"أريدها لي.. إنها لعبتي.. لن أشاركه بها"، بكاء وصراخ وأصوات تعلو في المكان، طفلان يتشاجران ويتعاركان بالأيدي.. كل واحد منهما يريد لعبة الآخر ولا يريد مشاركة غيره بألعابه، إنها الأنانية لدى الطفل، وهي أسلوب يشكو منه الكثير من الآباء، إذ يسبب لهم الحرج بشكل كبير، كما أنه يسبب الضجر لهم لعدم مقدرتهم على التعامل الإيجابي مع طفلهم.
توقفي عزيزتي عن حيرتك تلك وتساؤلاتك حول كيفية التعامل مع طفلك الأناني والأسباب التي جعلته يمتلك هذه الصفة الغير محبذة لدى الكثيرين، فـ"سيِّدتي نت" سيساعدك على تقويم هذا السلوك لدى طفلك، إذ سيقدم لك شرحاً وافياً عن هذا السلوك لتكوني على علم ودراية بمعنى "الأنانية"، والأسباب التي جعلت طفلك أنانياً، وبعض النصائح لعلاج هذا السلوك، ما عليك سوى متابعة السطور التالية:
من هو الطفل الأناني؟
الطفل الأناني هو من يقدم مصلحته على كل شيء ولا يبالي بمصالح الآخرين، واهتمامه منصب على نفسه، أما نظرته للآخرين فهي نظرة سلبية بعض الشيء، ولا ينتمي للجماعة، كما أنه يجد صعوبة في علاقته مع أقرانه.
الأسباب التي تجعل الطفل أنانياً
هناك عدة أسباب تجعل الطفل أنانياً، ومنها:
الدلال: الأسرة هي العامل الأساسي في تنمية هذا السلوك لدى الطفل، ويكون ذلك من خلال تقديم الدلال والحماية الزائدة له وإبعاده عن أي موقف مزعج وتلبية جميع رغباته، الأمر الذي يعمل على تنشئة طفل غير قادر على تطوير ذاته أو تنمية قوة الاحتمال لديه، مما يقوده نحو الأنانية.
المخاوف: خوف الطفل من الكثير من الأمور كمخاوف الرفض أو الابتذال يجعله يشعر بالغضب والفزع، فيتمركز حول نفسه ويصبح مهتماً بسعادته وسلامته الشخصية متجنباً الآخرين، وهو ما يجعله يميل إلى الأنانية، لذلك فهو لا يهتم بالآخرين، ودائماً لديه شعور بالقلق والتهيج، وهو متقلب الأطوار، ويفتقد للثقة بالنفس.
عدم النضج: إذا كان طفلك لا يتقيد بالاتفاقيات المبرمة بينكما ولا يتحمل أي نوع من المسؤولية ويريد امتلاك الشيء الذي يريده في الوقت الذي يراه مناسباً، فهو طفل غير ناضج، مما يؤدي به إلى التصرف بأنانية، وهناك أسباب تعرقل وصوله إلى مرحلة النضج، منها: الإعاقة، صعوبات اللغة، اضطرابات النمو.
نصائح لعلاج السلوك الأناني لدى الأطفال
لابد أن سلوك طفلك أزعجك كثيراً، ولكن يمكنك التخلص منه من خلال النصائح التالية:
1. علمي طفلك معنى العطاء من خلال جلب كيس من الحلوى واطلبي منه توزيعها على رفاقه في المدرسة أو أخوته.
2. اعملي على تنمية ثقته بنفسه عن طريق الثناء على سلوك مرغوب يقوم به.
3. لا تتردي في تنمية المشاركة الاجتماعية لدى طفلك وحب الغير، وذلك من خلال إشراكه في الألعاب الرياضية الجماعية كالسباحة وكرة القدم وكرة السلة، واطلبي منه التطوع في الأنشطة الاجتماعية لكي يزداد لديه الشعور بالعطاء .
4. تجنبي الإهمال والتدليل الزائد للطفل.
5. علميه احترام الآخرين والتعاطف معهم وتقدير ظروفهم.
التصرف في المواقف التي تظهر بها أنانية طفلك
إذا واجهتِ أنانية طفلك في أحد المواقف، اتبعي النصائح التالية لكي تخرجي من المأزق وتتخلصي من هذا السلوك لدى طفلك:
• انفردي به جانباً، وانزلي إلى مستواه بجسمك، وتوجهي له بالسؤال حول سبب عدم رغبته في مشاركة الآخرين، فمن الهام معرفة السبب، وبمعرفته تكونين قد وصلت إلى بداية الحل.
• تبادلا الأدوار واجعليه يتخيل مشاعر الطفل الآخر، وقومي بتأدية دور الطفل الأناني، ثم اسأليه عن السلوك الذي سيقوم به.
• اتفقي معه على عقاب عندما يتصرف بأنانية، وكافئيه وقومي بالثناء عليه عندما يكون مشاركاً.