القضية الفلسطينية، وتشابكها القديم والعميق بدول المغرب العربي عموماً، وتونس على وجه الخصوص، ما يكشف عن قومية هذا الدول الكبيرة وعروبتها، وما الشعور التاريخي بقضيتنا الأهم عربياً، ومن وجهة نظر أخرى ما قدمته للفن بشكل عام من شعر ومسرح وتشكيل وموسيقى.
كان هذا المحور الأساسي الذي عرضه المخرج التونسي "سامي النصري" بعمله "أرض الفراشات"، الذي قدمه مجموعة كبيرة من الممثلين التونسيين الشباب، وذلك ضمن تاسع أيام مهرجان الأردن المسرحي بدورته الثالثة والعشرين، والذي يقام بالمركز الثقافي الملكي بالعاصمة الأردنية عمان.
فلسطين وتونس.. "أرض الفراشات"
يطرح العرض مدى الارتباط التاريخي والقومي بين الشعب التونسي والفلسطيني، منذ ما قبل "نكبة 48" وحتى الوقت الحالي، وشعور التونسيين مع هذه القضية والقضايا العربية عموماً، من خلال الحراك الثوري والفني الذي ظهر ويظهر في البلاد الداعم لفلسطين والفلسطينيين، والمناهض للاحتلال الإسرائيلي في الجامعات والشوارع، وذلك من خلال عدد من اللوحات المنفصلة والمرتبطة معاً، التي تعرض مجموعة من أطياف الشعب التونسي، من يساريين وإسلاميين، من طلاب وفنانين، وحركات ثورية جديدة، كلٌ منها يحاول تقديم ما يمكن تقديمه للفلسطينيين، مروراً بعدة محطات تاريخية على المستوى السياسي والعسكري من جهة، ومن جهة أخرى على المستويات الفنية والفكرية.
حتى الكواليس صارت خشبة للتونسيين..
لا بدّ من التنويه بأن العمل التونسي "أرض الفراشات"، كان خارجاً عن المعتاد في الأعمال المسرحية، وكعادة التونسيين بتقديمهم لحالات مسرحية جديدة ومبتكرة، استغل العمل جميع زوايا وأطراف المسرح الرئيسي جميعها، وحتى الكواليس أيضاً، ولم يكتفِ فقط بالاشتغال على الخشبة لوحدها، كاسراً "الجدار الرابع" بين الممثلين والجمهور، بل زاد على ذلك بأن يكون الجمهور نفسه - بوعي أو بغير وعي- مشاركاً في العمل، لاعتماده على التجمعات البشرية التي خلقها بين الحاضرين وتفاعل الحاضرين أنفسهم مع العرض.
وجدير بالقول أن هذا الاشتغال على جميع مناطق المسرح، وبهذا العدد الكبير من الممثلين، كان له سلبياته، فحركة العمل السريعة، والحماسة الزائدة التي تطلبها الأداء من جهة، ومن جهة أخرى تداخل العديد من المشاهد ببعضها البعض بشكل غير منظم، خلق الكثير من الفوضى بحركة الممثلين، خاصة أن هذه الفوضى والانتقالات بين المشاهد بدت بأنها غير دقيقة أو محسوبة بالشكل الذي يتطلبه العمل، ما أفقد الجمهور بالكثير من الأحيان تركيزهم على مضمون المشاهد، وتسبب بضياعهم بين الشخصيات الكثيرة التي تم عرضها، فمن الخطورة أن تخلق كل هذه الشخصيات على الخشبة بدون أن تحسب دخولهم وخروجهم بانتظام، وأن لا تستطيع الفصل بين المشاهد المتداخلة بحلول إخراجية تشعر المتلقي بالاشتباك والانفصال فيما بينها بالوقت نفسه.
الأسماء لم تعد مهمة..
لم يعتمد العمل على شخصيات محددة بعينها ومكتوبة، بل اعتمد على تعددها داخل المجتمع التونسي، فلم تكن أسمائها مهمةً، بقدر ما كان دورها في الحياة، ما مكّن الممثلين من أداء عدة شخصيات بالوقت نفسه، وتقديم طاقة فنية عالية بتجسيدها، فمثلاً كانت معظم الانتقالات بين "الراهب اليهودي" إلى "المثقف اليساري" إلى "مناصر النظام" أو "الإسلامي" وغيرهم الكثير لدى الممثلين، تتم بفصل تام عن بعضها من ناحية تجسيدها، حتى وصل العمل عليها إلى أن يستطيع المتلقي قراءة تاريخ هذه الشخصيات كلٌ منها على حدة، ما أظهر عدداً من الممثلين الشباب الذين لديهم القدرة الكاملة على التعامل مع أدواتهم الفنية والمسرحية، والانتقال بين الحالات والانفعالات بحرفية عالية.
سينوغرافيا فقيرة..
رغم أن المدرسة التونسية في المسرح معروفة جداً بالمتعة البصرية التي تقدمها عادة من ناحية السينوغرافيا، إلا إن هذا العمل افتقر إلى هذه الدهشة البصرية، فكان الإضاءة بسيطة جداً لم تخدم العمل ولم تقدم له الكثير، ولم يكن هناك أفكار مبتكرة فيها، وربما بإمكاننا أن نعزوا أسباب ذلك إلى الرؤية الإخراجية للعمل، التي شملت الاشتغال على جميع زوايا ومداخل المسرح، إضافة إلى كثرة وتداخل المشاهد والممثلين، ما صعّب مهمة الإضاءة بشكل كبير، واكتفى مصممها أو المخرج، بأوامر إضاءة بسيطة تخدم حالة العمل العامة من ناحية تقنية، وليس من ناحية فنية.
