الطفلة السورية «بانا العبد».. مُراسلة توثق يومياتها عبر تويتر

الطفلة بانا العبد
اقرأ لأنسى الحرب
تغريدتها التي أعلنت فيها عن الأيام الأخيرة لهم
والدة بانا تُساعدها في تويتر
احدى تغريداتها عن مدينة حلب
الرسالة الأخيرة
عند تحطم أحد أجزاء المنزل
نرسم انا واخوتي قبل ان تداهمنا الطائرات !
عند تحطم المنزل بالكامل وبقاء العائلة وسط الركام
دعونا نفرح وأوقفوا الحرب
10 صور

الطفلة «بانا العبد»، التي تبلغ من العمر 7 سنوات، وتعيش في الجزء المحاصر من مدينة حلب السورية، توثّق يومياتها في أجواء السِلم التي تعيشها مع عائلتها، وتنقل تفاصيل المشاعر السلبية التي تبثها الحرب؛ عبر حسابها في شبكة التواصل الاجتماعية « تويتر»، التي قامت بإنشائه في سبتمبر 2016.


الطفلة بانا، التي تملك أكثر من 140 ألف متابع عبر حسابها، تتشارك معها والدتها في التدوين عبر هذا الحساب وإرسال رسائل للعالم حول ما يحلّ من دمار في مدينة حلب جراء القصف الحربي.


فاطمة، معلمة اللغة الإنجليزية، 26 عامًا، والتي تملك ثلاثة من الأطفال: «بانا» و« نور، 5 أعوام» و« محمد، 3 أعوام»، وبسبب الغارات الثقيلة التي شهدتها حي مساكن هنانو في حلب الشرقية، وهي المنطقة التي تسكن بها العائلة، نشرت فاطمة الأحد الماضي تلك التغريدة، التي قامت بلفت أنظار العالم على ذلك الحساب، حيث قالت فيها: «الرسالة الأخيرة – تحت القصف العنيف الآن– لم أعد أستطيع الحياة بعد ذلك، عندما نموت واصلوا الحديث عن 200 ألف لا يزالون بالداخل، وداعًا، فاطمة».


وبالرغم من تخمينات البعض بأنّ هذه الرسالة الأخيرة لبانا ووالدتها، إلا أنّ فاطمة وبانا واصلتا التغريد، حيث نشرت والدة بانا صورة لابنتها وسط أجواء كئيبة يسودها بالظلام والغبار والأتربة، قائلة فيها: «الليلة ليس لدينا منزل، دمره القصف، وأنا وسط الأنقاض. لقد رأيتُ جثثًا وكدت أموت، بانا، حلب».


ووفقًا لما نقلته صحيفة التليغراف البريطانية، عن السيدة فاطمة، بأنّ الطفلة بانا توقفت عن الذهاب إلى المدرسة منذ أن دمرها القصف، لتنضم إلى مليون طفل سوري بلا تعليم، وتستعين والدتها حاليًا بالقليل من الكتب التي تبقت لديها؛ كي تقوم بخلق جو لأطفالها بعيدًا عن آثار الحرب.


بانا تريد أن تصبح معلمة مثل والدتها، ولكن الخوف يداهمها كلما ازدادت وتيرة الحرب، حيث غرّدت قائلة عن ذلك: «أريد السلام لأصبح مُدرّسة، ولكن هذه الحرب تقتلني!»، وصرّحت والدة بانا للصحيفة بأنّهم يعيشون حاليًا بلا مأوى في منزل أحد أصدقائهم، وجميعهم يقتاتون على المعكرونة والأرز، وأنّ الأطفال لم يتناولوا أكلا صحيًا منذ شهور، في ظل فرض الحصار على المنطقة.


كما أوضحت أنّها تهدف وابنتها، من خلال حسابها في تويتر، لنقل معاناة الأطفال في الحروب، بعيدًا عن الأوضاع والطوائف السياسية، وتجدر الإشارة إلى أنّ 500 ألف طفل سوري يعيشون الآن تحت الحصار، ويعانون من انقطاع إمدادات المواد الغذائية والمساعدات الطبية، وفقًا للجنة حقوق الطفل التابعة لهيئة الأمم المتحدة.