الحياة مزيج من الأسود والأبيض، مزيج من الفرح والحزن، ولا يوجد شخص يعيش حياة كاملة مليئة بالتفاؤل والجمال، فالحياة ليست صفحة بيضاء فقط، وهناك بعض الأشخاص الذين يغلب على حياتهم الحزن والألم وما يعرف بالتشاؤم أحياناً، وعندما تتوجه لهم بالسؤال حول سبب التشاؤم، تجد ألسنتهم تقف ولا تجيد الحديث، وربما يبحثون عن علّاقة يضعون عليها سبب ذلك متكئين على خرافات جعلت هذه الأمور مصدر تشاؤم.
وإذا كنت من هؤلاء، دعينا نستعرض معك بعض الأمور التي تكون أحياناً سبباً لتشاؤم بعض الشعوب، كما سندلك على السبب الذي دعاهم لاعتبارها مصدر تشاؤم، فتابعي معنا السطور التالية:
بداية لابد لنا أن نعرف لك مفهوم التشاؤم، وهو عبارة عن حالة نفسية أساسها اليأس والنظر إلى الأمور من وجهة نظر سلبية.
أسباب التشاؤم عند بعض الشعوب
هناك عدة أسباب تدعو البعض للتشاؤم، والتي سنستعرض بعضها في ما يلي:
" الرقم 13: قد يثير هذا الأمر بعض الاستغراب، ولكنه حقيقي، حيث أن الكثير من الأوروبيين يدعوهم الرقم 13 إلى التشاؤم، فنجد غرف الفنادق لديهم تفتقد أرقامها للرقم 13، كما أن بعض الأمريكيين يتشاءمون من هذا الرقم، حيث تخوفوا من إطلاق المكوك الفضائي أبوللو 13 فقط لأنه يحمل هذا الرقم، ويعود سبب التشاؤم منه حسب ما ذكره المؤرخون إلى قصة العشاء الأخير، حيث كان يهوذا الخائن للسيد المسيح هو الشخص المدعو صاحب الرقم 13، وهناك من يربطه بالأعمال السحرية والشعوذة والشياطين.
" البومة: عندما كانت جداتنا يسمعن صوت البومة في المساء، يدعون الله بدرء الشر، وكأنها مصدر نحس وشر، وهي أيضاً رمز للتشاؤم عند العرب، وربما يعود السبب في ذلك إلى أن البومة تسكن نهاراً في الأماكن المهجورة والمخيفة، ولا تظهر للعلن إلا في الليل.
" توجه الطائر نحو اليسار: ربما هو أمر غريب بعض الشيء، إلا أنه حقاً حدث في الجاهلية، فكان العرب إذا أرادوا القيام بشيء ما يطلقون طائراً نحو السماء، وكان توجه هذا الطائر نحو اليمين دليلاً حسناً ومشجعاً على القيام بما أرادوا، أما في حال توجهه إلى اليسار، فذلك نذير شؤم يدعوهم لتأجيل عملهم ليوم آخر.
" الغراب: ليس البومة وحدها من تدعو للتشاؤم، بل الغراب أيضاً، ويعود السبب في ذلك إلى ارتباط اسمه بالقتل في قصة ابن سيدنا آدم لأخيه، حيث قدم الغراب وأخبره بطريقة دفن الجثة.
" السير تحت سلم خشبي: لا تتعجبي سيدتي، فهناك فعلاً من يتشاءم من السير أسفل سلم خشبي مركون من أحد جانبيه على حائط ومن الجانب الآخر على الأرض، ويعود السبب في ذلك إلى أن السلم كان يستخدم بهذه الوضعية في العصور الوسطى لإعدام الأهالي الأبرياء، حيث كانوا يربطون حبلاً في إحدى درجات السلم، ويشنقون به الشخص المراد.
" إشعال 3 سجائر من عود ثقاب واحد: في الحرب العالمية الأولى كان معظم وقت الجنود يقضونه في الخنادق، وكان عود الثقاب هدفاً واضحاً ومرئياً، فيشعل الجندي سيجارته، ثم يشعل زميله الثاني بنفس العود، وما أن يصل العود للزميل الثالث، يكون العدو قد أحكم التصويب فيصيبه، وهذا الأمر جعل إشعال 3 سجائر من عود ثقاب واحد مصدر شؤم للكثيرين.