كان هذا المحور الأساسي الذي عرضه المخرج التونسي "سامي النصري" بعمله "أرض الفراشات"، الذي قدمه مجموعة كبيرة من الممثلين التونسيين الشباب، وذلك ضمن تاسع أيام مهرجان الأردن المسرحي بدورته الثالثة والعشرين، والذي يقام بالمركز الثقافي الملكي بالعاصمة الأردنية عمان.
فلسطين وتونس.. "أرض الفراشات"
يطرح العرض مدى الارتباط التاريخي والقومي بين الشعب التونسي والفلسطيني، منذ ما قبل "نكبة 48" وحتى الوقت الحالي، وشعور التونسيين مع هذه القضية والقضايا العربية عموماً، من خلال الحراك الثوري والفني الذي ظهر ويظهر في البلاد الداعم لفلسطين والفلسطينيين، والمناهض للاحتلال الإسرائيلي في الجامعات والشوارع، وذلك من خلال عدد من اللوحات المنفصلة والمرتبطة معاً، التي تعرض مجموعة من أطياف الشعب التونسي، من يساريين وإسلاميين، من طلاب وفنانين، وحركات ثورية جديدة، كلٌ منها يحاول تقديم ما يمكن تقديمه للفلسطينيين، مروراً بعدة محطات تاريخية على المستوى السياسي والعسكري من جهة، ومن جهة أخرى على المستويات الفنية والفكرية.
حتى الكواليس صارت خشبة للتونسيين..
لا بدّ من التنويه بأن العمل التونسي "أرض الفراشات"، كان خارجاً عن المعتاد في الأعمال المسرحية، وكعادة التونسيين بتقديمهم لحالات مسرحية جديدة ومبتكرة، استغل العمل جميع زوايا وأطراف المسرح الرئيسي جميعها، وحتى الكواليس أيضاً، ولم يكتفِ فقط بالاشتغال على الخشبة لوحدها، كاسراً "الجدار الرابع" بين الممثلين والجمهور، بل زاد على ذلك بأن يكون الجمهور نفسه - بوعي أو بغير وعي- مشاركاً في العمل، لاعتماده على التجمعات البشرية التي خلقها بين الحاضرين وتفاعل الحاضرين أنفسهم مع العرض.
وجدير بالقول أن هذا الاشتغال على جميع مناطق المسرح، وبهذا العدد الكبير من الممثلين، كان له سلبياته، فحركة العمل السريعة، والحماسة الزائدة التي تطلبها الأداء من جهة، ومن جهة أخرى تداخل العديد من المشاهد ببعضها البعض بشكل غير منظم، خلق الكثير من الفوضى بحركة الممثلين، خاصة أن هذه الفوضى والانتقالات بين المشاهد بدت بأنها غير دقيقة أو محسوبة بالشكل الذي يتطلبه العمل، ما أفقد الجمهور بالكثير من الأحيان تركيزهم على مضمون المشاهد، وتسبب بضياعهم بين الشخصيات الكثيرة التي تم عرضها، فمن الخطورة أن تخلق كل هذه الشخصيات على الخشبة بدون أن تحسب دخولهم وخروجهم بانتظام، وأن لا تستطيع الفصل بين المشاهد المتداخلة بحلول إخراجية تشعر المتلقي بالاشتباك والانفصال فيما بينها بالوقت نفسه.
الأسماء لم تعد مهمة..
لم يعتمد العمل على شخصيات محددة بعينها ومكتوبة، بل اعتمد على تعددها داخل المجتمع التونسي، فلم تكن أسمائها مهمةً، بقدر ما كان دورها في الحياة، ما مكّن الممثلين من أداء عدة شخصيات بالوقت نفسه، وتقديم طاقة فنية عالية بتجسيدها، فمثلاً كانت معظم الانتقالات بين "الراهب اليهودي" إلى "المثقف اليساري" إلى "مناصر النظام" أو "الإسلامي" وغيرهم الكثير لدى الممثلين، تتم بفصل تام عن بعضها من ناحية تجسيدها، حتى وصل العمل عليها إلى أن يستطيع المتلقي قراءة تاريخ هذه الشخصيات كلٌ منها على حدة، ما أظهر عدداً من الممثلين الشباب الذين لديهم القدرة الكاملة على التعامل مع أدواتهم الفنية والمسرحية، والانتقال بين الحالات والانفعالات بحرفية عالية.
سينوغرافيا فقيرة..
رغم أن المدرسة التونسية في المسرح معروفة جداً بالمتعة البصرية التي تقدمها عادة من ناحية السينوغرافيا، إلا إن هذا العمل افتقر إلى هذه الدهشة البصرية، فكان الإضاءة بسيطة جداً لم تخدم العمل ولم تقدم له الكثير، ولم يكن هناك أفكار مبتكرة فيها، وربما بإمكاننا أن نعزوا أسباب ذلك إلى الرؤية الإخراجية للعمل، التي شملت الاشتغال على جميع زوايا ومداخل المسرح، إضافة إلى كثرة وتداخل المشاهد والممثلين، ما صعّب مهمة الإضاءة بشكل كبير، واكتفى مصممها أو المخرج، بأوامر إضاءة بسيطة تخدم حالة العمل العامة من ناحية تقنية، وليس من ناحية فنية.