مابين رغبة الجهات الحكومية والأهلية في مكافحة التلوث، وبين ارتفاع أعداد الفرق التطوعية في الكويت، اتخذ فريق منحى آخر بمكافحة التلوث من خلال الفن وعبر الرسم على الجداريات.
ويمكن للمشاهد رؤية ذلك في العديد من المناطق، حيث امتدت ريشة هؤلاء الشباب لترسم صورًا ذات معان ثقافية أو وطنية أو اجتماعية أو تراثية، وحتى رسومات تعود بنا إلى الذاكرة من خلال رسم شخصيات متعددة ذات بصمة معينة تركت مكانها في وجدان الأجيال.
قال رئيس فريق جداريات التطوعي سليمان وليد الروضان: إن هدف الفريق هو تزيين الجدران التي أسيء استغلالها، وتقليص التلوث البصري في بيئة الكويت العمرانية، علاوة على خلق صلة وصل بين الفنانين والمتطوعين الشباب، وتشجيع الإبداع والفن، وإضافة قيمة جمالية إلى الأماكن العامة، مشيرًا إلى أن الرسالة التي يرغب الفريق بتوصيلها أيضًا عبر فن الجداريات هي إتاحة الفرصة للشباب لممارسة هواياتهم ضمن نطاق أوسع من الناحية الفنية، وإبراز تلك المواهب؛ ليلهموا غيرهم باستغلال الجدران برسائل معبرة ولوحات فنية ذات معنى وقيمة مضافة.
وأكد على أن الفريق يملك شهادة كفريق مسجل في وزارة الشؤون الاجتماعية (إدارة مبادر) وكل ما يحتاجه الفريق هو موافقة من أصحاب أو ملاك المباني التي توجد فيها جداريات أسيئ استغلالها، وهي من الصعوبات التي يواجهها الفريق، إضافة إلى الصعوبات المادية مما يعوق تحرك الفريق بطريقة أسرع وأسهل.
رسائل وتعابير
بدورها قالت عضوة فريق جداريات التطوعي هند فرانسيس: إن فن الجداريات يمتاز بتعبيره عن الأحداث المحيطة أو التاريخية، ويلهم المارة برسائله وتعابيره، ولا يعتبر هذا النوع من الفنون حديث الاكتشاف، بل له تاريخ طويل، وأن وصول فن الجداريات إلى الكويت ليس بالشيء الغريب، حيث كان أهل الكويت، ومازالوا كثيري السفر والترحال، ولم يقتصر استيرادهم من البلاد على المسائل التجارية بل أصبح ذلك يتعلق بالفكر والفنون، ومنها فن الجداريات، وها هو فريق جداريات يتبنى أصحاب الموهبة، ويوفر لهم جميع السبل التي تسهل عليهم رسم الجداريات.
من ناحيته قال الرسام أحمد العميري: إن تأثير الرسم في إيصال رسالة، أيًا كانت، أقوى من تأثير الكلمات؛ لأن الكلمات محصورة للقراء والرسم للكل، مضيفًا أن الرسامين يلجؤون إلى أكثر من وسيلة لإيصال رسالتهم، إما عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام، أو عن طريق جدارية ما.
من جهتها قالت الرسامة زهرة المهدي: إن فن الجداريات معروض على الساحة العامة، وهو فن يبرز نفسه بنفسه، وتعلق الجداريات عادة على الوضع السياسي والاجتماعي الحالي في البلد، وتعبر عن رأي شخصي أو فكرة أو ما شابه.