكهربائي بعد إدانته بقتل زوجته ماتيلدا زيغلر ببلطة، ونُفذ فيه الحكم في سجن أوبرن في نيويورك، وكان الأمر كارثياً، حيث انفجرت بعض الأوعية الدموية تحت الجلد ونزفت، وبدأ الشعر الموجود تحت القطب الكهربائي وحوله واللحم الكائن تحت القطب الموجود عند قاعدة العمود الفقري وحوله في الاحتراق، وكانت رائحة لا تطاق.
- "كاماراج" نيزك: أسفر سقوط نيزك على أحد المعسكرات الهندية عن مقتل شخص، وقد يدخل هذا الشخص التاريخ كأول حالة موثقة مات جراء سقوط نيزك عليه، ونقل الضحية كاماراج البالغ من العمر "40 عاماً" إلى أحد المستشفيات في الولاية الهندية تاميل نادو، وتوفي متأثراً بالإصابة.
"توماس سلفريدج" طائرة: كان توماس سلفريدج ضابطاً في سلاح الإشارة في الجيش الأمريكي المخصصة لشعبة جديدة في مجال الطيران، والذي كان يحقق في السفر الجوي للاستخدام العسكري، وفي 17 سبتمبر عام 1908 استقل سلفريدج طائرة برفقة أورفيل رايت كجزء من الاختبار، ولكن انقسمت المروحة، وسقطت الطائرة إلى الأسفل وتحطمت، وأصيب أورفيل بجروح خطيرة، لكنه تعافى، أما سلفريدج فكان حظه أسوأ، حيث كسرت جمجمته في الحادث، وتوفي بعد عدة ساعات.
- "ماري وارد" سيارة: أول شخص في العالم قتل بواسطة سيارة، إذ لم تكن ماري امرأة عادية، فقد كتبت العديد من الكتب حول علم الفلك والميكروسكوب، ولكن حياتها الواعدة انتهت عندما قررت الذهاب لركوب سيارة تعمل بالطاقة البخارية التي بناها صديق للعائلة، ولسوء حظها سقطت من السيارة في أحد المنحنيات، وسحقت أسفل عجلاتها.
- "فلاديمير كوماروف" الفضاء الخارجي: رائد فضاء سوفيتي، من مواليد موسكو 16 مارس 1927م، يعتبر أول رائد فضاء يتمكن من الطيران إلى الفضاء لأكثر من مرة على متن سويوز1، كما يعتبر أول رائد فضاء يلقى حتفه أثناء عودته إلى الأرض، وقبل الارتطام أخبر كوسيجين -رئيس الوزراء آنذاك- كوماروف بأن بلاده فخورة به وبإنجازاته، وبعد موته لم يجدوا إلا بقايا احتراق من جسده.
- "نواف طويان" السكوتر الكهربائي: كان متوجهاً إلى أحد المحلات التجارية شمال غرب لندن لشراء بعض الحاجيات وهو يقود لوح التزلج الآلي، وكان خلفه شاب قام بتنبيهه إلى قدوم حافلة بالاتجاه المُعاكس، وبدأ نواف بالترنح للأمام وللخلف محاولاً الحصول على توازنه، ولكنه لم يستطع، ثم صدمته الحافلة وسقط، وقامت عجلاتها بسحقه، وجرته معها لنحو 200 متر على طول الطريق، ولقي مصرعه في مكان الحادث بعد جهود الإسعاف في إنقاذه، وأصبح بذلك نواف أول من يموت نتيجة السكوتر الكهربائي.
قد تكون تلك القصص مأساوية، ولكن بالفعل هؤلاء الأشخاص خلدت أسماؤهم في قائمة الأوائل، ولكن بطريقة أكثر درامية، فلم يستطيعوا عيش تلك اللحظة، حيث أنهم ذهبوا إلى العالم الآخر، ولكن ظلت أسماؤهم تتردد بين الجميع، والبعض بالفعل كان لموته تأثير قوي وغير بعض المنظومات والابتكارات التي كانت في وقتها إنجازاً، ولكن سرعان ما تحولت أخطاؤها إلى أداة قتل.
