تثير قصص الفقراء الذين تحولوا إلى أثرياء إعجاب الكثيرين، وقد نتذكر منها قصة «أوبرا وينفري» التي تحولت من ابنة خادمة في المنازل، ترتدي أثوابًا مصنوعة من أجولة البطاطس، إلى أول مليارديرة عصامية سوداء في أميركا. ومن العرب قصة سليمان الراجحي، الذي كان يملأ «الكيروسين» في قوارير ليبيعها، إلى مالك أنجح المشاريع المصرفية، ومنها «مصرف الراجحي»... وغيرهما الكثير الكثير..
ولكن أن يتحول المتسولون أيضًا إلى أثرياء من جيوب الآلاف من الناس؟ هي قصص قد تكون مدعاة للاستغراب أكثر.
حتى السياسة دخلها المتسولون، فحين أصبح «تيد ويليامز»، الذي يبلغ من العمر 53 عامًا، والذي كان متسولا يقطن في خيمة في إحدى جنبات طريق مدينة كولمبوس، في ولاية أوهايو الامريكية، أصبح مليارديرًا. ومرشحًا مستقلا رئاسيًا للانتخابات الأمريكية لسنة 2016... وجدت الصحافة قصته مادة دسمة لجذب القراء والإعلانات التجارية، ربما لأن قصة تيد السياسي المتسول هي الوحيدة التي شاعت في عالم السياسة.
متسولون يخفون ثرواتهم
نحو نصف قرن في التسول.. أمضتها الكفيفة (عيشة) في حي بمدينة جدة السعودية إلى أن ماتت، اكتشف الجيران تحت مخدة سريرها ثلاثة ملايين ريـال ومجوهرات وجنيهات ذهبية بقيمه مليون ريـال. فضلا عن 4 عقارات سكنية!
وكانت صدمة سكان مدينة بني سويف، جنوب العاصمة المصرية القاهرة كبيرة؛ عندما علموا أن المتسول ذا الملابس الرثة والجسد النحيل الذي عاش بينهم لسنوات طويلة، يمتلك كنزًا يقدّر بـ3.5 مليون جنيه في البنك، وعمارتين سكنيتين في مدينة الجيزة. يومها تحسروا حتى على الأطعمة التي كانوا يتصدقون بها عليه ليسد بها جوعه.
هذا المتسول اكتشف أمره عندما كان على باب أحد البنوك يجمع مبلغًا من العملاء، فتعرف عليه أحد موظفي البنك، الذي كشف للناس أنه ياتي كعميل له حسابات في البنك.
وعندما انبعثت الرائحة من بيت متسول في ولاية «وهران»، اكتشف الأهالي أنه جثة هامدة، وبجانبه أكياس من النقود المعدنية بلغ وزنها قنطارًا و70 كيلوغرامًا من فئات مختلفة.
رفاهية التسول
في دبي، فوجئت الشرطة بمركبات فارهة يمارس مالكوها «التسوّل»، فهم يتنقلون بواسطة مركبات فارهة مع أفراد أسرهم، ويدعون بأن السبل انقطعت بهم ويحتاجون المساعدة.
فلا يتوقع من يساعدهم أنهم محتالون... هذا عدا الذين تمت ملاحقتهم؛ لتكتشف الشرطة أنهم ينزلون في فنادق 5 نجوم، وحقائبهم مليئة بثياب الماركات العالمية.
سرقة مشروعة
كل هذه القصص وغيرها الكثير، جعلت من المتسولين أشخاصًا دسمين للسرقة، يتتبع السارقون خطواتهم ويعرفون عنهم بعد ملاحقتهم لأيام ربما ما لا تعرفه الشرطة، ولكن ماذا إذا اشتكى المتسول للشرطة؟
هذا ما حصل مع متسولة في بلدة بير نبالا، جنوبي رام الله، التي تقدمت ببلاغ بأن مجهولين دخلا منزلها وسرقا مبالغ مالية تقدّر بـ200 ألف دولار أميركي، وألف دينار أردني، وعندما تمكنت الشرطة الفلسطينية من القبض عليهما... قال أحدهما: «أنا بريء... فالسارق من السارق كالوارث من أبيه»!
بعدها اشتعلت التغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي، بروح الفكاهة، فمغرد طلب من المتسولة قرضًا ماليًا بفوائد أقل من المصارف، وأخرى تساءلت إن كانت تلك المتسولة تبحث عن سكرتيرة لإدارة أعمالها. وقد قرر آخرون ترك أعمالهم ودراستهم وتعلم مهنة التسول.
وعلّق كثيرون مؤكدين أن الأزمة المالية التي يعاني منها الفلسطينيون ليست حقيقية، فمجرد متسولة تملك ٢٠٠ ألف دولار.
فيما كثرت التساؤلات، ليس بسبب حجم المبلغ المسروق، وإنما بالاستفسار: «لمن تعود النقود؟ وهل السارق من السارق كالوارث من أبيه؟».