هل نطوي الصفحة الأخيرة ونغلق الكتاب؟ هل كل ما مضى كان وهماً عابراً؟ والقصص والكلمات والمواعيد أين ذهبت. والتفاصيل الصغيرة التي تقفز ذكراها في كل لحظة ماذا أقول لها؟ ما أصعب أن نغادر من نحب ونرحل، ونكتشف أننا نسينا هناك كل شيء وغادرنا فقط بأجسادنا. هل نملك القدرة أن نجعل أجمل فصل في حياتنا ملغياً. وهل يمكن أن يستمر العمر، وتسير الحياة بنفس إيقاعها وتتوالى الفصول الأربعة وثنائية الليل والنهار بروتينها المعتاد؟
العمر الحقيقي هو الذي تمضيه مع من يستحق. يصبح للحياة قيمة وللزمن معنى. وأنا كل يوم يزيد في عمري أدرك كم أنا محظوظة بك. وكم أنت استثناء يصعب تكراره. وأتساءل هل العمر حسابات ورقية نهدرها في دهاليز الحياة. وهل نفرط في أجمل ما منحتنا الحياة بإرادتنا؟
في غيابك اختلفت الصباحات وتغيرت المعالم، لم تعد الأشياء كما كانت، لكنها لم تغادر أبداً، بل تركت صورك وضحكاتك وهمساتك تحاصرني. أنت في كل المحيط وتحتل كل الزوايا. رحيلك وهم، حضورك حقيقة. وأحتار من نفسي فعندما قررت أن أعاملك بالمثل و أغادرك، فأمشي خطواتي مسرعة بعيداً عنك، أكتشف لاحقاً أنها كانت تخدعني وتهرول إليك. للمشاعر قوة ونفوذ لا يكتشفها إلا من يعانيها.
تعودت أن أرى فيك الحب الذي لا ينضب، والعطاء الذي لا يبخل، والروح الصادقة التي يزداد معدنها لمعانا مع كل يوم. أريد أن استعيد عمري معك. أريد أن ابدأ الخطوات من جديد. دعنا نكون الواحد الذي لا ينفصل. عدني أنك لن ترحل. أريد أن اشعر معك بالأمان. هاجس غيابك يتعبني. وعندما تحضر أتجاوز عن كل شي، يصبح الماضي كله مجرد مقدمة لكتاب. وكل صفحة فيه هو عمر جديد أقضيه معك.
اليوم الثامن:
السؤال ليس هل يمكن أن ننسى
بل هل نرغب فعلا في النسيان.