فاطمة قرنفل نجمة تركيّة سينمائيّة، تصدّرت المراتب الأولى في شبابها، واحتلّت أغلفة أهمّ وأكثر المجلات التركيّة والعالميّة.
عرفها الجمهور العربيّ عبر مسلسليها: "لحظة الوداع"، بدور والدة زينب، و"العشق الممنوع"، بدور كبيرة خدم قصر عدنان بيك. وبرغم بلوغها العقد السّادس من العمر فما زالت شابّة في ملامحها، ولم ينقطع الجمهور عن إبدائه الإعجاب بها، لا سيّما حين أدّت دور الأم في كليب "الباب عم يبكي" للمطرب اللبنانيّ عاصي الحلانيّ. قناة trt التركيّة استضافتها في حوار حول حياتها وأعمالها وسرّ غيابها الطويل عن السينما والإحساس الذي انتابها بالعمل مع فنّان لبنانيّ مشهور، ومع العرب عموماً:
كيف انطلقت في عالم الفنّ؟
من خلال مشاركتي في سنّ المراهقة في مسابقة مجلة ses التركيّة التي تعرض منحة دراسيّة للفائزة في دور مطلوب. حينها، تقدّمت إلى المسابقة، ولي من العمر 14 عاماً فقط، وفزت على عشرات المنافِسات بالدور وبالمنحة الدراسيّة. درست الدراما والتمثيل، وتصدّرت صورتي غلاف مجلة "سيس"، ووقّعت عقد بطولة 15 فيلماً سينمائيّاً مرّة واحدة، وكنت أمثّل في ثلاثة أفلام في اليوم الواحد، من دون راحة، وبحماس كبير، كما كنت من أكثر النّجمات التركيّات طلباً في السينما، بعد أن نجحت أفلامي الأولى في دور الشبّاك. انطلاقتي الأولى توّجتها بحصولي على جائزة البرتقالة الذهبيّة كأفضل ممثّلة مساعِدة عام 1970.
كم يبلغ رصيدك السينمائيّ؟
شاركت رسميّاً بأكثر من مائة فيلم سينمائيّ، وربّما بأكثر من ذلك، فبعض المنتجين كان يقسمون الفيلم الواحد إلى اثنين.
كنت رائعة الجمال جدّاً في صباك، فهل أسهم هذا في نجاحك؟
أجابت بتواضع: "لم أكن جميلة جدّاً، ولا ثريّة، ولا ساطعة، كنت فتاة طموحة وموهوبة، أحبّت أن تكون ممثلة ناجحة بقدراتها فقط".
لست نادمة
اعتزلت السينما التركيّة، بعد مشاركتك بعشرات الأفلام، وحصدك أهمّ الجوائز فيها، من أجل دراسة الغزل في لندن، فهل ندمت يوماً على قرارك هذا؟
لا، لم أندم على اعتزالي السينما لدراسة الغزل في لندن عام 1975، واتّخذت قراري الضروريّ هذا، بعد تراجع السينما التركيّة لصالح الدراما، ما أقعد نجوم السينما المشهورين والكبار في منازلهم بدون عمل، فآثرت دراسة الغزل الذي أحبّه على المشاركة بأعمال تافهة دون المستوى، وكان عمري وقتها 24 عاماً؛ وبعد إنهائي دراستي، عدت وعملت في مجال الغزل، ونجحت فيه.
ولماذا لم تعودي إلى الفنّ مباشرةً وغبت سنوات أخرى؟
بعد فترة من عودتي، امتحنني الله بمرض سرطان الثدي، فتفرّغت لرحلة علاج وشفاء صعبة، نجحت باجتيازها بإيمانيّ وحبّي للحياة، وثقتي بوجود أمل. ولمّا منّ الله عليّ بالشّفاء، ونادتني الدراما التركيّة، لبّيت نداءها وعدت إلى الفنّ مجدّداً، بشوق وحماس كالماضي غير البعيد بالنسبة لي.
لهذا شاركت في كليب عاصي
حقّقت نجاحاً في العالم العربيّ بمسلسليك "العشق الممنوع" و"لحظة الوداع"، فطلبك بالاسم النّجم اللبنانيّ عاصي الحلانيّ لتقومي بدور أمّه في كليبه "باب عم يبكي" الذي أهداه إلى روح أمّه، فماذا كان شعورك في هذا العمل؟
استمتعت بأدائي مع الفنّان اللبنانيّ الشّاب عاصي الحلانيّ، في كليبه الإنسانيّ الجميل "باب عم يبكي"، وكنت سعيدة جدّاً بأجواء التصوير فيه مع مبدعين عرب، من مصوّرين وفنّيين، وسُعدت أكثر بمحبّة المشاهدين العرب لي. وأنا أشكرهم على متابعتهم لي بأدوار الجدّة والأمّ. وفي النّهاية، لا يوجد برأيي فارق يُذكر بين الشّعبين العربيّ والتركيّ، ثقافتنا متقاربة بصورة جميلة وغريبة.
