خاضت المخرجة إيناس الدغيدي معركة فكريّة حادّة مع رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب مساء أمس السبت 4 فبراير، عندما حلّت ضيفة على محور ندوات "مشوار نجم".
وكالعادة أطلقت العشرات من التصريحات النارية حول العلاقة بين الرجل والمرأة قبل الزواج، ومفهوم نجمات الفن للحرية، و مشروع فيلمها القادم عن "زنا المحارم".
وأخيراً كشفت عن وعدها لوالدها بعدم التمثيل ابداً والإكتفاء بدورها خلف الكاميرا.
الناقد الفني نادر عدلي الذي تولى مهمة إدارة الحوار، حاول جاهداً الفصل بين الآراء الدينية والفنية، مشدداً على الجمهور طرح أسئلة في صلب اهتمامات المخرجة عن السينما والفن.
ولكن أغلب الحضور تمسكوا بمراجعة تصريحات سابقة للدغيدي عن موافقتها على إقامة علاقات جنسية بين الرجل والمرأة قبل الزواج، وهو ما تجاهلته إيناس مفضّلة الحديث عن الحرية بمفهومها الواسع.
وتابعت قائلة: "الحرية متعلّقة بالنسبية، ولكي نمارسها يجب أن يكون لدينا قدرة من المعرفة والإدراك، وأيضاً خلق أعذار للطرف الآخر، فهناك خيط رفيع بين الإنحلال والحرية، كما أن كل فرد يرى الحرية من وجهة نظره، ولكن الأساس فيها هو عدم إضرار النفس، وإضرار الآخرين".
واستعرضت المخرجة في البداية مشوارها كسيدة داخل صناعة السينما الخاضعة لاحتكار الذكور قائلة: "الظهور النسائي في مجال الإخراج قليل للغاية، ورغم أنّ معهد السينما كان به بنات كثيرات ولكنهن اكتفين بمهمة مساعد المخرج، أما في الأربعينيات فكانت هناك مخرجات ولكن التاريخ السينمائي لم يذكرهن".
وأضافت: "في بدايتي كنت سعيدة بكوني مساعدة أولى لأنني عملت مع بركات وكمال الشيخ وصلاح أبو سيف، والـ10 سنوات التي عملت بها مساعدة مع هؤلاء المخرجين هم ما صنعوا منّي مخرجة، فكان هناك تحدٍّ داخلي أن أكون مخرجة. وبالفعل قدمت فيلم "عفواً أيها القانون"، ولاقى نجاحا على المستوى الفني، والسينما صناعة وتجارة، وبالتالي أضع دائما الشق التجاري أمام عيني، كما أن السينما فن موجه للناس، ولذلك الجانب التجاري مهم في صناعة السينما".
وتابعت قائلة: "عرض عليّ أدوار للتمثيل ولكني كنت أعطيت والدي وعداً بعدم التمثيل".
وأشارت إلى أنّ: "المجتمع ذكوري يرفض أن تكون المرأة قائدة فأنا كنت بنت مثل كل البنات في مجتمعنا، ولست مختلفة ولكن مشكلتي أني تواجدت في وقت به ردة فكرية، وكثيراً ما أقابل سيدات معجبات بفكري وبشخصيتي".
وعن أسباب تراجع السينما المصرية ردّت أن: " الذين يملكون المال هم الذين يتولّوا مهمّة الإنتاج"، مضيفة أن "الدليل على ذلك أن جميع المخرجين الجيدين لا يعملون".
الدغيدي وجّهت رسالة تحذير للنجم محمد رمضان وقالت: "أنّه ممثّل جيّد ومجتهد. بإمكانه تقديم أعمال فنية جيدة لو كان أذكى من استغلاله، فهو يُستغل بطريقة من الممكن أن تقضي عليه تماماً، ولكنه غير قادر على الوصول إلى الناس بطريقة ذكية".