لم تكن الحفلة التي أحياها ثلاثة من نجوم الغناء والطرب مساء (الاثنين 30 يناير) عادية، بل كانت مميّزة بكل المقاييس، فيكفي أنها سجّلت عودة الحفلات الغنائية بعد سنوات من الغياب عن عروس البحر الأحمر (جدة)، والتي توقفت بعد آخر حفلة أحياها الفنان محمد عبده بتاريخ 2 أغسطس عام 2009م. وقد استطاع الفنان محمد عبده أن يدخل البهجة والسرور إلى قلوب ونفوس حوالي ثمانية آلاف شخص، هم، تقريباً، الذين حضور الحفلة، التي نظّمتها شركة "روتانا" للصوتيات في الصالة "المغطاة" بمدينة الملك عبد الله الرياضية (الجوهرة)، بقيادة فنان العرب محمد عبده ورابح صقر وماجد المهندس.
ومن منطلق معرفتنا بالزحام الذي سينتج عن العدد الكبير من الحضور، وصلت "سيدتي نت" عند الساعة الخامسة عصراً، لتكون أول وسيلة إعلامية تصل إلى موقع الحفل وتتابع بروفات الفرقة الموسيقية على الهندسة الصوتية لجميع الآلات الموسيقية والإيقاعات.
حوالي الساعة السابعة وصل رئيس "روتانا للصوتيات والمرئيات" سالم الهندي ليتابع بنفسه كل التجهيزات والاستعدادت، إلى جانب استقبال الشخصيات والفنانين حتى اعتلائهم خشبة المسرح وبعد انتهائهم من الغناء.
بعد استقبال سالم الهندي للفنان محمد عبده كان الإعلاميون في استقباله لالتقاط الصور والحديث معه، حسب الاتفاق المسبق، لكن ضيق المكان المعدّ لوقوف الفنان محمد عبده أمام الـ "ستاند" والعدد الكبير من المصورين والإعلاميين وهجومهم على الفنان محمد عبده حال دون تحقيق ذلك، مما اضطر معه سالم الهندي لاصطحاب الفنان محمد عبده دون السماح لأحد بالتقاط الصور أو الحديث معه.
مع صعود قائد الفرقة المايسترو وليد فايد إلى المسرح وإعلان الإذاعيين خالد عبد العزيز ويزيد الراجحي (من راديو روتانا أف أم) عن اسم الفنان محمد عبده وإطلاته على المسرح حتى تعالت أصوات الجماهير مرحبة به، مع بدء عزف الموسيقى، لينطلق الفنان محمد عبده ويشدو بتسع أغنيات هي: "صوتك يناديني"، "أخت النهار"، "هيا معي"، "يا راحلة"، " الله عليها عودت- مزعلة النسا"، "أرفض المسافة"، "أشوفك كل يوم وأروح"، "إختلفنا"، وختمها بالأغنية الوطنية الشهيرة "فوق هام السحب"، والتي تفاعل معها الجمهور وردّدها مع الفنان محمد عبده، الذي قام برمي عقاله للجمهور تجسداً عن حالة المحبة الكبيرة بينه وبين جمهوره .
ثم أعلن المذيع عن فقرة الفنان رابح صقر، الذي قوبل بحفاوة وغنّى 10 أغنيات، بقيادة المايسترو هاني فرحات، وهي: "أوجه المعنى"، " باين عليك"، "سقى الله"، "طلابتك واجد" كلمات فيصل السديري ولحن سهم، "من كبرها" كلمات سعود البابطين ولحن سهم، "مغرورة" كلمات خليفة السماعيل، "شاب الشعر"، "صدقيني"، "منتهى الرقة" ولحن سهم، وختمها بالأغنية الوطنية "يا دار لا هنتِ".
وكان مسك ختام هذه الأمسية الغنائية الرائعة مع "البرنس" المطرب ماجد المهندس، بقيادة المايسترو مدحت خميس، ليبدأ المهندس وصلته الغنائية بأغنية "هدوء"، "سامحت جرحك وموال كون يمك"، "على مودك" ، "آخ قلبي"، إلى أن غنى الأغنية الوطنية "الله يعز الدار". وسط تفاعل جماهيري منذ صعوده المسرح وتفاعلهم مع أغنياته، خاصة أنه قدّم مجموعة متنوعة، وحلّق بالجمهور مع أغنياته الكلاسيكية العاطفية.
إن حجم الحضور وتجاوبهم مع كل فنان بالغناء والتصفيق والتهليل، لهو دليل على تعطّشهم لمثل هذه الحفلات، ومتابعة الجمهور لمطربيهم المفضلين. فمثلاً كان الجمهور يشارك كل مطرب الغناء، وكان محمد عبده يترك للجمهور غناء مقطع ويرد عليهم بمقطع ثاني، وكأنهم يغنون أغنية "دويتو" أو مجموعة "كورال" تشارك الفنان الغناء في كل أغنية، ونفس الحال تكرّر مع الفنانين رابح صقر وماجد المهندس.
بعد مغادرة الفنان رابح صقر المسرح تحرّك الإعلاميون والمصورون لاستقبال الفنان ماجد المهندس في الكواليس، لكننا فوجئنا بأن المخرج الوحيد مغلق بسلسلة يقف بجانبها ثلاثة من المنظمين أخبرونا بتعلميات تقضي عدم خروج الإعلاميين والمصورين من أماكنهم. ولما حضر المسؤول عن التنظيم سمح بالخروج للخارج وليس للكواليس.
أيضاً يحسب لشركة "روتانا" مبادرتها لعودة الحفلات إلى جدة، ولم يعكّر الصفو غير التعامل مع الإعلاميين والمصورين، ووضعهم في موقع سيئ لا يسمح لهم بتصوير الفنانين من الأمام أثناء الغناء.
تابعوا في الأعداد القادمة من مجلة "سيدتي" المزيد من التفاصل والصور حول هذا الحفل.