يقتل وباء الملاريا كثيراً من الناس سنوياً، ووفقاً لإحصاءات السنة الماضية، فإن الوباء قتل حوالي 500 ألف شخص غالبيتهم الساحقة في القارة الإفريقية، ولهذا السبب يشارك عدد من المتطوعين في بوركينا فاسو في تجربة علمية مهمة، تهدف إلى ابتكار صابون مضاد للبعوض من شأنه القضاء على الوباء.
ويراقب الباحث البوروندي الشاب صاحب هذه المبادرة جيرار نيونديكو، سلوك 100 بعوضة في المركز الوطني للبحث والتدريب في واغادوغو، وعن ذلك يقول: "كلها إناث جائعة". وينتظر المتطوعون التعرض إلى اللسعة غير أن السائل الدهني ذا الرائحة القوية الذي يوضع على الجلد يقيهم من أفواج البعوض.
ويجري جيرار تجارب منذ شهر يونيو لتقويم فاعلية "المكوِّنات النشطة التي من شأنها إبعاد البعوض. ولاتزال تركيبة هذا المنتج سرية غير أنها تتكون من زيوت أساسية مصدرها نباتات محلية وإفريقية لتقليص تكاليف الإنتاج، وأتت الفكرة بسبب الأضرار الجسيمة للملاريا رغم توزيع أعداد كبيرة من "الناموسيات". ويشير نيونديكو إلى أن "الناموسية توفر حماية خلال النوم غير أنها تزيد الشعور بالحر، وليس لدى السكان الأكثر عرضة للسعات البعوض القدرة على شراء مواد طاردة لها، وتحمي فيما تبقى من الوقت".
ويؤكد الباحث أن الصابون يكافح "وقائياً" الملاريا، ما يتيح "إنقاذ هؤلاء الناس غير المستعدين، أو غير القادرين على إنفاق مبالغ أكبر كي يحموا أنفسهم"، ويضيف: "هدفنا ليس تحقيق مكاسب مادية"، بل "نريد إنقاذ أرواح 100 ألف شخص بحلول عام 2020". مسترجعاً شعار هذا المشروع الطموح الذي يستهدف البلدان الأكثر تضرراً نتيجة الملاريا في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، وبينها بوركينا فاسو.
وذكر الشاب الثلاثيني أن "الملاريا يقتل طفلاً كل دقيقتين" في غرب إفريقيا. ومن أصل 214 مليون شخص كانوا يعانون من الملاريا عام 2015، سُجلت 88% من الحالات في إفريقيا وفق آخر تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، ومن هؤلاء 438 ألفاً توفوا، فيما الأطفال هم الأكثر عرضة لهذا المرض.
ابتكار صابون يقي من "بعوض الملاريا"
- أخبار
- سيدتي - عهد العتيبي
- 28 ديسمبر 2016