من المؤكد أن كل من شاهدوا دموع غادة عادل وهي تودع والدتها قبل أن تكمل عامها الرابع، لم يتوقعوا أن تحقق كل هذا النجاح، فوسط حياة تقود كل ظروفها للفشل على الأقل بمسيرة الفن، كانت دعوة الأم حاضرة لتفتح كل الأبواب المغلقة أمام غادة التي ستتذكر اليوم وهي تحتفل بعيد ميلادها الثاني والأربعين كيف قهرت المستحيل وباتت النجمة الأكثر استحقاقاً للقب "صانعة المتناقضات".
يعلم الكثيرون أن غادة ولدت ونشأت بمدينة بنغازي الليبية ولكنها احتفظت طويلاً بسر أنها لا تتمتع بالأصول المصرية فهي مولودة لأم من أصل سوري وهي شقيقة النجمة المعتزلة شمس البارودي، وأب من أصل فلسطيني ومع هذا نجحت خلال سنوات قليلة في التحول لواحدة من أيقونات الجمال وخفة الدم المصرية بالسينما العربية.
الحياة مع زوجة الأب في المجتمع العربي مقدمة واسعة للفشل، ولكن صانعة المتناقضات حطمت هذه الفكرة رغم أنها انضمت لرعاية زوجة الأب قبل أن تكمل عامها الرابع بعد الرحيل المباغت لوالدتها، والمثير أن الوسط الفني ظل يتعامل مع زوجة الأب وكأنها الأم الحقيقية لغادة عادل وأصرت على قبول العزاء فيها عندما توفت عام 2010.
يضم تاريخ النجمات المصريات العشرات من الفنانات اللواتي حرمن أنفسهن من نعمة الأمومة رغبة في الحفاظ على النجومية، بعدما ساد معتقد داخل الأوساط الفنية أن غياب الفنانة بسبب متاعب الحمل ومن بعدها مصاعب رعاية الأطفال يجبرها على الانتقال لخانة الأدوار الثانية، ومن ثم الابتعاد عن قمة الأضواء، ولكن هذا كله لا يسري على النجمة غادة عادل التى كررت تجربة الانجاب خمس مرات ورزقت خمسة أبناء وهم: محمد، مريم، عبدالله، حمزة، عزالدين، وبكل مرة تعود للنجومية أكثر من سابقتها!!
زواج النجمة الشابة من مخرج شاب علاقة تسودها التوتر غالباً داخل الوسط الفني وتنتهي بالطلاق أو الاحتكار، مثلما حدث مع القديرة نبيلة عبيد وعاطف سالم أو فاتن حمامة وزوجها عز الدين ذو الفقار والنجمة نيللي والمخرج حسام الدين مصطفي، ولكن هذا أيضاً لم يحدث مع غادة عادل وزوجها مجدي الهواري الذي اكتشفها وصنع نجوميتها ولكنه احترم رغبتها فى الابتعاد عن أعماله والبحث عن التنوع مع مخرجين آخرين، كما احترمت هي حقه في اختيار نجمات أخريات لبطولة أعماله.
النصيحة الذهبية لأي وجه شاب يرغب في صنع شعبية بعمله الأول هي الابتعاد عن أدوار الشر أو الانحراف خاصة لو كانت فتاة جميلة مثل غادة عادل، ولكن المفاجأة أن دورها الشرير جدا بفيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية" كان مفتاحها لقلوب الجمهور ومن بعده دورها كفتاه عابثة بفيلم "الباشا تلميذ".
غادة عادل مرت بحياتها بكل "الظروف والأخطاء الكارثية" الكافية لاهدار أي فرصة لصنع النجومية، ولكنها فعلت المستحيل وحققت عكس كل ما يمكن توقعه .. وأظنها دعوة "الأم" التي لا زالت تفتح لها أبواب النجاح وتجعلها بحق صانعة المتناقضات.