.. أخيراً حسم أمر فيلم "هل يصنع القتلة الدواء؟" لإيمان بن حسين

المخرجة إيمان بن حسين
المخرجة إيمان بن حسين تتابع أثناء التصوير
المخرجة إيمان بن حسين
بوستر فيلم هل يصنع القتلة الدواء؟
المخرجة إيمان بن حسين
المخرجة إيمان بن حسين
المخرجة إيمان بن حسين
7 صور
حسمت المخرجة التونسية إيمان بن حسين الجدل على الصراع الذي دار حول فيلمها الجديد "هل يصنع القتلة الدواء؟"، والذي سيعرض على قناة "الجزيرة" الوثائقية يوم 17 ديسمبر الجاري، ليجسد أحدث تجارب المخرجة إيمان بن حسين في مجال الأفلام الوثائقية الإستقصائية، والذي سعت من خلاله إلى الكشف عن مؤامرة مكتملة الأركان والعناصر إشترك فيها الولايات المتحدة وإسرائيل وشخصيات إعتبارية تونسية، مستغلين ضعف وفقر أحدى قرى تونس وحاجة ساكنيها للمال دون علم بما يخبيء لهم القدر أو المجهول.
وعلى الرغم من الحملات الإعلامية والضغوطات التي تعرض لها الفيلم إبّان عملية التصوير وقبل أن يخرج إلى النور وأثناء العمل عليه، إلّا أنه تجاوز مختلف تلك الصعوبات، ليكون عرضه المقبل الذي تمّ تحديده أبلغ رسالة رد على المشككين في المخرجة إيمان بن حسين وفريق عملها الفني.
وتضيف بن حسين قائلة: "لكن تبقى المشكلة هنا على من ستجرى هذه التجارب؟ لقد تمّ الاتفاق في سرية تامة مع معهد "باستور" بتونس لإجراء تجارب سريرية لهذا الدواء، وتمّ اختيار قرية في الجنوب التونسي معدمة فيها الحياة كلياً، واستغلوا أطفال هذه القرية، وقاموا بإجراء التجارب عليهم بمقابل مادي قيمته 50 ديناراً تونسياً، مستغلّين بذلك فقرهم المدقع، مع العلم أن القانون التونسي يمنع التجارب على القُصّر، سواء بمقابل مادي أو بدونه.و التجارب بدأت في 2002 وتواصلت إلى غاية 2014 في سرية تامة".
وتقول المخرجة إيمان إن الفيلم الذي عملت عليه قرابة العام من النوع الأفلام الاستقصائية هو الوثائقي والروائي الأهم بالنسبة لها، والذي يكشف مؤامرة أحيكت بين البنتاغون وأكبر مخبر أدوية إسرائيلي، وبين معهد "باستور" بتونس، الذي يشتغل تحت إشراف وزارة الصحة التونسية، وسوف يتبع عرضه الرسمي ملاحقات قانونية وقضائية لجميع المتسببين والمشاركين في المؤامرة غير الأخلاقية، والتي استغلت ضعف وجهل أطفال لتحولهم إلى فئران تجارب لصالح أهداف وغايات الذين قاموا على تلك التجارب غير الأخلاقية.
كما تحدّث بن حسين التي واجهت العديد من الإنتقاد والمحاربة والتصدي للحيلولة دون تصوير أو عرض الفيلم، فقالت: "إن إيماني بقضية هؤلاء الأطفال وكشف الحقيقة وتعرية المتسببين، كان يجب أن أصمت الفترة الماضية لأخرج هذا الفيلم من رحم المعاناة الحقيقية، والألم الذي واجهه الأطفال آن ذاك بسبب الجهل والضعف والفقر".
وكان الفيلم الذي يقوده في المقابل فريق من المحامين ومنظمات دولية وحقوق إنسان، ينتظر خروجه إلى النور للتحرك بالشكل الرسمي وبشكل دولي لمقاضاة المتسببين في تلك الجريمة، والمتعاونين مع تلك الجهات التي استغلت الأطفال في تلك القرية، لتحقيق الأهداف الحقيقة من التسجيل الوثائقي ومحتوى الفيلم.
