تحت شعار «استمعوا للأصوات الشابَّة» أُطلق اليوم العالمي للأحياء البريَّة هذا العام 2017م، تعزيزاً للجهود الشبابيَّة العالميَّة من جميع الأقطار، التي ساهمت في المحافظة على البيئة وإنقاذ الأحياء البريَّة بكافة أنواعها من حيوانات ونباتات وبأساليب مختلفة، كل بحسب منطقته وعاداته والأنظمة التي تحكمه.
ويشارك في هذا اليوم ملايين البشر من محبي الحياة البريَّة، وليس بعيداً عن الشباب السعودي، الذي لم يكن غائباً في مثل هذه المناسبة، فلديه العديد من الإنجازات التي يسعى من خلالها للمحافظة على البيئة وكائناتها كجزء لا يتجزأ من حياته ومبدئه الديني والإنساني.
وبهذه المناسبة أراد أن يشارك أبرز نموذجين من المجتمع الشبابي بمدينة جدَّة العالم تجاربهما وإنجازاتهما من خلال «سيدتي»، لنتعرف على أهم انجازاتهما وما قاما به.
عائلة مياسر بندقجي
مياسر بندقجي (٢٨ عاماً)، زوجة وربة منزل، رافقها شغف الحياة البريَّة والمحافظة على كائناتها منذ صغرها حتى كبرت وأصبحت لديها عائلتها الخاصة، فبداية الطريق كما روت كانت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومساعدة بعض الأجانب من سكان المنطقة عبر حساباتهم في توفير المأوى الآمن لحيواناتهم، وتعرَّفت مياسر من خلال تلك الحسابات على ثقافة تبني الحيوانات، ورأت بوجوب تعميمها وتوعية المجتمع السعودي بأهميتها. ففي ٢٠١٦ نقلت الفكرة من العالم الافتراضي للواقعي بإنشاء حملة تدعو للتعايش مع الحيوان ونشر ثقافة التبني ومحاربة التجارة العشوائيَّة، وقامت بالمشاركة في العديد من المعارض والبازارات بجهودها الشخصيَّة وبدعم ممن آمنوا بفكرتها، لم تلتفت لظروفها الصحيَّة آنذاك فقد كانت حاملاً، وطوال فترة حملها كانت تقف أمام لوحاتها الإعلانيَّة معرِّفة بفكرتها، وكان الإقبال كبيراً على الفكرة من المجتمع، ووجدت العديد من الحيوانات عائلات حاضنة لها.
لم تغفل مياسر عن حملتها، حتى وهي في غرفة الولادة كانت على تواصل دائم بأعضاء فريقها وكان أهمهم، زوجها فيصل دردير، الذي بإصرارها قرَّر مساندتها والوقوف معها، واليوم أصبحت حملة «تعايش معي» ناراً على علم، ولعل آخر إنجازاتها كان اختيار الحملة كممثل وحيد لوزارة الزراعة في برنامج (كيف تكون قدوة) للرفق بالحيوان.
وعبَّرت مياسر وأسرتها عن أهميَّة تعريف العالم بما يقوم به بعض أفراد المجتمع السعودي في المحافظة على البيئة وتقول: ما أود إيصاله للعالم وأقول لهم بمناسبة اليوم العالمي للأحياء البريَّة، نحن أمَّة رحمة، وهذه هي صورتنا الحقيقيَّة التي ربانا عليها نهجنا الإسلامي، الوعي بأهميَّة تعايش الإنسان مع جميع الكائنات التي تشاركه الحياة مهم لينعم هو بحياة آمنة صحياً وبيئياً، لدينا أهدافنا التي تكبر يوماً بعد يوم في سبيل إنشاء جيل يتسم بالوعي الإنساني الراقي وأولهم أبناؤنا،
صهيب وعلاء ومشاركتهما العالم في الحفاظ على بعض أنواع الزواحف من الانقراض.
لتبدأ القصة بصداقة جمعها حبُّ الزواحف، صهيب أبو شال (٢٤ عاماً)، موظف، وعلاء قطان (٢٦ عاماً)، عسكري، التقيا قبل ثلاث سنوات وكل منهما لديه خبرته في عالم الزواحف، وبدآ بالتفكير كيف يمكن لهذا الحبِّ أن يتحول لعمل يحافظ على حياة الزواحف، فهذه المخلوقات في نظرهما لها جمالها الخاص وأهميتها لتكون جزءاً من عالمنا، وكان أول أنشطتهما إنتاج بعض سلالات من الزواحف المهدَّدة بالانقراض وإطلاقها لبيئتها الطبيعيَّة بعيداً عن الحياة البشريَّة، كالحرباء والثعابين من بعض السلالات النادرة الموشكة على الانقراض، كما قاما بمعالجة مجموعة من السلاحف البحريَّة المهدَّدة بالانقراض وإعادتها للبحر، وشراء السلاحف من المحلات وإطلاقها في بيئتها الحقيقيَّة. الآن صهيب وعلاء ومجموعة من الشباب السعودي يمتلكون مزارع مخصصة ومعدة بكافة الامكانات بجهودهم الشخصيَّة للحفاظ على بعض السلالات النادرة من الزواحف، وعن هذا الشغف الغريب يقول لنا صهيب: اطلاعنا على الأنشطة العالميَّة وأهميَّة هذه الكائنات ضمن التكوين البيئي شجعنا على المحافظة عليها وإنتاج سلالات جديدة منها، والأمر حقيقة ليس سهلاً، بل يتطلب منَّا مجهوداً جباراً، لكن لم يقف ذلك عائقاً أمامنا، وبمناسبة اليوم العالمي للأحياء البريَّة أنا فخور بما نقوم به ونريد عبر مجلتكم أن نقول للعالم نحن نشارككم المحافظة على هذه الكائنات، وأتمنى أن يتوقف قتل هذه الكائنات من الزواحف واستغلالها بالتجارة البخسة أو استغلالها بشكل عشوائي.
اليوم العالمي للأحياء البريَّة
هذا اليوم اطلقته الأمم المتحدة عام ٣٠١٣ في دورتها الثامنة والستين، وقرَّرت أن يكون الثالث من مارس هو اليوم العالمي للأحياء البريَّة، ورفع مستوى الوعي بشأن الحيوانات والنباتات البريَّة في العالم.
وهذا العام يهدف اليوم العالمي للأحياء البريَّة إلى إشراك الشباب وتمكينهم لخلق فرصة جديدة تقدِّم حوافز للخروج بمعالجات لقضايا الحفاظ على البيئة، والحدِّ من التجاوزات الإجراميَّة، التي ترتكب في حق الأحياء البريَّة، التي يعزى لها تأثير واسع على الحياة الاقتصاديَّة والبيئيَّة والاجتماعيَّة.