ما الذي شجّعك على العمل؟
أعجبتني فكرته الإنسانيّة التي تجسّد محبّة الأبناء للأمّ ووفاءهم لذكراها بعد رحيلها، ومثّلت فيه ببساطة ما أحسسته بصدق.
هل أنت راضية عن نفسك؟
بعد مسيرة فنيّة دامت 45 سنة، وأصبحت فيها بهذا المستوى، لا أشعر إلا بقليل من الرّضا عن نفسي.
حقّق مسلسلك "العشق الممنوع" نجاحاً عربيّاً، أدّى إلى تسابق القنوات على عرضه، لتميّزه بأداء النّجوم وبالنصّ وبالإخراج. فهل استطعت التأقلم مع نجومه الشباب مهنّد وسمر ونهال؟
بالنسبة إلى فريق عمل "العشق الممنوع"، فقد سبق وعملت معه منذ سنوات، وحقّقنا نجاحات جميلة مشتركة. وفي المسلسل، عملنا جميعاً بجوّ كلّه محبّة وإخلاص واحترام. لذلك، أحَبَّ الأتراك والعرب العمل واستمتعوا بمشاهدته.
النجوم الشباب والكبار
من أضاف إلى الآخر أكثر، النّجوم الشباب أم النّجوم الكبار؟
أنا لا أفكّر بهذه الطريقة. غير مهمّ من يُضيف إلى الآخر أكثر، فالفنّان الذي يُمثّل بصدق وبراعة يُشرق على نفسه وعلى من حوله، ما يُضيف إلى العمل عموماً، كما انّه من غير المهم هنا الخبرة، بل الموهبة والتجربة والحضور والتعامل الجيّد والصّادق بين الزملاء، فلا يجب أن يرفع ممثل شاب أو كبير أنفه نحو الأعلى، حتّى لا يكون سقوطه مدويّاً وسريعاً وصعباً. لقد كان كيفانش تاتليتوغ (مهند) وبيرين سات (سمر) متواضعين وقريبين من القلب.
ما أهمّ عنصر نجاح في أعمالك؟
المخرج مهمّ جدّاً، لأنّه وحده يتحمّل واجب ومسؤوليّة إبراز فكر ومضمون العمل؛ ورؤيته الإبداعيّة لا بدّ من أن تكون فريدة وعميقة. ثمّ يأتي بعده المؤلّف، فالنّجوم. وسرّ نجاح مسلسلَي "لحظة وداع" و"العشق الممنوع" هو فريق العمل الواحد فيهما، والتفاهم الجماعيّ مع المخرج، ما أسهم في حصد المسلسلين نجاحاً فنيّاً وجماهيريّاً مميّزاً في تركيا.
نجحت بأدوار الأم الطيّبة، فهل كنت ستحصدين الشّهرة والنجوميّة لو أدّيت أدوار الشرّ؟
نعم، واثقة من أنّني لو أدّيت أدوار المرأة الشّريرة، لكنت حصدت نفس نجوميّة وشهرة الأدوار الطيّبة، لأنّني سأقدمها بالصّدق نفسه الذي أدّيت به جميع أدواري السينمائيّة والتلفزيونيّة. وأعترف لك بأنّني لم أقدّم أبداً في حياتي أدوار المرأة الثريّة أو المدلّلة أو الشّريرة، وأتوق لأداء تلك الأدوار حتّى أتحدّى نفسي كممثلة قديرة.
قريباً سيعرض مسلسلك الجديد "لكي لا يسمع الأطفال"، وعدد حلقاته يبلغ حوالي 200 حلقة تلفزيونيّة، فما هو دورك فيه؟
دور الجدّة والأمّ المتلاحمة مع ابنتها. أدائي فيه جميل جدّاً، وأنا واثقة من أنّه سيعجب المشاهدين العرب والأتراك، على حدّ سواء، خاصّةً وأنّ الممثلة "زينو" أبدعت جدّاً بأدائها دور ابنتي، وكانت بمثابة ابنتي فعلاً.
ما هو طموحك للمستقبل؟
أدعو الله أن لا أحتاج إلى أحد في شيخوختي، وأن يحفظ لي صحّتي وذاكرتي. وأكثر ما أحمد الله عليه بأنّ شكلي لا يُوحي بتقدّمي في السنّ، وبأنّني في الستّين من عمري.