وألمحت بن حسين التي عملت على إخراج وتنفيذ الفيلم بشكل إحترافي وبإسلوبها المهني في أعمالها السابقة، والتي تسعى فيها إلى تعرية الفاسدين وكشف الحقائق، فقالت: "إن ظهور الفيلم إلى النور والتحرّك العدلي والقانوني والحقوقي الذي سيتبع عرضه، هو أفضل رسالة يجب أن أوصلها إلى من انتقد قصة الفيلم، أو شكك في نزاهتي، والتي كانت وما زالت، ولله الحمد، في مكانها دون حراك لأجل الإيمان بداخلي، وأن القضية والحق الذي أبحث عنه لأصحابة أكبر من أن ألتفت إلى أعداء النجاح، أو إتهامات ظالمة طالت شخصي والعاملين معي في فريق الفيلم.
وعن مضمون وأحداث الفيلم تقول إيمان: "إن حكاية الفيلم بدأت أبّان حرب الخليج، وتحديداً، عندما أصيب الجنود الأمريكان بمرض جلدي لا يوجد له دواء، وبما أن القانون الفيدرالي الأمريكي يمنع التجارب على الجنود، فقد كلّف البنتاغون أكبر مخبر إسرائيلي يدعى تيفا لإعداد دواء تجريبي، وهذا ما قام به فعلاً ضد أبناء بلدي وأطفاله، ضاربين عرض الحائط بكل المفاهيم والأعراف والتقاليد الدولية وأنظمتها، مستهينين بالجسد العربي والطفل التونسي".
وأضافت بن حسين قائلة إن مجموعة من المحامين المتواجدين في الفيلم سوف يذهبوا بالقضية إلى أروقة المحاكم والمنظمات الدولية بعد عرضه مباشرة وبعد أن يراه المعنيين، حاملين معهم كل الملفات والمستندات لذلك، وقبلها صدقهم وقضيتهم التي لن يتخلوا عنها، على الرغم من كل العقبات، وأنهم سيعملون على التحرّك في الإتجاه الرسمي ضد المتسببين في الكارثة الإنسانية حتى يعود الحق لأصحابه، ويكشفون للعالم زيف وخداع هؤلاء المجرمين، فلن يصنع يوماً القتلة الدواء.
* هذا يعني أنك مقبلة على حرب ضدّ الفيلم وضدك شخصياً؟.
- ليس جديداً عليّ مثل هذه الحروب لأفلامي السابقة، فالفيلم الجديد"هل يصنع القتلة الدواء؟" فيه الكثير من المواجهات مع المتورطين في هذه العملية، من مسؤولين ووزراء، والمخبر الإسرائيلي، وفيه أيضاً إعترافات من قبلهم. فالشركاء في هذه الجريمة هم، البنتاغون وإسرائيل ووزارة الصحة في تونس، وقد التقيت مع وزراء حقيقيين قمنا بمواجهتهم واعترفوا بذلك، وهذا يعني أن الفيلم تحقيقي مدّته حوالي ساعة.
* لماذا لا تقومين بفضهحم من خلال نشر صور الأطفال قبل عرض الفيلم؟
- لو نشرت صور الأطفال قبل عرض الفيلم ستحدث ثورة في تونس، لأن الأطفال من سيدي بوزيد، المكان الذي قامت منه الثورة، وهم يجهلون أنهم كانوا حقل تجارب للدواء. صدقني سيحرقون البلد، فأنت ليس لديك فكرة على كميّة الخطر التي في الفيلم، لدرجة أن البنتاغون عمل حظر لموقع usmmd التابع لوزارة الدفاع الأمريكية بعدم رؤيته في تونس بعد أول مواجهة، وهو الموقع الذي حصلت منه على الكثير من الوثائق والمعلومات. صحيح أن الأطفال الذين أجريت عليهم التجارب سيظهرون في الفيلم، لكن عندما أكون خارج تونس يوم العرض. هذه أمانة في عنقي لأرجاع حق شعبي، لكن الخطر الكبير عليّ وعلى الفيلم لو نشرت صور المشاركين في الفيلم من وزراء وأطفال ومشاركين في الجريمة.
*على من سترفعين القضية بالضبط؟
- الفيلم فيه أكبر المحامين من أمريكا وتونس والجزائر وبريطانيا. وبعد أول عرض للفيلم سيتولى محامو الفيلم رفع قضية في تونس أوﻻً، لمحاسبة كل من ساهم في هذه التجاوزات، ولن يقع استثناء على أحد من مسؤولين ووزراء. ثمّ رفع قضية أخرى في المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة وزارة الدفاع الأمريكية، والمطالبة بتعويضات للأشخاص الذين تمّت عليهم التجربة. ومن أبرز المحامين المشاركين في الفيلم، المحامية هاريوت واشنطن، وهي أشهر من نار على علم في أمريكا، وقد اتهمت الجيش الأمريكي إتهاماً مباشراً في إستغلاله أطفال تونس.