قديماً كان من السهل للأب والأم أن يسيطرا على سلوك أبنائهما وعلى ما يشاهدونه على قنوات التلفاز، فيقومان بتغيير القناة فور وجود أحد المشاهد المخلة بالآداب، ولكن اليوم ومع اتساع الرقعة التكنولوجية أصبح التلفاز في هاتف كل طفل ومراهق وشاب، وتصل الرقابة على تلك الأجهزة إلى ما يقارب الصفر، مما أدى إلى ظهور ظاهرة مخيفة، وهي مشاهدة مواد مخلة بالآداب. وهنا يرتفع السؤال: ما الذي عليك فعله عندما تجدين طفلك يشاهد مقطعاً مخلاً بالآداب؟ وكيف تتصرفين؟
للإجابة عن ذلك تقوم الأخصائية الاجتماعية كريمة المداني بطرح بعض النقاط الهامة التي يجب على كل أم مراعاتها.
على الأم هنا معرفة فيما إذا كان طفلها مدمناً على تلك الأفلام أم أنه حديث العهد بها. وإذا كان من المواظبين على مشاهدتها، وقد لاحظتِ عليه تغيراً في تصرفاته منذ فترة، فعليك العلم بأن العلاج سوف يكون بالتدريج، فلن ينتهي منها في يوم وليلة، وعليك أن تدركي أنه ثمة سببين لحالته أولهما رفاق السوء، فلا تترددي في التعرف على أصدقائه والقيام بإضافة رفيق جيد له، والسبب الثاني هو أن ابنك قد يكون يعاني من إفراط كبير في الهرمونات يصاحبه فراغ كبير في حياته اليومية.
خطوات تساعد في التخلص من الإدمان:
1- خلق نقاش بناء: ناقشي ابنك بالأمر بطريقة غير مباشرة عن أضرار ومخاطر المشاهدة المتكررة لتلك المقاطع، وسؤاله لماذا يلجأ أطفال آخرون لهذا الأمر؟ وهنا قد تكون إجابته هي بالفعل ما يعانيه، ثم قومي بخطة توعوية مبسطة.
2- إيجاد البدائل المناسبة: بدلاً من التعامل بعنف أو الإحراج، قومي بإشراك طفلك معك في أكثر من عمل منزلي، واجعليه مشغولاً على مدار اليوم، ولكن لا تسببي له الملل، وقومي بإشراكه في نشاطات رياضية، واسمحي له بالخروج لقضاء سهرة مع أصدقاء تثقين بهم، وعندما تجدينه مستيقظاً ليلاً قومي باستئذانه أن يجلس معك لبعض الوقت، وبذلك لن يجد وقتاً للمشاهدة، وقد يبتعد شيئاً فشيئاً.
3- دور الأب: عليك إخبار والده كي يشاركك بالأمر، فقد يتقبل منه ما لا يتقبله منك، وقد يتحدث معه بصورة ودية وغير مباشرة كنوع من حديث «رجل لرجل»، وهذا أمر غاية في الأهمية.
4- القيم الدينية والأخلاقية: للوازع الديني جانب هام جداً في الأمر، فكلما ربيتِ طفلك على القيم الدينية ومفاهيمها الصحيحة، ابتعد وحفظ نفسه من الوقوع في الخطأ.
5- التدخل المباشر: رغم عدم تفضيل المصارحة المباشرة، إلا أنها قد تكون الحل الأخير، فهنا قومي أنت ووالده بمصارحته، وأخبريه بأنك تشمئزين مما يفعله، وأنك صدمتِ به، ولن تتحدثي معه حتى ينتهي من الأمر، واجعليه يتحدث بصراحة عن الأسباب التي دعته لذلك.
6- المصادرة والمراقبة: إذا استفحل الأمر، صادري أجهزته الإلكترونية أو راقبيها، واجعليه على علم بالأمر مع عدم السماح له بإغلاق باب غرفته وأن يظل دائماً مفتوحاً.