التوأمان روح واحدة في جسدين قد لا تستطيعي التمييز بينها، ليس صورياً فقط، ولكن روحياً أيضاً، حيث يجمعهما رباط خفي في علاقتهما منذ بداية تكوينهما، وتربية التوأمين ليس بالأمر الهين، وما يزيده صعوبة تعامل الأم معهما، والتي دون أن تشعر قد تميز أحد التوائم عن الآخر لاختلاف نفسياتهما والأقرب في التعامل معها، فتنجذب الأم له لا إرادياً دون الشعور بذلك، ولكن من يشعر هنا هو التوأم الآخر الذي بجانبه، حيث يقع في أزمة التفرقة بينه وبين شريك عمره توأمه.
ولأن الوضع المفترض في تعامل الأمهات مع الأبناء التوائم أن يصب دائماً في التربية والتعامل العادل مناصفة، تناقش أخصائية التربية وتعديل السلوك منال كساب في ما يلي الطريقة التي توازن بها أم التوأمين تعاملها معهما والأساليب التي تشعر الطفلين بالتفرقة:
أمور تظهر تفرقة الأم في التعامل:
• دون انتباه تلجأ الأم إلى المقارنة والتمييز بين التوأمين في تصرفاتهما أو مستواهما الدراسي، كذلك تعاملهما مع الآخرين، فتثني على أفعال أحدهما معاتبة الآخر أو مهمشة له كأن تقول الأم: شقيقك في نفس عمرك وأفضل منك دراسياً، وأنت فاشل، لماذا لا تكون مثله؟ بجانب ما يصاحب ذلك من تمييز في التعامل، الأمر الذي يصب في صالح الأفضل منهما دائماً.
• اختلاف طبائع التوائم يجعل هناك من ترتاح له الأم أكثر وتميل له، فهذا حنون أكثر، وهذا مهذب أكثر من أخيه، وهذا ينصت لها ويفعل ما تريده، لتجد نفسها تنسحب بعواطفها الواضحة مائلة عن التعادل في إظهار التقرب.
• عدم العدل في التأديب بتغاضي الأم عن أخطاء أحد التوأمين وعدم تأديبه بنفس العقاب الذي يفرض على الآخر.
عواقب التفرق بين التوأمين
• يشعر الطفل بأنه منبوذ حاملاً بداخله الكراهية والانطواء والعدوانية.
• تبرز مشاعر الأنانية والتسلط عند التوأم المدلل بزيادة عن أخيه.
• التمرد والاتجاه إلى الطريق الخاطئ من قبل التوأم الفاقد للاهتمام.
• ظهور عقدة النقص واحتقار الذات.
• قطع حبل الوئام الخاص والمميز بين التوأمين.
ما يجب على أم التوائم مراعاته في تعاملها مع توأميها: على الرغم من التشابه في التعامل والاتفاقات التي قد يتمتع بها التوأمين فيما بينهما، إلا أن لكل منهما هوية تميزه عن الآخر، وهذا أمر هام يجب على الأم الانتباه له بإفساح مجال واسع لجعل كل توأم يظهر شخصيته المنفردة عن أخيه دون اللجوء للميل لأحدهما، ولكن التعامل مع كل شخصية على حدة وبما يميزها، ولضبط هذا الجانب مبتعدة عن التمييز والتفرقة بين التوأمين ينصح بما يلي:
بناء شخصية مستقلة بحسب القدرات: على الأم معرفة قدرات كل طفل على حدة ومعرفة جوانب قوته وضعفه ومميزاته وسلبياته لتتعامل مع كل طفل بما يتناسب معه، فإذا كان أحدهما يبرع في الأنشطة الرياضية والآخر الفنية، يتم توجيههما إلى ما يناسب ميولهما دون الضغط لمشاركة ذات الهوايات التي يبرع فيها أحدهما دون الآخر، لكن الجميل تنمية مهاراتهما بحسب قدراتهما والثناء على كليهما، وتقدير الفروق الفردية للتوأمين ومراعاة اختلاف شخصياتهما دون غضب أو تفرقة.
الحد من التنافس: بالتأكيد سيحاول التوأمين التنافس لجذب الانتباه لهما والتقرب أكثر إليك، هنا يجب على الأم أن تحد من التنافس بالتقرب من التوأمين بعدل وتخصيص وقت مساوٍ تقضيه الأم مع الطفلين كل على حدة ليشعر كل واحد منهما بأنه محط اهتمام والدته وحبها.
كشف حقيقة الاهتمام: في حال مر أحد التوأمين بظرف مرضي أو مشاكل نفسية أو تعليمية، ويستوجب تقديم اهتمام الأم المتزايد له، على الأم إخبار أخيه التوأم بما يعانيه وما يتطلبه من مساعدة له وتشجيعه على مساعدتها لإبداء العون والحب له، وليشعر التوأم الآخر بأنه جزء من مشاركة والدته في تحمل مسؤولية أخيه.
إيجاد سبل التعاون: من الهام بث روح التعاون والمحبة بين التوأمين من خلال تكليفهما بمهام جماعية يتحمل كلاهما المسؤولية بها ويعتمدان على بعضهما البعض.
تجنب الانتقادات: الابتعاد عن ذكر السلبيات والانتقادات الدائمة وتسليطها على أحدهما وتجريحه ومعاتبته أمام توأمه، بل يفضل مناقشة ذلك معه على انفراد.
العدل في العقاب والثواب: تطبيق التعليمات على الجميع دون اتباع طرق مختلفة في العقاب والثواب بين التوأمين ودون وضع استثناءات لأحدهما.
عدم التفرقة بحسب الجنس: إذا كان أحد التوأمين ذكراً والآخر أنثى، قد تتم التفرقة بينهما بحسب الجنس، فيعطى للذكر مجال مفتوح أكثر من الأنثى، وتوضع عليها القوانين، فينشأ تناقض أسري وعدم توازن سلوكي بين التوأمين، ولكن يجب هنا معاملة التوأمين بعدل بما يتناسب مع شخصياتهما وليس نوعية جنسهما.
