دخلت عروض باريس للأزياء الجاهزة يومها السابع، من خلال متابعة عروض يوم أمس بدأت تتحدد لدينا وبوضوح معالم واتجاهات الشتاء المقبل، كان عرض دار "هيرمس" Hermès ذات الإرث الغني من أهم عروض يوم أمس، غاصت "ناديج فانهي سيبولسكي Nadège Vanhee-Cybulski مصمّمة هذه الدار في هذا الإرث حيث أعادت مراجعة الجلد من خلال المعاطف الشتوية الطويلة والبدلات الجلدية التوتال لوك وجاكتات "البونبر" والبنطالونات ذات القصات المريحة، وكذلك التنانير التي صنعت من الجلد الطبيعي والتي طعمّتها بلمسات عصرية راقية. جاءت القصّات مريحة ذات عناصر جمالية في غاية البساطة مثل أقمشة الجاكار والمطبّعة بالأزهار. تميّز العرض بألوان تنوّعت ما بين البني والأصفر الأزرق المائل للاخضرار مع لمسة من الأسود، صاحبت معظم الأزياء الأحذية الشتوية العالية ذات الأربطة.
من جهتها قدّمت المصمّمة الإنجليزية "ستيلا ماكارتني" Stella McCartneyعرضاً استوحته من عالم الخيول دون استعمال أية قطعة من الجلد الطبيعي، وهذا دفاعاً منها عن حقوق الحيوانات. جاءت بعض أزيائها مطبّعة برسومات الخيول، استوحتها من رسومات الرسام الإنجليزي "جورج ستابز" George Stubbs، أما الأزياء الأخرى فقد تميّزت بقصّات فضفاضة ومريحة، صنعت من القماش المطبّع بمربّعات صغيرة وكذلك من القطن والصوف، وتحية منها إلى الملكة إليزابيت الثانية بدت العارضات بأوشحة وضعت بنفس الطريقة التي تظهر بها الملكة إليزابيت صاحبتها بمعاطف منتفخة ومبطنة.
وبحثا عن التجديد، أرادت "كريستين فانغ " Christine Phung مصمّمة دار "ريونارد" Leonard الفرنسية الشهيرة بأقمشتها الحريرية المطبّعة بالأزهار، الابتعاد عن الرسومات الزهرية والغوص في عالم الرسومات التي تحيكها الطبيعة في بطن الأرض حيث استوحت من خطوط الرخام وبالضبط من رخام "كرار" Carrare الإيطالي الفاخر، حيث تميّزت أقمشتها بالخطوط المتمايلة والمتموجة، تتداخل فيها مختلف الألوان مثل الأبيض والرمادي والأزرق بشكل رائع، أما القصّات فقد بقيت المصممة وفية لروح هذه الدار العريقة حيث تميّزت أزياءها بقصّات فضفاضة ومريحة طعمتها بعناصر جمالية في غاية الأنوثة مثل ربطة العنق وأوشحة من الفرو الأبيض والملوّن.
قدّم المصمّم الإيطالي "جيامباتيستا فالي" Giambattista Valli عرضاً يحاكي الخياطة الفاخرة حيث جاءت أزياؤه غنية بالتطريزات والأقمشة الفاخرة مثل الدانتيلا والتول المطرز بمجسمات صغيرة من الأزهار، استوحى عناصر عرضه الجمالية من الغني التاريخي والمعماري الذي تتميز بهما روما، وكعادته ركز المصمم على فساتين السهرة الطويلة المطعمة بالتطريزات و"الدرابييه" ولمسة من "البليسييه" والدانتيلا وكذلك الكشاكش جاءت كلها عصرية وفي غاية الأنوثة، طغى على العرض اللون الأحمر الصارخ الذي ميّز بعض فساتين السهرة "توتال لوك" والزهيرات الصغيرة الحمراء التي طرّزت بها بعض فساتين الكوكتيل وكذلك الصنادل العالية والمفتوحة ذات الأربطة المتداخلة.