عرفها الجمهور العربيّ عبر مسلسليها: "لحظة الوداع"، بدور والدة زينب، و"العشق الممنوع"، بدور كبيرة خدم قصر عدنان بيك. وبرغم بلوغها العقد السّادس من العمر فما زالت شابّة في ملامحها، ولم ينقطع الجمهور عن إبدائه الإعجاب بها، لا سيّما حين أدّت دور الأم في كليب "الباب عم يبكي" للمطرب اللبنانيّ عاصي الحلانيّ. قناة trt التركيّة استضافتها في حوار حول حياتها وأعمالها وسرّ غيابها الطويل عن السينما والإحساس الذي انتابها بالعمل مع فنّان لبنانيّ مشهور، ومع العرب عموماً:
كيف انطلقت في عالم الفنّ؟
من خلال مشاركتي في سنّ المراهقة في مسابقة مجلة ses التركيّة التي تعرض منحة دراسيّة للفائزة في دور مطلوب. حينها، تقدّمت إلى المسابقة، ولي من العمر 14 عاماً فقط، وفزت على عشرات المنافِسات بالدور وبالمنحة الدراسيّة. درست الدراما والتمثيل، وتصدّرت صورتي غلاف مجلة "سيس"، ووقّعت عقد بطولة 15 فيلماً سينمائيّاً مرّة واحدة، وكنت أمثّل في ثلاثة أفلام في اليوم الواحد، من دون راحة، وبحماس كبير، كما كنت من أكثر النّجمات التركيّات طلباً في السينما، بعد أن نجحت أفلامي الأولى في دور الشبّاك. انطلاقتي الأولى توّجتها بحصولي على جائزة البرتقالة الذهبيّة كأفضل ممثّلة مساعِدة عام 1970.
كم يبلغ رصيدك السينمائيّ؟
شاركت رسميّاً بأكثر من مائة فيلم سينمائيّ، وربّما بأكثر من ذلك، فبعض المنتجين كان يقسمون الفيلم الواحد إلى اثنين.
كنت رائعة الجمال جدّاً في صباك، فهل أسهم هذا في نجاحك؟
أجابت بتواضع: "لم أكن جميلة جدّاً، ولا ثريّة، ولا ساطعة، كنت فتاة طموحة وموهوبة، أحبّت أن تكون ممثلة ناجحة بقدراتها فقط".
لست نادمة
اعتزلت السينما التركيّة، بعد مشاركتك بعشرات الأفلام، وحصدك أهمّ الجوائز فيها، من أجل دراسة الغزل في لندن، فهل ندمت يوماً على قرارك هذا؟
لا، لم أندم على اعتزالي السينما لدراسة الغزل في لندن عام 1975، واتّخذت قراري الضروريّ هذا، بعد تراجع السينما التركيّة لصالح الدراما، ما أقعد نجوم السينما المشهورين والكبار في منازلهم بدون عمل، فآثرت دراسة الغزل الذي أحبّه على المشاركة بأعمال تافهة دون المستوى، وكان عمري وقتها 24 عاماً؛ وبعد إنهائي دراستي، عدت وعملت في مجال الغزل، ونجحت فيه.
ولماذا لم تعودي إلى الفنّ مباشرةً وغبت سنوات أخرى؟
بعد فترة من عودتي، امتحنني الله بمرض سرطان الثدي، فتفرّغت لرحلة علاج وشفاء صعبة، نجحت باجتيازها بإيمانيّ وحبّي للحياة، وثقتي بوجود أمل. ولمّا منّ الله عليّ بالشّفاء، ونادتني الدراما التركيّة، لبّيت نداءها وعدت إلى الفنّ مجدّداً، بشوق وحماس كالماضي غير البعيد بالنسبة لي.
لهذا شاركت في كليب عاصي
حقّقت نجاحاً في العالم العربيّ بمسلسليك "العشق الممنوع" و"لحظة الوداع"، فطلبك بالاسم النّجم اللبنانيّ عاصي الحلانيّ لتقومي بدور أمّه في كليبه "باب عم يبكي" الذي أهداه إلى روح أمّه، فماذا كان شعورك في هذا العمل؟
استمتعت بأدائي مع الفنّان اللبنانيّ الشّاب عاصي الحلانيّ، في كليبه الإنسانيّ الجميل "باب عم يبكي"، وكنت سعيدة جدّاً بأجواء التصوير فيه مع مبدعين عرب، من مصوّرين وفنّيين، وسُعدت أكثر بمحبّة المشاهدين العرب لي. وأنا أشكرهم على متابعتهم لي بأدوار الجدّة والأمّ. وفي النّهاية، لا يوجد برأيي فارق يُذكر بين الشّعبين العربيّ والتركيّ، ثقافتنا متقاربة بصورة جميلة وغريبة.
