ضمن المبادرة الوطنية التي تتبناها جمعية الأطفال المعاقين لتفعيل برنامج "سلامة أسرتي" المنبثقة عن مبادرة "الله يعطيك خيرها" بهدف توعية الأسرة بالسلامة المرورية للحد من الحوادث، وتخفيض معدل الإصابات والإعاقات والوفيات، اتجهت المبادرة إلى مخاطبة المرأة التي يقع على عاتقها الدور الأكبر في نشر التوعية الأسرية للمحافظة على سلامة عائلتها وسلامتها، متطرقة إلى كشف ما قد تتعرض له المرأة من أضرار خطرة تفقدها حلمها في الأمومة بسبب الحوادث المرورية، وما تتعرض له من مضاعفات تهدد حياتها وحياة جنينها.
وفي هذا السياق، كشفت الدكتورة حنان محمد صلاح الدين، اختصاصية النساء والولادة في مجمع أطباء العصر، مخاطر الحوادث المرورية على صحة السيدات والفتيات، وما قد تسببه لهن من أضرار جسيمة قائلة: "لا يخفى على أحد ما قد تتعرض له المرأة بشكل خاص من إصابات تهدد حياتها الأسرية، وتفقدها نعمة التمتع بالأمومة إذا طالها الضرر المباشر أو جنينها بسبب الصدمات التي قد تتعرض لها جراء الحوادث المروية التي تأتي نتائجها السلبية بشكل خاص على الأم والجنين، وعلى الفتيات البكر أيضاً".
وأضافت: "أكثر المضاعفات التي تطال المرأة بسبب الحوادث المرورية، هي الإجهاض ويمثل 90% من حالات الإصابة". مؤكدة أن "نزيف المرأة الحامل يعد السبب الأول في الإجهاض، والوفاة إذا تعرضت إلى الاصطدام الشديد، فيما تأتي الولادة المبكرة ثانياً، وتؤثر على صحة الطفل بشكل خاص".
وتابعت: "جميع تلك المضاعفات تنتج بسبب ما تتعرض له المرأة من نزيف حاد، ويعتمد خطورة تأثيره على مرحلة الحمل، فإذا تعرضت الحامل بالشهر الأول، أو الثاني إلى صدمة قوية فقد تتعرض إلى نزيف حاد يؤدي إلى الوفاة إن لم يتم إسعافها بشكل سريع، ويأتي ذلك نتيجة تعرضها إلى صدمة قوية وغير محسوبة في شريان وريدي، أو منطقة حساسة في منطقة الرحم التي تحتوي على 5 لترات من الدم، تكون مجهزة لتغذية الطفل، وهنا يحدث النزيف بشكل غزير ما قد يُفقد المرأة حياتها في نصف ساعة فقط، أما إذا زاد الحمل عن 3 أشهر فقد تتسب الصدمة في إجهاض الجنين، وفي الثلث الأخير من الحمل قد تتعرض إلى الولادة المبكرة وبالتالي تعرض حياة طفلها إلى الخطر بسبب مضاعفات كثيرة من أهمها عدم اكتمال نموه".
وعن أضرار الحوادث المرورية على الفتيات البكر، قالت صلاح الدين: "إن أكثر الأمور شيوعاً وتهدد حلم الأمومة والحياة الزوجية للفتيات، تعرضها إلى كسر في الحوض والساقين حيث يؤدي ذلك إلى حدوث تشوهات وعجز لها فلا تتمكن من عيش الحياة بصورة طبيعية، والقيام بمهامها الزوجية التي تمكنها من الحمل، وفي بعض الحالات التي تتخطى التشوهات إلى الأضرار الكبرى لا تتمكن الفتاة من الإنجاب، وتظل تلك المضاعفات معها طوال العمر ما يقلل من نسبة إنجابها".
وأشارت صلاح الدين إلى أنه دائماً ما يتردد عليها نساء في حالات مماثلة بسبب تعرضهن إلى حوادث مرورية، ومنها حالة لسيدة حامل في الشهر الخامس، تعرضت إلى صدمة قوية بسبب حادث مروري، ما أدى إلى إصابتها بنزيف شديد، وأصبح الطفل مهدداً بالإجهاض، وعلى الرغم من جهودنا طوال أسبوعين لإنقاذ حياته إلا أن الأم خسرت جنينها في النهاية.
ونصحت صلاح الدين الأمهات والفتيات بضرورة اتباع قواعد الأمن والسلامة كيلا يخسرن حلم الأمومة قائلة: "على كل سيدة أن تكون جرس الإنذار والمنبه لعائلتها ونفسها، فحياتها من حياتهم، لذا لا تضيِّعي حياتك وحياة أسرتك بسبب التكاسل عن التقيد بقواعد السلامة التي لا تستغرق إلا ثوانٍ معدودة".
الحوادث المرورية.. شبح يهدد حلم الأمومة
- أخبار
- سيدتي - نهى السداوي
- 02 مارس 2017