يمازح اللندنيون بعضهم البعض حين تحلّ بداية السنة، وحتى بداية الشهر الثالث من كل عام ويقول أحدهم للآخر: «شهر طلاق سعيد»، ويعود السبب في ذلك إلى ارتفاع طلبات الطلاق وأيضاً انفصال العشاق في هذا الشهر من كل عام بزيادةٍ تصل إلى أكثر من الثلث؛ حيث تبدأ الذروة في أول إثنين من هذا الشهر، حتى إن بعضهم يطلق عليه اسم «إثنين الطلاق» Divorce Monday ويستمر الحال حتى نهاية الشهر. فما السر وراء كل هذا؟ ولماذا تُكثر حالات الانفصال في هذا الموسم؟
تزايد طلبات الطلاق
أشار أحد مكاتب المحامين في لندن إلى كثرة الطلبات التي ترد إلى مكتبهم في شهر فبراير للاستفسار عن إجراءت الطلاق، أو طلب الاستشارة بشأن الانفصال أو تقديم الطلبات القانونية، وأن هذا الأمر يستمر على هذا المنوال حتى بداية الشهر الثالث، فيما أكدت إحدى الدراسات الحديثة التي أخذتْ عينة من 2000 من الأزواج أن واحداً من كل خمسة منهم يخطط للطلاق بعد نهاية موسم أعياد الميلاد، ورأس السنة مباشرة وبزيادةٍ تصل إلى 27% مقارنةً بالشهور الأخرى وخاصة في أول يوم إثنين من هذا الشهر؛ لأنه أول يوم عمل بعد نهاية العطل والأعياد.
تأجيل القرارات المؤلمة
يقول الأخصائي النفسي «جيمس رودمان» إن كثيراً من الأزواج وحتى العشاق والمحبين يرون في السنة الجديدة فرصة لإنهاء هذه العلاقات إذا ما كانت غير مقنعة بالنسة لهم، ويتخذون مثل هذا القرار وفق ما يسمى متلازمة قرار السنة الجديدة New Year’s Resolution Syndrome إلا أنهم يترددون في الإقدام على هذه الخطوة خلال أعياد الميلاد واحتفالات رأس السنة، ويشعرون بوطأة الأمر على الطرف الآخر في هذا الوقت من السنة؛ لذا يؤجلون الأمر حتى نهاية الاحتفالات..
حين تغلق المحاكم أبوابها بسبب الأعياد
أما المحامي «نيكولاس فارمر» فيرى أن الأمر يعود إلى عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة التي تجعل وقت المحاكم ضيقاً، ولا يسمح لها بالنظر في كل دعاوى الطلاق، يتابع قائلاً: «أغلب الأزواج يرغبون في إكمال إجراءات الطلاق قبل الأعياد لذا يقدمون الطلبات في بواكير العام الجديد؛ كي تكتمل كل الإجراءات قبل الأعياد.
بالأرقام
• تزداد حالات الطلاق وانفصال العشاق بنسبة الثلث في بداية العام، وحتى الشهر الثالث.
• واحد من كل خمسة من الأزواج يقدمون على الطلاق في هذه المدة.
• 70 % من الأزواج المنفصلين تجنبوا تفكيك الأسرة خلال الأعياد.
• 90 % من أبناء المطلقين لا يرغبون في سماع خبر انفصال الوالدين خلال الأعياد.