ما الذي شجّعك على العمل؟
أعجبتني فكرته الإنسانيّة التي تجسّد محبّة الأبناء للأمّ ووفاءهم لذكراها بعد رحيلها، ومثّلت فيه ببساطة ما أحسسته بصدق.
هل أنت راضية عن نفسك؟
بعد مسيرة فنيّة دامت 45 سنة، وأصبحت فيها بهذا المستوى، لا أشعر إلا بقليل من الرّضا عن نفسي.
حقّق مسلسلك "العشق الممنوع" نجاحاً عربيّاً، أدّى إلى تسابق القنوات على عرضه، لتميّزه بأداء النّجوم وبالنصّ وبالإخراج. فهل استطعت التأقلم مع نجومه الشباب مهنّد وسمر ونهال؟
بالنسبة إلى فريق عمل "العشق الممنوع"، فقد سبق وعملت معه منذ سنوات، وحقّقنا نجاحات جميلة مشتركة. وفي المسلسل، عملنا جميعاً بجوّ كلّه محبّة وإخلاص واحترام. لذلك، أحَبَّ الأتراك والعرب العمل واستمتعوا بمشاهدته.
النجوم الشباب والكبار
من أضاف إلى الآخر أكثر، النّجوم الشباب أم النّجوم الكبار؟
أنا لا أفكّر بهذه الطريقة. غير مهمّ من يُضيف إلى الآخر أكثر، فالفنّان الذي يُمثّل بصدق وبراعة يُشرق على نفسه وعلى من حوله، ما يُضيف إلى العمل عموماً، كما انّه من غير المهم هنا الخبرة، بل الموهبة والتجربة والحضور والتعامل الجيّد والصّادق بين الزملاء، فلا يجب أن يرفع ممثل شاب أو كبير أنفه نحو الأعلى، حتّى لا يكون سقوطه مدويّاً وسريعاً وصعباً. لقد كان كيفانش تاتليتوغ (مهند) وبيرين سات (سمر) متواضعين وقريبين من القلب.
ما أهمّ عنصر نجاح في أعمالك؟
المخرج مهمّ جدّاً، لأنّه وحده يتحمّل واجب ومسؤوليّة إبراز فكر ومضمون العمل؛ ورؤيته الإبداعيّة لا بدّ من أن تكون فريدة وعميقة. ثمّ يأتي بعده المؤلّف، فالنّجوم. وسرّ نجاح مسلسلَي "لحظة وداع" و"العشق الممنوع" هو فريق العمل الواحد فيهما، والتفاهم الجماعيّ مع المخرج، ما أسهم في حصد المسلسلين نجاحاً فنيّاً وجماهيريّاً مميّزاً في تركيا.
نجحت بأدوار الأم الطيّبة، فهل كنت ستحصدين الشّهرة والنجوميّة لو أدّيت أدوار الشرّ؟
نعم، واثقة من أنّني لو أدّيت أدوار المرأة الشّريرة، لكنت حصدت نفس نجوميّة وشهرة الأدوار الطيّبة، لأنّني سأقدمها بالصّدق نفسه الذي أدّيت به جميع أدواري السينمائيّة والتلفزيونيّة. وأعترف لك بأنّني لم أقدّم أبداً في حياتي أدوار المرأة الثريّة أو المدلّلة أو الشّريرة، وأتوق لأداء تلك الأدوار حتّى أتحدّى نفسي كممثلة قديرة.
قريباً سيعرض مسلسلك الجديد "لكي لا يسمع الأطفال"، وعدد حلقاته يبلغ حوالي 200 حلقة تلفزيونيّة، فما هو دورك فيه؟
دور الجدّة والأمّ المتلاحمة مع ابنتها. أدائي فيه جميل جدّاً، وأنا واثقة من أنّه سيعجب المشاهدين العرب والأتراك، على حدّ سواء، خاصّةً وأنّ الممثلة "زينو" أبدعت جدّاً بأدائها دور ابنتي، وكانت بمثابة ابنتي فعلاً.
ما هو طموحك للمستقبل؟
أدعو الله أن لا أحتاج إلى أحد في شيخوختي، وأن يحفظ لي صحّتي وذاكرتي. وأكثر ما أحمد الله عليه بأنّ شكلي لا يُوحي بتقدّمي في السنّ، وبأنّني في الستّين من عمري.