الأرملة العربية فريسة للطامعين!

4 صور
إنها الأرملة التي تعاني من قهر مجتمع، يحاول أن يستغلها بدلاً من أن يساندها ويقف بجانبها، فنرى كل شخص يتلهف ويسعى لتكون غنيمة له، وإذا حافظت على كرامتها وأخلصت لزوجها في مماته أصبحت موضع اتهام.

«سيدتي نت» فتحت الباب أمام الأرامل؛ لكي يعبرن عن معاناتهن اليومية:
 
تقول سهى زكي: توفي زوجي وابنتي لا تتجاوز العام الواحد، وقررت من وقتها أن أعيش لابنتي، وأكافح من أجلها، ورفضت أن أتزوج مرة أخرى رغم أنني مازلت في عز شبابي، لكن كانت النتيجة أن الرجال ينظرون للمرأة الوحيدة على أنها مدانة مسبقاً بأي شيء مشين، وأن عليها، طالما تعيش وحدها، أن تصبح خرساء وعمياء، وربما عاجزة عن الحركة؛ حتى يتعاطف المجتمع معها ويعاملها بطيبة، أما إذا رفضت تدخل الآخرين في حياتها تصبح منبوذة؛ عقاباً لها على وحدتها.
تضيف سهى: دائماً أقول: إن الناس طيبون، لكنهم يكونون كذلك في البداية فقط، إلى أن يتأكدوا من عدم حصولهم على مصلحة مني، ثم يظهرون الوجه الآخر القبيح والمنتقد لكل عمل أقوم به حيث إن الرجل بإمكانه أن يفعل ما يشاء، أما المرأة فعليها أن تقدم تقريراً يومياً عن من تقابلهم في حياتها من شخصيات، وما تمر به من أحداث؛ حتى تنال احترام المجتمع.
وأقول أخيراً ليست كل امرأة وحيدة ولا تتبع رجلاً غانية، وأدعو الله أن يرحمني ويرحم من هن في مثل موقفي من هذا المجتمع المفترس الذي يأكل ناسه.
 
نصب وخداع
عزة إبراهيم، مات زوجها وترك لها 3 أطفال، أصغرهم في الثالثة من عمره، تقول: الحمد لله، ترك لنا من المال ما يكفي للعيش حياة كريمة. وكان عليّ أن أكون الأم والأب، فقمت بإدارة أعمال زوجي بنفسي، ولأنني لا أمتلك الخبرة الكافية تعرضت للنصب والخداع من أقرب الناس لي، فقد كنت أثق فيهم، ولكن اكتشفت أنهم يطمعون في أموالي ويحاولون استغلالي.. حتى جاء يوم وعلمت أن المخزن الخاص بي تم حرقه وقت الفجر، فذهبت أنا وأخي، وعندما عدنا إلى البيت وشاهدنا أحد الجيران الذي لم يكن يعرف أخي، ثم اكتشفت بعد ذلك أنه شوه صورتي، ويقول للناس إنه رآني عائدة للمنزل فجراً برفقة رجل غريب.
سميرة محمد تحكي أن زوجها مات تاركاً لها ابنين، وتزوجت من أخيه، فليس من حق امرأة توفي زوجها أن تبقى هكذا من دون رجل، فأجبروني أهلي على الزواج من أخيه، والنتيجة أن حياتي في منتهى التعاسة، أسرة مفككة تفتقد الحب والدفء؛ فهو رأى أنه اشترى الآخرة بزواجه من أرملة أخيه، ولا يهتم سوى بابنه مني، يحيطه هو فقط بالحب والرعاية؛ ما جعله ينفصل عن باقي إخوته.
أما أخواه الكبيران فلا يشعران بوجود أب لهما، أما أنا فقد سلمت أمري إلى الله، ورضيت بنصيبي الذي لم أختره لنفسي.
 
كائن من الدرجة الثانية
ترى الكاتبة والباحثة المتخصصة في العلاقات الإنسانية أمل محمود أن مجتمعاتنا العربية تقلل من شأن المرأة بصفة عامة، وتتعامل معها باعتبارها كائناً من الدرجة الثانية، وأنها مصدر الخطيئة في العالم، وبالتالي النظر إلى الأرملة بهذه الكيفية هو جزء من هذه المنظومة. نضيف إلى ذلك اعتقاد المجتمع خطأ ونتيجة انعدام ثقافة أن من عرفت العلاقة الزوجية الحميمة لا تستطيع أن تحيا من دونها؛ لذلك نجد المجتمع يعتقد أن أية أرملة أو مطلقة إن لم تتزوج ثانية فهي بالتأكيد ستلجأ لتلبية احتياجاتها الجسدية بطريقة غير مشروعة.
ولذلك أيضاً يعتقد معظم الرجال أن الأرملة أو المطلقة فريسة يسهل الحصول عليها، وربما خارج إطار الزواج؛ لحاجتها الماسة لهذه العلاقة، وهذا بالطبع اعتقاد خاطئ؛ لأن عنصر الأمومة عند المرأة هو الأهم دائماً، فهي قد تضحي بحياتها وليس فقط برغباتها من أجل أبنائها، ولكنها النظرة الدونية للمرأة والعارية عن الصحة هي السبب في تشويه صورة المرأة، سواء كانت أرملة، مطلقة، أو حتى متزوجة.
 
تغيير نظرة المجتمع
يوضح الباحث المتخصص في العلوم الاجتماعية عصام جوهر أنه لكي يتم تغيير نظرة المجتمع لوضع الأرملة لابد من اتباع عدة وسائل منها:
• تدريب الأرملة على مواجهة المجتمع بظروفها الجديدة، ويكون محور هذا التدريب هو منحها الثقة بنفسها وتعليمها كيفية مواجهة الطامعين فيها.
• وضع قوانين لحمايتهن وتشديد العقوبة على من يتعرض لهن.
• التوعية الإعلامية من خلال البرامج الاجتماعية التي توجه المجتمع إلى الصواب، بالإضافة للأعمال الفنية التي يجب أن تقوم بدورها في هذا الشأن.