اهتم البشر على مر التاريخ بتخليد موتاهم، وهو ما دعاهم إلى الحرص على إنشاء وتشييد المقابر بشكل ملفت للنظر كنوع من التقدير لهذا الشخص، كما عمد البعض إلى تشييد مقبرته والإشراف على بنائها أثناء حياته لكي تخلد ذكراه وإنجازاته، ومازالت إلى وقتنا الحالي العديد من تلك المقابر شاهدة على الأزمنة والعصور التي عاصرتها، وأصبح العديد منها الآن مزاراً سياحياً مميزاً.
وفي ما يلي نلقي الضوء على بعض تلك المقابر التي تم تشييديها بطرق فريدة من نوعها:
مقبرة محبت في الهند: على طول طريق مزدحم في قلب مدينة جوناغاد تكمن واحدة من المقابر الهندية الفريدة من نوعها، والتي شيدت في عام 1878 لرئيس النبلاء في محكمة نواب محبت خان الثاني من جوناغاد، وتطلب بناؤها أكثر من عشر سنوات، وتم وضع منحوتات على واجهاتها الداخلية والخارجية، إضافة إلى العديد من الأقواس الجميلة والنوافذ على الطراز الفرنسي والأعمدة والمداخل من الفضة، وصممت كل مأذنة من أعلى إلى أسفل مع سلالم متعرجة.
ضريح فلاديمير لينين: يعرف أيضاً بقبر لينين، وهو الضريح الذي يرقد فيه جسد لينين المحنط منذ وفاته عام 1924 حتى الآن، وقد تم نقله إلى عدة أماكن خلال الحرب العالمية الثانية ضماناً لسلامته، ويقع الضريح وسط موسكو في الساحة الحمراء، الضريح مشيد بهياكل الكرانيت الضخم، ومصممه هو اليكسي شتشوسيف، والذي قام بتصميمه على نمط الأضرحة التقليدية القديمة.
في البداية، رفض البعض رقود لينين في هذا الضريح ودفنه في سانت بطرسبرغ بجانب قبر والدته، لكن البلاشفة رفضوا ذلك، وقرروا تحنيط الجثمان ووضعه في الضريح حتى يبقى مزاراً لكل المؤمنين بفكر لينين ونضاله.
ضريح نيكولاس كيج: هو ممثل ومنتج أفلام أمريكي، بدأ مسيرته الفنية عام 1980، حاصل على الجائزة الأكاديمية في الفنون السنيمائية، وقد عمل أيضاً في الإنتاج والإخراج، وله عدة أفلام كتبها بنفسه، وفاز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل في 1995 عن فيلم "مغادرة لاس فيغاس"، وقام ببطولة عدة أفلام طوال مسيرته السينمائية، وأنشأ قبره على شكل هرمي بطول 9 أقدام في إحدى المقابر القديمة في نيو أورلينز.
قبر انريكي توريس بيلون: هو أحد السياسيين البارزين في بيرو ورئيس مجلس الشيوخ (1957-1958) ، عقب وفاته دفن بجانب كنيسة سانتياغو أبوستول، حيث وضع ضريح انريكي توريس بيلون في صومعة من العظام البشرية بجانب زوجته، صممت وبنيت المقبرة في منتصف القرن 20، وتحيط بها بقايا هياكل من أسلافهم في المدينة، وتعد من أغرب المقابر في العالم؛ نظراً للعدد الهائل الذي تحتويه من جماجم وعظام الموتى.
كانت بعض الحضارات تغالي في تزيين مقابر الملوك كما كان يصنع المصريون القدماء، مثل: مقبرة توت عنخ آمون، وأكبرها هي الأهرامات الموجودة في بقاع عديدة من العالم، ولا تقتصر المقابر على الاستخدام الآدمي فقط، بل تتخذ بعض الحيوانات المقابر لأنفسها كما تفعل الأفيال.
وتعد مقبرة وادي السلام التي تقع في النجف جنوب العراق أكبر مقبرة في العالم، حيث تضم أكثر من سبعة ملايين قبر، ويتم الدفن في المقبرة منذ أكثر من 1400 سنة، وهي في قائمة التراث العالمي لليونسكو، وتغطي المقبرة مساحة قدرها 6 كيلومتر مربع، أي ما يعادل 1485 فداناً.